"أواجه العديد من المشاكل التي تحول حياتي إلى جحيم وتعبت من كل شيء، فرغم أن أهل زوجي يحبوني كثيرًا إلا أن سلفي لا يحبني ويغير لأن أهله يحبونني أكثر من زوجته لأني هادئة ولا أتكلم كثيرًا، ولكن هذا الهدوء يأتي على حساب نفسيتي. أشعر بالضياع وأني دائمًا عصبية لا أعرف ماذا أفعل في حياتي. أحيانًا أفكر في الانتحار ولا يمنعني إلا أولادي عندما أراهم أمامي. أتمنى أن أغمرهم بالحنان الذي حرمت منه لكني أفشل لأنني لا أجد "الحنية" من أحد فأفرغ عصبيتي في أولادي. أشعر أني دائمًا أبحث عن حب زوجي لكنه لا يمنحني حبه ولا يعوضني الحب الذي افتقدته عند أهلي. أمي دائمًا تحكي لي مشاكلها ولا تسمع لي ولا أعرف لمن أشكو مشاكلي؟ زوجي ليس بيني وبينه أي حوار. نفسي أعيش وأحب ولم أدخل قصة حب أبدًا في حياتي ولا أعرف ماذا أفعل. أشعر بالضياع ولا أعرف كيف أحب زوجي بسبب قلة نظافته. تحدثت معه في هذا الموضوع أكثر من مرة لكنه يغضب وأنا ضائعة ولا أعرف ماذا أفعل".
*****
القارئة العزيزة، رسالتك المرتبكة تعكس بوضوح حالتك النفسية وما تصفينه من حالة التيه والضياع. ربما كل ما تحتاجينه لتتمكني من حل كل مشاكلك هو أن ترتبينها. أن تمسكي ورقة وقلم وتفرغي كل ما لديك من مشاعر وأفكار ومخاوف وارتباك على الورق. تخلصي من الورق فيما بعد كي لا تكون خصوصيتك مهددة، ولكن عملية تفريغ المشاعر نفسها ستشعرك بالراحة.
رسالتك ذكرتني بنصيحة سمعتها في إحدى محاضرات التصوير الفوتوغرافي سابقًا، وهي أنه حين نريد أن نستبعد عنصرًا ما من صورة قد لا نحتاج إلى الابتعاد عنه بالعدسة وإنما نحتاج فقط أن نركز بالعدسة على أشياء أخرى. أنتِ تفعلين العكس، تركزين على المشاكل، وعلى العناصر المفقودة بينما ما تحتاجيه هو أن تركزي على عناصر أكثر إيجابية، بعضها ذكرتيه بالفعل في رسالتك مثل وجود أولادك ومحبة أهل زوجك لكِ.
تقول الدكتورة إيمان عبد الله استشاري الصحة النفسية تعليقًا على مشكلتك إلى أنك بحاجة إلى التركيز على منح أولادك ما افتقدتيه من مشاعر حنان ومحبة كي يخرجوا أسوياء نفسيًا ولا يعانون ما تعانيه، وأثناء منحك أبناءك هذه المحبة ستشعرين أنك أفضل وستشعرين أنتِ أيضًا بالحنان والمحبة يغمرناك. تذكري دائمًا كلما حاولتِ تفريغ عصبيتك فيهم وانفعالاتك أنهم لا ذنب لهم، ونبهي نفسك فورًا وافعلي عكس ما يملي عليكِ غضبك أن تفعليه.
الأمر الثاني لا ينبغي أن تمنحي كراهية أخو الزوج هذه المساحة من حياتك، خاصة أنك تعرفين سببها وأنك في المقابل محبوبة من جميع أفراد أسرته. هذا الشخص من المفترض أن يكون هامشيا ولا يؤثر على حياتك وإنما الأهم هو التركيز على علاقتك بزوجك. مشكلة قلة نظافة الزوج متكررة في الكثير من البيوت للأسف وهي مشكلة كبيرة ومزعجة ولكن لا ينبغي أن يصل تأثيرها عليكِ إلى التفكير في الانتحار أو الانفصال. عليكِ ألا تيأسي أبدًا من محاولة الأخذ بيده ليكون أكثر نظافة، ليس بالأوامر والنصائح المباشرة لأن هذا سيكون منفرًا بالفعل لأي شخص وربما يتسبب في زيادة عناده، وإنما أن توفري له دائمًا منتجات العناية الشخصية وجربي أن تشاركيه أنتِ في العناية بنظافته كفعل محبة. وحاولي أن تبذلي كل ما في وسعك من جهد لمد مساحة حوار مشتركة بينكما وتدريجيًا ستجدي أن العلاقة بينكما صارت أمتن وأقوى.
صفحة وشوشة
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة