بداية.. نبارك لكل من نجح فى الثانوية العامة، ونقول لهم، أنتم الآن أمام مرحلة جديدة تحتاج منك أن تنظر إليها بشكل مختلف، نظرة تكتشف فيها نفسك، وتكتشف فيها ما يميزك وما تمتلكه من قدرات ومهارات وما تحب أن تفعله، نظرة تحتاج منك أن تنسى أسلوب الحفظ والتلقين، وتسعى إلى التعلم والإبداع.
إذن.. رسالتنا الأولى لكل ناجح، اعلم - يا عزيزى - أن فور اختيارك لتخصصك الجامعى فأنت تبدأ فى رسم شكل مستقبلك وحياتك العملية، فليس من المهم أن تدخل كلية قمة أو قاع، المهم كيف تبدع فى التخصص الذى ستختاره؟ فأى مجتمع يحتاج كل التخصصات، لكن الأهم أن تعلم ماذا يحتاج سوق العمل؟.. وما هى متطلباته؟.. وما هى التغيرات التى جرت فيه؟
ورسالتنا الثانية.. يجب أن تعلم عزيزى ولى الأمر أن دعمك لابنك أو ابنتك لا يعنى أنك أنت من تختار لهم وفقا لثقافتك وخبراتك دون النظر إلى ما يتميز به ابنك أو ابنتك.. فعليك أن تترك لهم مساحة لاختيار ما يحبون فى إطار رعايتك وتوجيهاتك لا فى إطار قيد أو فرض.
أما الرسالة الثالثة.. ليس كل ناجح متعلم، وأن القمة الحقيقية هى الإبداع والتميز فى المجال الذى تحبه أو تريده، لذا يجب أن نبحث عن المجال الذى يوافق قدراتنا ومهاراتنا وإبدعاتنا، فأحرص أيها الناجح أن لا تقع فى فخ التفوق الوهمي الذى صنعته مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية، فتفوقك الحقيقى أن تختار ما يناسبك ويناسب عصرك ويواكب مستقبلك.
نهاية.. النجاح ليس حكرا على أحد لكنه لا يتحقق إلا بالاجتهاد والمثابرة وتوظيف القدرات والمهارات بما يتواكب مع متطلبات الحياة..