أبناء سيناء هم أبناء مصر الأوفياء دائما، الذين يحملون بوصلة الوطن، ويتقدمون الصفوف فى أكثر مراحل مصر دقةً، ومثلما كان دورهم محوريا خلال مواجهة الاحتلال، وانتصارات أكتوبر، فقد قدموا الكثير فى مواجهة الإرهاب الأسود، الذى فكك دولا وأدخل أخرى فى الضياع، لكنه انكسر على صخرة المصريين فى سيناء، وفى كل مكان بمصر، بفضل تضحيات أبنائنا من الجيش والشرطة، وإخلاص أبناء سيناء، الذين رفضوا تهديدات الإرهاب وقرروا خوض المواجهة مثل كل المصريين.
خلال إفطار الأسرة المصرية، أعلن الرئيس أن احتفالات مصر من سيناء بنهاية الإرهاب تتزامن مع خطة شاملة للتنمية والتعمير بدأت منذ سنوات، حتى فى ظل التهديدات الإرهابية، مع الأنفاق التى تربط سيناء بالوادى والدلتا، وينتهى الفصل الذى ظل قرونا، وأصبح الإرهاب من الماضى، بفضل التضحيات الهائلة، التى قدمها المصريون، والثمن الضخم من أغلى ما لديهم، دماء أبنائهم، بجانب إنفاق مليار جنيه شهريا لمدة 90 شهرا، لكن دفعنا أرواح أكثر من 3 آلاف شهيد والآلاف من المصابين فى مواجهة إرهاب استهدف حياتهم وبيوتهم وأرزاقهم، بمزيج من الكراهية والحقد مع المتفجرات والبنادق والأسلحة الثقيلة.
ومثلما استعرض فيلم «الممر» دور أبناء سيناء وبطولاتهم فى دعم ومساعدة القوات المسلحة بمواجهة الاحتلال بعد يونيو، وصولا لانتصار أكتوبر، قدم مسلسل الكتيبة 101 فى رمضان الماضى تفاصيل الدور الفاعل لشيوخ القبائل، بل والسيدات فى تقديم معلومات ثمينة للقوات المسلحة، مثلت قاعدة للتعامل مع تنظيمات الجرذان الإرهابية التى اتخذت من الجحور والأوكار ملاذا لها، تحرك أهالى سيناء ودفعوا الثمن، فى مواجهة الإرهابيين الذين سعوا لتهديد وإرهاب الأهالى لمنعهم من القيام بدورهم، فى مواجهة الإرهاب.
أهالى سيناء قدموا معلومات مهمة عن جحور الإرهابيين، ومكان اختبائهم، لأنهم كانوا يعيشون بين السكان، ويختفون وسطهم، لكن السيناوية كشفوهم، وكان نموذج الشيخ موسى الذى قدم أبناءه فى المعركة ضد الإرهاب واستشهد على أيدى حليف الإرهاب، ومثل الشيخ موسى وأسرته كانت السيدة التى أعدمها الإرهابيون علنا وصوروا إعدامها لإرهاب الأهالى، بل وهاجموا مسجد الروضة وقتلوا الأطفال، وكل هذا لم يفدهم، حيث أصر أغلب السكان على المواجهة، ودفعوا الثمن، وهو أمر تقوم بتوثيقه الكتيبة 101، وأن الإرهابى لديه استعداد للتضحية بطفلته أو زوجته، وتكفير كل من يعارض الإرهاب والدم.
والحقيقة أن الدور الذى قام به أبناء سيناء لم يكن فقط فى مواجهة الإرهاب بكل الطرق، لكن أيضا بمواجهة شائعات ودسائس سعت منصات الإرهاب إلى ترويجها، والإيقاع بين المصريين كدأب الإرهاب دائما، وبالتالى فإن التنمية التى تشهدها سيناء فى كل المحاور والمجالات خلال السنوات الماضية هى حق لأبناء مصر فى سيناء، بجانب كونها مطلبا مستمرا منذ تحرير سيناء فى منتصف الثمانينيات، بحيث تكون التنمية مستديمة وقابلة للبقاء والتوسع، تستوعب البشر وتنشأ حولها مجتمعات قابلة للبقاء.
وقد بقيت التنمية فى سيناء قاصرة بالدرجة الأولى على السياحة، والتى رغم أهميتها تمثل جزءا مهما، لكنها تحتاج إلى أن تكون ضمن أجنحة التنمية الأخرى، وهو ما جرى خلال 8 سنوات، حيث يصل حجم ما تم إنفاقه خلال السنوات الثمانى الماضية أضعاف ما تم إنفاقه من تحرير سيناء فى منتصف الثمانينيات، وبجانب السياحة تم إطلاق التنمية الشاملة فى الزراعة، حيث تم استصلاح حوالى نصف مليون فدان، مع محطات تنقية وإعادة استخدام المياه، ومحطات تحلية، تضع قاعدة لصناعة وزراعة، ومجتمعات سكنية قوية تستوعب أبناء سيناء وملايين المصريين.
سيناء تشهد حاليا مشروعات لاستصلاح الأراضى وشبكة الطرق والأنفاق السبعة التى تربط سيناء بالوادى والدلتا بشكل مستمر، وتسهل الانتقال والتنمية المستديمة التى توفر مجتمعات عمرانية وملايين فرص العمل، وبناء مجتمعات قابلة للاستمرار والتقدم والنمو.