بداية .. ونحن نستقبل العام الهجرى الجديد 1445 علينا أن نحمد المولى - عز وجل - على نعمه الكثيرة، لأن تجدُّدُ الأيام وتداولها على الناس من النعم التي تستلزم الشكر عليها؛ لأن الحياة نعمة من نعم الله تعالى على البشرية، لذا علينا التأمل ومراجعة وتقييم أنفسنا من جديد، وأن لا ننسى أننا كمسلمين نحمل رسالة ربانية وهي الخلافة على الأرض، وما أعظم أن نقتبس ونحن في ذكرى الهجرة النبوية الشريفة ما فعله نبى الرحمة، حينما دخل المدينة المنورة، وسعى إلى تعزيز السلم والأمن والتعايش الاجتماعى، فما أحوجنا إلى هذا التعايش الآن في ظل عالم تسيطر عليه – للأسف - الحياة المادية بكل جوانبها، ويسعى إلى أنسنة الإله وتأليه الإنسان بعيدا عن القيم الروحية والمنظومة الأخلاقية.
نقول هذا.. ونحن نحتفل بذكرى الهجرة النبوية الشريفة، ونئن من ظواهر اجتماعية مؤسفة طرأت على حياتنا فزادت من معاناتنا وقضت على كل جميل لدينا، لذا فنحن حقا وصدقا في حاجة ضرورية إلى وثيقة للتعايش مثلما فعل الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، لتكون وثيقة يحدوها الأمل والتفاؤل، وتعزز أواصل المحبة والإخاء، وتقضى على براثن الفساد والانحراف، خاصة بعد السموم والأدواء التي نثرتها مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الحداثة.
من هنا فإن ذكرى الهجرة النبوية تلك المناسبة الدينية الشريفة فرصة مهمة وسانحة لنقتبس من نورها ونور نبينا العدنان، ولما لها من أهمية في نفوس المسلمين، فيجب الاستفادة منها وعدم التفريط فيها، فاحتفالنا يجب أن يكون احتفالا حقيقيا نعلم أبنائنا دروس الهجرة ونعلم أنفسنا مبادئ وقيم الهجرة النبوية الشريفة لننقذ أنفسنا مما نحن فيه.
نهاية.. ذكرى الهجرة النبوية بداية مرحلة جديدة فهى في الأشهر الحرم، فلا يجب أن لا يتعدى فرد على آخر لا بالقول ولا بالفعل، وأن تسود المحبة والإخاء بيننا، وأن ندعو الله بما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، إذ قال: «اللَّهُمَّ أَهْلِلْهُ عَلَيْنَا بِاليُمْنِ وَالإِيمَانِ وَالسَّلَامَةِ وَالإِسْلَامِ، رَبِّي وَرَبُّكَ اللَّهُ».. اللهم نسألك في عامنا الهجري الجديد، أن تفيض بالخيرات على عِبادك المُسلمين، وأن تجعلها سنة الخير المُباركة التي طال انتظار قلوبنا لفرحتها..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة