بث تليفزيون اليوم السابع، حلقة جديدة من برنامج السرداب، وهو البرنامج الذى يقدمه الزميل محمود حسن، وتناول البرنامج هذه المرة ظاهرة وهي ظاهرة عدم تشابه اعمدة المساجد المبنية فى عصر المماليك، والسبب هو أن عمود الجامع كان متواجدا فى معبد فرعوني، وهي ظاهرة عرفتها العمارة في مصر على مدار التاريخ، هو استخدام الحجارة الجاهزة في مباني الأقدمين، لبناء المبنى الجديد.
وظهرت الظاهرة فى مساجد عديدة، ففى مسجد الحسين، وأثناء تجديده في عهد الخديوي إسماعيل، تم اكتشاف 3 أجزاء من تابوت فرعوني ضخم استُعملت لتدعيم قواعده، وهو تابوت يخص شخص اسمه «وسر-ماعت-رع» والتابوت نقل من سقارة ووضع في قواعد المشهد الحسيني، وهو اليوم موجود داخل المتحف المصري.
أما في مسجد الحاكم بأمر الله الشهير في شارع المعز، وفى المئذنة الشمالية فنجد 17 كتلة حجرية فرعونية تحمل كتابات ونقوشًا تدل على أنها تعود لعهد الملك أخناتون من عهد الدولة الحديثة. بل نرى عمود بالكامل في مسجد الطنبغا المارداني في الدرب الأحمر، مزين بنقوش فرعونية.
وعملية نقل الآثار واستخدامها في بناء المساجد كان من الأمور العادية في مصر قبل تأسيس علم الآثار والاهتمام به لأن العالم لم يكن يعرف شيئا عن علم الآثار وقيمته قفك رموز حجر رشيد في القرن الـ 19، ولذلك الآثار المنقولة لم تتواجد فقط في الكنائس والمساجد بل ومنازل المواطنين، وهي عملية استمرت لسنين طويلة، وقضت مثلا على الكثير من المعابد الفرعونية في منطقة الأهرامات بالجيزة.
بل إن السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وهو السلطان المملوكي الأكثر عمارة في تاريخ المماليك، أمر رؤساء المديريات في الصعيد، بنقل كل الأعمدة التى يستطيعون نقلها إلى القاهرة للمساهمة فى بناء منشآته.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة