في ذكرى ثورة 23 يوليو يشعر كل مصرى بفخر واعتزاز، حيث الريادة والحرية والتخلص من الاستعمار، وليس كل مصرى فحسب إنما شعوب القارة والإقليم بل أقول العالم كله، فهل ينكر أحد أن مصر 23 يوليو استطاعت ترسيح حق الشعوب فى تقرير مصيرها؟.. وهل ينكر أحد أن مصر 23 يوليو غيرت الخريطة موازين القوى الدولية؟.. وهل ينكر أحد أن دولا كثيرة استمدت روح الإلهام والأمل خاصة أنها جسدت الروح الوطنية وألفداء والكفاح؟
فقولا وأحدا.. مصر 23 يوليو أثبتت أنها لست دولة كأى دولة، إنما دولة جاءت قبل التاريخ، فهى بلد حضارة وريادة لديها القدرة والقيادة، وذلك بعد أن استطاعت أن ترسى مبادئ للحرية والمسأواة والعدالة الاجتماعية، حيث فرح ألفلاح بتملك الأراضى، ودخل ابن ألفقير المدارس والجامعات، وانتهى زمن الاقطاع والاستقطاع، وأصبحت مصر لأبنائها وخيرها لشعبها، والأهم أنها تحولت إلى ثورة شاملة تبناها وأيدها الشعب المصرى كله وكافة أطيافه.
نعم لكل ثورة إيجابيات وسلبيات، لكن يكفى مصر 23 يوليو أنها قضت على الاستعمار، وما أدراك ما الاستعمار وأفعاله فى سلب ونهب مقدرات الدول، ويكفيها تأسيس نظام جمهورى ينشد العدالة الاجتماعية، ويكفيها أنها أضاءت شعاع ضوء لكل من يبحث عن الحرية فى المنطقة والإقليم، ويكفيها أنها لمت الشمل العربى وفق وحدة عربية كاملة.
فمن منا ينكر، أن ثورة 23 يوليو رسخت لدى المصريين الآنتماء القومى، وأدخلت القضية ألفلسطينية إلى الوعى القومى، وكذلك أسست لحركة تنموية شاملة ومستقلة كسبيل لبناء الدولة العصرية وتوسيع دعم قاعدة الاقتصاد الوطنى خاصة الصناعات الاستراتيجية.
ومن الجميل، أن احتفالنا بذكرى ثورة 23 يوليو يأتى فى ظل سعى الدولة المصرية وشعبها فى تدشين جمهورية جديدة قائمة على بناء الإنسان والدولة معا، لذلك أقول أن احتفالنا بذكرى ثورة يوليو المجيدة بمثابة قوة دفع متجددة للعمل لبناء وطن قوى متقدم فى جميع المجالات، خاصة أن العالم يعيش حالة من الاضطراب والأزمات المتعددة ويشهد حالة من ولادة نظام عالمى جديد، الكل يبحث عن حجز مكان فيه، لذا لابد أن روح 23 يوليو الملهمة أن تسود، ونحن نبنى وطننا لتكون لنا الريادة والقدرة، مثلما حدث فى 23 يوليو التى بسببها تم بناء جيش قوى ودولة حديثة ومنحت الجميع الإلهام والأمل نحو التغيير والحرية والاستقلال.
نهاية .. كل هذا لا يتحقق فى اعتقادنا إلا من خلال تعزيز قيم العمل والعلم بالتزامن مع التشبث بروح النصر والتحدى وألفداء كما علمتنا مصر 23 يوليو للانطلاق نحو جمهورية جديدة تنشد التنمية والبناء والتطوير وتغيير الواقع.. عاشت مصر حرة آبية