فى الوقت الذى كانت فيه وحرائق الغابات تعصف بهاواى، والتى أسفرت حتى الآن عن مصرع أكثر من 111 شخص، كان الرئيس الأمريكى جو بايدن يقضى عطلة على الشاطىء بولاية ديلاوير، وبينما كانت مدينة لاهينيا التاريخية تحترق عن بكرة أبيها، فإن جو كان يستمتع مع زوجته جيل بقضاء الوقت على البحر.
وعندما سئل بايدن عن ارتفاع عدد الوفيات أثناء وجوده فى ديلاوير لقضاء عطلة نهاية الأسبوع، أجاب قائلا: لا تعليق، وهو ما أثار انتقادات من لديمقراطيين والجمهوريين على حد السواء.
ورد البيت الأبيض على الانتقادات، وقال أن أدارة بايدن تستخدم كل ما لدى الحكومة للتعامل مع الحرائق المميتة، والتى شملت حشد بايدن للمساعدات لفيدرالية من مختلف الوزارات والوكالات.
وقال متحدث باسم البيت الأبيض إن إدارة بايدن وهاريس حشد استجابة حكومية قوية لدهم الإنقاذ الفورى والتعافى فى جزيرة ماوى بهاواى.
وهاجمت النائبة الجمهورية لورين بويبرت الرئيس جو بايدن بسبب حرائق الغابات المدمرة في جزيرة ماوي لتواجوده في ديلاوير مع احتدام الحرائق.
وكتبت في منشور على موقع X على تويتر سابقا: "هناك أزمة كاملة في ماوي 3000 منزل مدمر 80 قتيلًا. أين جو بايدن؟ في إجازة بالطبع. لا يوجد نهاية لفشل لهذا الرئيس".
وكانت تقارير قد ذكرت فى يناير الماضى أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، أمضى ما يقرب من 40 في المائة من الوقت في إجازة من البيت الأبيض خلال عام 2022، وفقا لتحليل جدول سفره.
وبلغ إجمالي أيام عطلات بايدن 141 يوما، أو 38.6% من عام 2022، وهي أول سنة تقويمية كاملة له كرئيس، وفقا لموقع "ديلي كولر" الأمريكي.
وتم توزيع وجهات بايدن خلال 2022 كما يلي: 92 يوما أو يوما جزئيا في ممتلكاته في ديلاوير - 32 يوما أو يوما جزئيا في كامب ديفيد - 7 أيام في ولاية كارولينا الجنوبية - 5 أيام في نانتوكيت بولاية ماساتشوستس - 5 أيام في جزر فيرجن الأمريكية.
ويقترب جو بايدن من التفوق على كافة رؤساء أمريكا السابقين في الحصول على إجازات، وفقا لتقرير لشبكة "سي إن إن" الامريكية في عام، شهر أكتوبر الماضي.
ولفتت "سي إن إن" إلى أن بايدن تفوق على الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في معدل الحصول على إجازات، بحلول شهر أكتوبر 2022
من ناحية أخرى، كانت العطلة التى قضاها رئيس الوزراء البريطانى ريشى سوناك فى بريطانيا محط اهتمام بأمريكا. سلطت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الضوء على العطلة التى قضاها رئيس الوزراء البريطانى وأسرته فى كاليفورنيا هذا الشهر، وقالت إنها لم تجلب له نفس الانتقادات التى سبق وتعرض لها.
ففى العام الماضى، تعرضت كانت الامتيازات الضريبية التى تمتعت بها زوجة ريشى سوناك السرية سببا فى انهيار حظوظه السياسية، كما تعرض الرجل الذى أصبح بعد ذلك رئيس لوزراء بريطانيا لانتقادات لكونه يحمل البطاقة الخضراء التى تسمح له بالعيش والعمل فى الولايات المتحدة، وأثار شكوك بأنه قلبه فى كاليفورينا التى بدأ عمله منها وحيث التقى بزوجته فى كلية الأعمال.
لكن فى الأسبوع الماضى، أمضى سوناك وعائلته رحلة 10 ايام فى شقتهم الفاخرة التى تقدر بملايين الدولارات فى سانتا مونيكا بكاليفورنيا، ولم يكن هناك انتقادات صاخبة للأمر فى الصحف البريطانية.
ويقول المحللون أن الاختلاف فى ذلك يرجع إلى تغير الرؤية لسوناك الذى شغل لفترة طويلة مديرا لصندوق تحوط وأصبح رئيسا للوزراء فى أكتوبر الماضى، وأيضا الإدارة الإعلامية الذكية من قبل داوننج ستريت لعطلة أسرة سوناك فى أمريكا.
وظلت عائلة سوناك بعيدة عن الأنظار طوال اغلب العطلة، وظهرت فقط فى صورة تم ترتيبها بعناية خلال وجودهم فى متنزه بسانتا مونيكا، ولعب بعض الالعاب فى ديزنى لاند فى أول عطلة لسوناك منذ حوالى أربع سنوات.
أما باقى تحركات رئيس الوزراء البريطانى، فكانت محل تكهنات عبر منصات السوشيال ميديا، منها حضوره لحفل موسيقى لتايلور سويفت.
لكن داوننج ستريت رفض تأكيد الأمر تماشيا مع سياسة عدم التعليق على كل تفاصيل العطلة، وهو ما منح سوناك قدرا من الخصوصية غير معرفو للرؤساء الأمريكيين.
ففى بريطانيا، عادة ما تكون العطلات سببا للسخرية من القادة، فحصل تونى بلير على فترات إقامة مجانية فى فيلا فى ساردينا كضيف لرئيس وزراء إيطاليا الراحل سيلفيو بيرلسكونى.
وكان اختيارات سوناك لوجهة عطلته ليثير أسئلة محرجة عن صورته وصلاته بأمريكا التى درس وعمل بها قبل أن يعود إلى بريطانيا للمشاركة فى السياسة.
وحمل سوناك البطاقة الخضراء حتى 2021، بعد أن أصبح مستشار أكستيكر، أعلى منصب مالى فى الحكومة البريطانية. وتكهن محللون بأن طموحه كرئيس للوزراء تم إحباطه وأن زوجته ستفضل الساحل الغربى الذى تعتبره منزلا ثانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة