يُدمن الإخوان العيش على المظلومية، وهى تجارة كاذبة وكاسدة دومًا. فى صدر التجربة مارسوا القتل والحرق والإرهاب، ثمّ رفعوا مظلمة المُحاكمات والمُلاحقة القضائية، وتآمروا على ثورة يوليو وحاولوا اغتيال عبدالناصر، بعدها ادّعوا الحصار والتنكيل، كما خطّطوا لتفجير القناطر الخيرية وإغراق الدلتا عبر تنظيم سيد قطب، وتباكوا على الإعدامات والمُحاسبة عن جرائمهم. حتى عندما توصَّلوا لتفاهمات مع السلطة خلال السبعينيات، وجمعتهم علاقات هادئة بنظام مبارك لثلاثة عقود تالية، ظلّوا على استثمار سرديَّات البراءة المُختلَقة، ودعموها بأكاذيب عن التضييق والترصُّد وتتبُّع مُمارساتهم المُنفلتة وأموالهم المشبوهة. كأنَّ الجماعة لا تُتقن الحياة دون شَمّاعة تُعلِّق عليها ملابسها المُتّسخة، وسوءات أفعالها، وما تقترفه من انتهاكاتٍ دائمة بحق المجتمع وهُويَّته وسلامه النفسى والروحى. ومن فائض الإدمان الذى يُعبّئ روحها ويستلب عقلها، لجأت إلى الورقة نفسها بعد يناير 2011 تحت عناوين أخرى، كان منها: اتّهام خصوم التنظيم بمُعاداة الدين، وتشويه القوى المدنية ومُؤسَّسات الدولة بادِّعاء انطلاقهم من عداء ظالم لـ«جماعة ربّانيّة» تحمل ماء السماء الطهور، بحسب تعبير مُرشدهم محمد بديع. ليأتى التوظيف الأكثر وقاحة وتبجُّحًا للبكائيّات واللطميَّات الإخوانية بعد ثورة 30 يونيو، وما انزلقت إليه عمدًا، وبسبق إصرارٍ وغشومية، من حربٍ مفتوحة على البلد والناس، لم تتورَّع فيها عن انتهاج أحطّ صُور العداوة والاستهداف، بالكذب والدعائية والترهيب والعمالة، وبالسلاح والدم أيضًا.
عندما كانوا فى السلطة، ويقبضون على خِناق البلد ومُؤسَّساته؛ لم يتخلَّوا عن خطاب الاستضعاف وابتزاز الجميع، كأنهم «يبطحون أنفسهم» على طريقة خناقات الشوارع.. بدأوا بالمَسكنة وتجميع نُخبة القوى السياسية؛ ليكونوا ظهيرًا وتابعين فى الضغط على السُّلطة المؤقتة عبر «مؤتمر فيرمونت» المشبوه، واستكملوه بمحاولة إحياء مجلس الشعب المُنحلّ، وبتحصين تأسيسيّة الدستور، ووضع اليد على كل المناصب التنفيذية تحت لافتة الديمقراطية، ومن ورائها نوايا مُضمَرة لابتلاع المجال العام؛ تعويضًا عن سنوات الإقامة فى الهامش وسعيًا لتحصيل ما اعتبروه مكاسب مُؤجَّلة. ضربوا الناس وقتلوهم فى كل مُلتقى؛ ثم تسافل مُرشدهم ورقص على الدمِّ قائلاً: «ما ذنب النباتات». وكانت الطامة الكبرى فى تجمُّع المُجرمين وأراذل البشر على مُفترقات إشارة رابعة العدوية «ميدان المستشار الشهيد هشام بركات حاليًا». كان اعتصام الجماعة وحُلفائها من الإرهابيين، النشطين والمُتقاعدين، تعبيرًا خشنًا عن رغبة المُطاحنة وإخضاع الجميع عنوة، والتحوُّل لبلطجةٍ سياسية تضع السلاح فوق القانون، وأجنداتها قبل المصلحة الوطنية؛ ثم كان استغلاله بصيغة «قميص عثمان» لاحقًا، عودةً إلى ملعب المظلومية، لم يزد شبرًا أو ينقص عن عادة التنظيم المقيتة منذ تأسيسه، وحسب ما صكَّه شيطانه الأكبر حسن البنا، وتبعه سلسال وارثيه، والوكلاء والأدوات المُوزّعة على كثير من الأحزاب والتيّارات.
أحدث حلقات التجارة الكاذبة، جاءت عبر شريط دعائى وصفته الجماعة الإرهابية بأنه «فيلم وثائقى» عن اعتصام رابعة ووقائع الفضّ. حشدوا فيه باقة افتراءات مُتكرِّرة منذ عشر سنوات، على ألسنة وجوه إخوانية، أو بعض المُتعاونين ضمن شبكة علاقات واسعة تجمعهم بعدد من مُؤسَّسات الإعلام والاستثمار الحقوقى فى أوروبا. لم ينحصر التزييف فى السرديَّة المُروَّجة على امتداد مشاهد مصنوعة بانحيازٍ وفجاجة واضحين، ولا التعليق والشهادات المُوجَّهة لخدمة الحالة الدعائية المقصودة؛ إنما تجلَّى بصورة أكثر وضوحًا خارج حدود العمل المشبوه، عبر محاولة تعمية خطوط إنتاجه وإكسابه قيمةً معنوية غير حقيقية. ادَّعت الجماعة أن شريطها من إنتاج شركة عالمية، بينما هى مُجرّد جناح يديره إخوانى فلسطينى، يضطلع بمهام وزير إعلام التنظيم فى الوقت الراهن، ويُعاونه مذيع سمج من قنوات الجماعة يتولّى أدوارًا تحريرية وإدارية داخل الشركة ومنصّاتها، وأشرف على العرض والندوة، ثمَّ استكملوا عملية «انتحال المكانة» باستئجار إحدى قاعات مُؤسَّسة «بافتا»، للإيحاء باحتضان جهاتٍ دولية ذائعة الصِّيت للجماعة وروايتها. وبعدها نشطت منصَّات تابعة فى الترويج، مثل «ميدل إيست آى» المملوك لشركة وثيقة الصلة بالتنظيم الدولى وبعض رُعاته وأجنحته الإقليمية، وقد حضر أحد صحفيّيه؛ ليصبح شريكًا أصيلاً فى التلفيق وليس ناقلاً مُحايدًا كما زعموا. ما جرى مع فيديو رابعة الجديد لا يختلف عمَّا اعتادته الشبكة الإخوانية، لا فى الكذب والصفاقة، ولا فى قنوات تمرير الرسائل خارج لافتات الجماعة؛ وإن ظلّت الروابط الملوَّثة واضحةً دومًا، ولا تخفى على مُتابعٍ أو مُراقب، ولا عن عارفٍ باستراتيجيات عصابة الرجعية الدينية، وأسيادها من بعض الأجهزة والحكومات.
انطلاقًا من دوائر مصالحهم فى لندن، استأجر الإخوان مُخرجة بريطانية، واستدعوا معاونيهم فى جهات عدّة. حضر فى الشريط: مسؤول بإدارة أوباما المعروفة بإسنادها المُتغطرس للأُصوليِّين واستثمار سلطتهم لفائدة مُخطَّط إقليمى واسع، ومديرة سابقة بـ«هيومان رايتس ووتش» أشرفت على تقارير لصالح الجماعة بمعاونة حُقوقيِّين بعضهم يقبضون منها أو يعملون فى قنواتها حاليًا، ورئيس الأمن بشبكة تليفزيون إنجليزية داعمة للأُصوليّة الإسلامية، ومُصوّر من أسرة إخوانية عمل لصالح وكالة أمريكية، وصديقهم الدائم ديفيد كيركباتريك مراسل نيويورك تايمز ومدير مكتبها السابق بالقاهرة، وكان قريبًا لمكتب الإرشاد وساهم فى تمرير بعض روايات الجماعة، منها استهداف المستشارة تهانى الجبالى وادّعاء إقامة وزير الداخلية السابق حبيب العادلى مُستشارًا بدولة إقليمية، وتسجيل مُفبرك ادّعى أنه لعدد من الفنانين والإعلاميّين وتبيَّن لاحقًا إعداده داخل ستوديوهات الجماعة، كما اعتادوا تحرير مشاهد من مظاهرات يناير ويونيو وإذاعتها كأنها جديدة. وفى الندوة اللاحقة حلَّ بقائمة الأُجراء: صحفى إخوانى بأحد مواقع التنظيم، وعضو بالجماعة بين فريق «هيومان ووتش» وكان ضمن موجة اختراق للمنظمة شملت وجوها منها سلمى أشرف عبد الغفار وياسمين حسين ومهند صبرى، إضافة لأُستاذة علوم سياسية بجامعة بريطانية ولها علاقات بالتنظيم الدولى وسوابق تعاون، وكاتب ونائب من حزب المحافظين جمعتهما صلات ولقاءات بالقائم السابق بأعمال المُرشد، إبراهيم منير، فضلاً على سجّل فى دعم الإسلاميين قبل يناير وبعدها. سياقٌ مُعقَّم وذو نكهة إخوانية بالكامل، لكنهم سعوا لأن يبدو بعيدًا عن الجماعة قدر الإمكان، فحضر قليلٌ من الأعضاء، مُقابل كثير من المُتعاونين وشبكات المصالح؛ لكن الروابط التى ظنُّوها خفيّةً أطلَّت برأسها وكانت أكثر وضوحًا من ألاعيب التسوية والتدليس ورفع لافتات مُخادعة.
لا يملك الإخوان بدائل سياسية أو وطنية مُخلصة وناضجة. لا يملكون إلا سرديات مُخترعة وصراعات صفرية، ويسعون لمطامعهم وغاياتهم السوداء بأوضع الوسائل.. وقتما كانت مصر تعيش سياقًا «شبه ليبرالى» قبل 1952 فشلوا فى الوجود الشرعى، وفى الهيمنة على الدعوة، وخسر «البنا» الانتخابات فى دائرة الإسماعيلية المحدودة. وبعد الثورة حاولوا فرض إرادتهم على الضبّاط الأحرار، ولمّا أخفقوا أعلنوا الحرب عليهم وعلى الدولة، وفى إطلاقهم الثانى مع عمر التلمسانى مارسوا البلطجة ضد طُلّاب اليسار والليبراليين بالجامعات، وخدعوا أحزابهم لاقتناص تحالفات تُدخلهم البرلمان، ولم يُحرزوا حضورًا لافتًا تسنده رُؤية مُتماسكة أو برامج مُقنعة. تكرَّر ذلك بعد يناير 2011، إذ استثمروا ضعف القوى السياسية وانقساماتها حتى يبتلعوا السُّلطة؛ لكنهم لم يستطيعوا ملء المشهد أو إثبات جدارة الصعود وكفاءة البقاء. كانت أداتهم الدائمة إمّا العنف؛ كما فى اغتيال النقراشى والخازندار وإحراق السينمات وحارة اليهود ومحاولات اغتيال النحاس وعبدالناصر، أو الدعاية والمظلومية؛ كما فى حملات التكفير والتشويه والتجارة بأزمات صنعوها واجتهدوا للإفلات من فواتيرها. وظلّ ذلك ديدن التنظيم وخياراته الثابتة: الإرهاب أو البُكائيّات، اللطم أو الدم.
كان بإمكانهم أن يُخلصوا النيَّة للوطن قديمًا، أو حديثًا، وأن يتوبوا عن وضع التنظيم فوق كل شىء. لم يفعلوا ذلك وهم فى المعارضة لانشغالهم بالنزاع على السُّلطة، ولم يفعلوه فى الحُكم لأنهم حسبوا أن فُرصة التمكين واتتهم ليُنجزوا غاية المُؤسِّس فى «أُستاذية العالم». الجماعة لا تُؤمن بفكرة الوطنيّة أصلاً: قال البنا إنها وَهمٌ وجاهلية، واعتبر قُطب الأوطان «حفنة تراب عفن»، وتسافل عاكف بمنتهى الترخُّص قائلاً «طظ فى مصر». لكن عداء الأرض وأهلها لم يكن وحده الحائل أمام الانخراط فى مشروع وطنى أمين؛ إنما رافقه دائمًا عجز الإخوان وتهافت كوادرهم، وعدم امتلاكهم رؤية للشراكة أو التنمية. كل محاولات التوافق مع قوى السياسة والمُؤسَّسات فضَّها صُقور مكتب الإرشاد بغِلظة، وحوّلوا فُرص التفاهم إلى ساحات صراع، ومُوجبات التلاقى أبوابًا للتنافر والافتراق. كان طبيعيًّا أن ينتهى أمرُهم فى مواجهة الإرادة الشعبية، وأن يردُّوا عليها بمنطق الصدام الذى لا يعرفون سواه: إمَّا يقمعون الخصوم بالقوة فيستتبّ الأمر لهم على جناح الإرهاب، أو يخسرون فتجدَّد لطميَّة الاستضعاف ودعايات المظلومية. لا مُبرِّر لاستباق «30 يونيو» نفسها بحشد خِراف المحافظات فى أحد تقاطعات مدينة نصر، إلا أنّهم أرادوه كمينًا للدولة والمُعارضين، وتلويحًا سافرًا بالتجهُّز لإشعال الجغرافيا؛ إن لم تتوقَّف عجلة التاريخ فى محطّة «الحلم/ الوهم»، الذى تعاطوه طويلاً بكل صور التلوُّن والخداع والعمالة والالتحاق بمشاريع فوق وطنية عابرة للحدود؛ حدود الأرض، وحدود العقيدة والوطنية والقيم.
تنتعش الجماعة فى مناخات الفتنة والتشرذم، وتذبل ويتقلَّص حضورها كلَّما كانت الأجواء صحيَّةً بلا عوار. لعلّ أيام يناير الأولى كانت أقل شرًّا لأنهم تأخّروا فى مواكبتها، ولعلّ الانقسام والتفرقة والصراعات زادت منذ استفتاء مارس؛ لأنهم هبطوا الساحة بأمراضهم ونفوسهم السوداء. بطول الشهور التالية كان إحداث الوقيعة بين كل التيارات غايتهم ونشاطهم: إغراء قوميِّين وليبراليين بالتحالف الوطنى لشقّ الصف، وإشعال ساحة محمد محمود واستغلالها لابتلاع البرلمان، وتفتيت قائمة مُرشِّحى الرئاسة بعرائس تابعة لتسهيل مهمّة مندوبهم فى دخول الاتحادية. حصار الدستورية لردع القضاة، ومدينة الإنتاج لترهيب الإعلاميِّين، والتقافز المُتلوّن بين شُركاء التأسيسية لاستحصال دستورٍ سقيم، والبلطجة على المُتظاهرين فى الاتحادية والمُقطّم لإدخال أجهزة الأمن فى النزاع. كان اعتصام رابعة تطوّرًا طبيعيًّا ضمن مسارٍ لم ينحرف عنه الإخوان لحظة، وكانت رسائل الإرهاب على منصَّته، والأسلحة فى أيدى شبابه ومعاونيه التكفيريين، بل وتواصل دائرة الرئيس مع الظواهرى ومُسلَّحى سيناء، رسائل بمخالب مسنونة وعيون حمراء، لردع قادة التمرُّد عليهم، وبثّ الرعب فى أروقة الدولة لتحييد المُؤسَّسات أو استقطابها. لم يكن إرهاب رابعة فى السلاح فقط؛ بل كان وجودهم فى ذاته إرهابًا؛ لأنه كان تصريحًا لا يقبل اللبس بإعلان الحرب على الجميع، وبابتذال فكرة الدولة، ووضع الشعب أمام خيار أن يُذعنوا لحكم العصابة حتى يتم لها تفكيك البلد وهضمه، أو أن يتحضَّروا لمواجهةٍ يُحرقون فيها كل شىء. هذا المنطق كفيل بنسف أى احتمال رومانسى عن استعدادهم للرحيل مُستقبلاً بالصناديق، وقد أتتهم أصوات الناس فى الشارع أضعاف ما كانت فى اللجان.
بات من التكرارات المُملّة أن نتحدَّث عن سلاح رابعة والنهضة؛ لم يعد ذلك محلَّ شكٍّ أو من موضوعات الجدل. حُشِد مُقاتلون مُحترفون بترسانة مُنوّعة من أدوات القمع، ولم يقلّ الخطاب الدعائى حدّةً وتعطُّشًا للدم عن سرايا الميليشيات التى هيمنت على الاعتصامين. لم يعتذر الإخوان عن جرائم ثمانية عقود سابقة، ولم يعتذروا عن سفالة عشر سنوات بعد يونيو، تجاوزوا فيها أسقف الانحطاط والإجرام. كانوا مع كل سقطةٍ فى الماضى يتبرّأون من شخصٍ أو مجموعة؛ لكنهم لا يُنكرون الجريمة ولا يتوبون عنها. حدث ذلك عقب 2013 بفارق أنهم لم يتبرّأوا من أحد، وزادوا بمحاولة وضع القَتَلة موضع الأبطال، والساقطين فى مقام المُخلصين والأبرياء. كان يمكن أن تنطلى اللعبة على الطيِّبين وحَسِنى النيَّة لو أن الجماعة بادرت للاعتراف بالخطأ، وتابت عنه، وبكت ندمًا على ما اقترفته ضد مصر والمصريين، بدلاً عن التباكى زُورًا وبُهتانًا على مظلوميَّةٍ كاذبة لا أصل لها.. للأسف لم تُضبط «الإخوان» فى أيَّة لحظة من تاريخها مُتلبّسةً باعتذار وإنابة، رغم تكرار الفضائح المُوثَّقة بالوقائع وعلى ألسنة قادتها وأذرعها؛ ذلك لأنها تنطلق من ارتكازٍ عقائدى مُختلٍّ، يُبيح لها التقيَّة والكذب والقتل، وترى جميع خصومها أهدافًا مشروعة، ولطميّاتها طقوسًا مُقدَّسة.
ذهبوا إلى حيث يليق بهم. لا يُذكر اسم الإخوان الآن إلا مصحوبًا بالعار واللعنات؛ الإرهاب ثابت بحقّهم، وعداء الوطن لا يُمكن إنكاره، والعمالة يتلبّسونها كما يلبسون ثيابهم وملامحهم المُزيَّفة التى تقطر كذبًا ودمًا وسفالة. لا أحد فيهم يجهل الوصمة التى تلاحقهم؛ إنما حُكم الارتزاق وأوامر مُشغّليهم وإدمان الوهم ما يُجبرهم على استمراء الحالة، ومواصلة «رقصة استربتيز» تكشف عن جسدٍ مُترهّل غَضَّنته الخيانات المُتكرّرة. لا تخسر الأوطان معاركها مع السُّوقة والمشبوهين وقطعان الضباع؛ إنما يخسرون هم بتثبيت جُرمهم وتوسعة صحيفة سوابقهم، ويظلّون عاجزين عن الحياة دون كذبةٍ أو لطميَّةٍ أو إراقة دم؛ لأنهم لا يملكون من كلِّ صُور التوقيع بالحضور؛ إلا أن يكونوا الطابور الخامس، أو الفتوَّة المُنحرف، أو النائحة المُستأجرة.