قد يقول قائل ما الداعى لإقامة مهرجانات في ظل هذه الظروف والأزمات الاقتصادية؟.. وهل يخضع إقامة حدث ترفيهي يوصف بالأكبر في مصر والشرق الأوسط لفقه الأولويات؟.. وما الذى تستفيده الدولة من الانشغال بـ 45 يوما ترفيهيا؟، نقول إن هذه التساؤلات وغيرها قد يكون لها منطق أو وجاهة بشكل نظرى، لكن قبل الحكم علينا أن لا ننسى أن الخروج من الأزمات يتوقف على النجاح في جذب الاستثمارات والقدرة على تنشيط السياحة، والسعى نحواسترداد قوة الدولة الناعمة.. والفلاح في عرض البرماج التنموية للبلد، لذا ففي اعتقادنا أن لهذا المهرجان مكاسب جمة، فلك أن تتخيل أولا أن هذا الحدث يستهدف استقبال مليون زائر من جميع أنحاء الوطن العربي.
غير أن الرسالة القوية لهذا المهرجان، هو أنه يرسل للعالم أجمع رسالة بحقيقة الإنجازات التي تشهدها الدولة المصرية منذ 9 سنوات، وإذا اتفقنا على أهمية الرسالة، فإن المكاسب متعددة، منها على سبيل المثال وليس الحصر، المهرجان قطعا يعمل على الترويج للسياحة المصرية ووضع المدينة على خارطة السياحة العالمية، ويساهم في جذب الاستثمارات الأجنبية.
والجميل أن هذا المهرجان وفعالياته الكبيرة قطعا ستبرز مدينة العلمين الجديدة كوجهة أكثر جذبا لاستضافة النشاطات الفنية والرياضية والترفيهية على مستوى الشرق الأوسط، وتبرز أيضا كيف استطاعت مصر أن تحول مدينة غير آهلة بالسكان بما شهدته من تدمير بالحرب العالمية الثانية 1942، إلى أكبر مقصد سياحي على شاطئ البحر المتوسط عقب الانتهاء من تنفيذ أعمال إزالة الألغام، لتصبح مدينة متكاملة على أحدث طراز عالمي.
وإذا تحدثنا عن دور القوى الناعمة المصرية وضرورة إحيائها، فقطعا مهرجان العلمين الجديدة سيكون له دور كبير في إثراء الحياة الثقافية والفنية في مصر، كونه يضم أنشطة متنوعة في مختلف المجالات كالموسيقى، والسينما، والموضة، والآداب، والرياضات.
نهاية .. مصر تعلن عن نفسها من خلال هذه المهرجانات العالمية بالاحتفال بروح الإبداع والتميز في تلك البقعة الساحرة..