"أنا متزوجة منذ ثلاث سنوات، اتعرض للإهانة والضرب باستمرار من زوجي وقد كرهت الحياة بسببه، هو شخص لا يهمه سوى نفسه والسهر مع أصدقائه، شخص أناني وبخيل وحياتي مليئة بالخلافات كل يوم، أنا على اقتناع تام أن الانفصال هو القرار الأفضل ولكن لا أحد من أهلي يشجعني على ذلك وهم لا يشعرون بمعاناتي أبدًا، أشعر بالوحدة دائمًا وعدم الثقة بالنفس وأقوم ببعض الأفعال بدون إرادتي حتى أشعر بالراحة مثل قضم أظافري حتى يسيل منها الدم وتشوه منظرها وأصبح غير مقبول بسبب هذا الفعل، أنا لا أريد أن أرى أحد أو أن أذهب إلى عملي، تعبت ويأست من حالتي وأريد علاجًا، أريد أن أكون طبيعية وأتمنى أن أجد العلاج."
****
القارئة العزيزة، عرضنا مشكلتك على الدكتور ريمون ميشيل ثابت استشارى الصحة النفسية الذي قال: على الرغم من صعوبة ما تعانيه وما تمرين به من أزمات وأنا أقدر وضعك تمامًا، إلا أن هناك عامل مشجع وبشرة سارة أود أن أخبرك بها أولًا، أن معظم الحالات التي تستجيب بشكل كبير للعلاج النفسي والسلوكي، هي تلك التي ترفض الاستسلام لوضع اليأس والحزن والإحباط وتطلب العلاج، وهذا الأمر مثبت أنه يحسن كثيرًا من قابلية الشخص للشفاء بصورة أكبر تفوق أضعاف الشخصية اليائسة المستسلمة للظروف، فالله قد خلق الإنسان في الأصل وجبله للتمتع والفرح، فهذا هو أصل الخليقة وهو ما نسميه الفطرة السليمة، وهذا قد اتضح في نص رسالتك إنكِ تريدين العلاج وأن تكوني طبيعية فنشكر الله ونوضح أنها بشارة للخير بإذن الله.
لا شك أن اختيارات الإنسان وقراراته تؤثر على حياته بشكل عام وصحته النفسية بشكل خاص، ومن أصعب القرارات في حياة الإنسان وقد قيل عنه إنه ثانى أصعب قرار يتخذه الإنسان في حياته بأكملها هو اختيار شريك الحياة أو قرار الانفصال عنه خاصة في وجود أبناء، فعلاقة الزواج هي رباط يجب أن يبنى أولًا على الرحمة والمودة والحب، أما الإهانة لفظية كانت أم جسدية فهي أمر مرفوض تمامًا أخلاقيًا ودينيًا، والزوجه التي تتعرض للإهانة باستمرار حتمًا ستشعر بقلة قيمة النفس وضآلتها، ولم يثبت أو يسجل أبدًا أنه قد تم علاج أية مشكلة أو خلاف بتلك الطريقة، وإن كان هذا هو نهج بعض الأزواج لإثبات أنه على حق، فيرى أهل العلم هذا التصرف على أنه من أنواع ضعف النفس يستخدم فيه الشخص ما يعرف بالإزاحة النفسية لتفريغ معاناته ولذلك سنلخص الحل في عدة نقاط هامة:
- لابد من تدخل طرف ثالث في البداية يتسم بالحكمة له تأثير طيب وصوت مسموع ليحكم بينكما ويفضل أن يكون داخل محيط الأسرة أو عند طريق زيارة المعالج النفسي المختص في أمور الزواج ومشكلاته، والاتفاق على نقاط ملزمة ومحدده نشير فيها على الخطأ لعلاجه ولا نشير على الشخص بمجمل سلوكه، وهذا أمر هام، فنحن نعالج خطأ وغير مقبول الإهانة الشخصية أبدًا مهما كان الخلاف، وكما يقال عند الفراق تظهر معادن الأخلاق، فعندما يحتد الخلاف يظهر معدن الإنسان، وهذا أحد أسس الإرشاد الزواجي أن يقرر الشخص والمرشد الحكيم أو المعالج النفسي مدى صحة ونسبة توافق تلك العلاقة، ومن ثم تأهيل الطريق وتوضيح معالم تلك العلاقة والإرشادات الواجب اتباعها وإعادة المتابعة مرة أخرى حتى ينصلح الحال.
- بالنسبة لعادة قضم الأظافر بهذا الشكل فهي تعتبر حالة عصابية نفسية ترتبط بحالات التوتر والقلق النفسي، ويحدث هذا بسبب الكتمان وعدم البوح بالمشكلات وزيادة الضغط النفسي، فننصح هنا بالتحدث والتفريغ النفسي، مع إجراء تدريبات تسمى التنفس البطنى الواعي أو العميق عن طريق الشهيق والزفير ببطء شديد مع فتح الفم قليلا لمدة خمس مرات متتاليه كلما شعرتِ بالتوتر، مع العلم أن بعض من تلك الحالات تحتاج لتناول دواء نفسي بسيط يزيل التوتر والوساوس القهرية غير الإرادية.
ونتمنى بعد تطبيق الإرشادات المذكوره أن تجدي شعاع جديد من الأمل لينير طريقك، فلا تيأسي المحاولة واطلبي رحمة الله ليعم بسلامه على حياتكم بإذن الله قريبًا.
صفحة وشــوشة
فى إطار حرص "اليوم السابع" على التواصل المباشر مع القراء، وتقديم الخدمات المختلفة والمتنوعة، أطلقت "اليوم السابع" خدمة "وشوشة" لتلقى أى استفسارات أو مشاكل نفسية أو اجتماعية أو تربوية، على أن يتم عرض المشكلات على الخبراء والمختصين الموثوقين ونشر الردود عبر الموقع الإلكتروني والجريدة.
يمكنكم التواصل معنا من خلال رقم واتس آب 01284142493 أو البريد الإلكترونى Washwasha@youm7.com أو الرابط المباشر.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة