لا شيء يبقى على حاله، فرنسا تحاول استعادة مكانتها باعتبارها بلد الفنون الأولى ولندن وأمستردام تتقدمان، هذا أبرز ما يمكن قوله لدى الحديث عن الفنون الأوروبية وبلاد الفنون والحق أن عوامل عدة أدت إلى تلك التحولات يمكن قراءتها في ظل المشهد الحالي الذى غابت فيه باريس عن موقع الصدارة بل تبين أن تلك الصورة الذهنية عن باريس تعود في الإساس إلى فترة الستينيات حيث النظريات الفنية والمدارس الفنية التي ترعرت في باريس واليسار الذى كان يصب ثقافته في المدينة العريقة غير أن كل ذلك صار جزءا من الماضى فاليسار الأوروبى لم يعد كما كان والأفكار اليسارية التي حكمت الثقافة انزاحت وحلت محلها الحداثة بمعناها الاستهلاكى والعولمة وهنا نحاول سرد العوامل التي أزاحت باريس من الصدارة.
الاعتماد على التاريخ
بلاد كثيرة تعتمد على التاريخ والإرث الفني لكن العالم يتغير فالبلاد التي اهتمت بالفن في الفترة الأخيرة هي التي حازت التقدم فى المجال الفني وهى معادلة واضحة وهنا ينبغي ذكر أمستردام وأوسلو وهما مدينتان من الأكثر اهتماما بالفنون على مدار السنوات العشر الماضية أوروبيا، فقد اهتمت أوسلو عاصمة النرويج وأمستردام عاصمة هولندا بمجال المتاحف فى الفترة الأخيرة وعملت على بناء تاريخ جديد من الاهتمام بالفنون وقد عزز ذلك مركزية فان جوخ فى الفن الأوروبى بالنسبة لأمستردام أما النرويج فتضع نصب أعينها الفن التشكيلى واللوحات وعالم الفنون لبناء منظومة تراثية قوية.
سوق المزادات يقول كلمته
استحوذت لندن على المزاد الأكثر قوة في أوروبا وهي حقيقة لا تقبل الشك وأسباب ذلك الأمر متعددة منها تفوق بريطانيا عموما في مجالات البيع والشراء وهنا نلاحظ أن لندن احتضنت مع الولايات المتحدة أقوى المزادات في أوروبا سواء من سوثبى أو كريستيز وغيرهما بينما اكتفت فرنسا فقط بالمزادات النخبوية وتلك التى تبيع المخطوطات لكبار الكتاب الفرنسيين الذى رحلوا عن عالمنا.
المال يلعب دورًا
هناك دول في أوروبا تصب جانبا أكبر من ميزانيتها باتجاه الفنون وهو أمر من الطبيعي أن يؤتى ثماره وهنا يمكن ذكر أوسلو وأمستردام مرة أخرى فالمدينتان الفاتنتان مهتمتان بالفنون من الناحية الاقتصادية حيث يعد بيزنس المتاحف من أنواع الاقتصاديات القوية في أوروبا والذى لا تشوبه شائبة ولا تعطله الانكماشات الاقتصادية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة