التقويم المصرى القديم قبلة الفلاحين فى مواسم الزراعة.. ارتبط بالوجدان الشعبى والكنيسة المصرية تعتمده فى التأريخ لمناسباتها.. و"طوبة يخلى الشابة كركوبة وكيهك صباحك غداك تقوم من فطورك تحضر عشاك" من أشهر أمثاله

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023 11:30 م
التقويم المصرى القديم قبلة الفلاحين فى مواسم الزراعة.. ارتبط بالوجدان الشعبى والكنيسة المصرية تعتمده فى التأريخ لمناسباتها.. و"طوبة يخلى الشابة كركوبة وكيهك صباحك غداك تقوم من فطورك تحضر عشاك" من أشهر أمثاله التقويم القبطى المصرى
كتب: محمد الأحمدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 "أمشير أبو الزعابيب و برمهات روح الغيط وهات"..

مع بداية العام المصرى الجديد يبدأ شهر توت والذى جاءت تسميته بذلك نسبة إلى الإله "تهوت" أو "تحوت" إله الحكمة والعلوم والفنون والاختراعات ومخترع الكتابة ومقسم الزمن، ويصور بشكل رجل رأسه رأس طائر اللقلق، وكان يحتفل باليوم الأول منه ويستمر الاحتفال به أسبوعًا، حتى أيام الظاهر بيبرس الذى منع الاحتفال به عام 1100 م. لتطرف الغوغاء فى استخدام الحرية، ثم عاود المصريين إحيائه فى وقت الراحل تادرس بك شنودة المنقبادى فى مصر ويسمى (النيروز) وهى كلمة فارسية معناها اليوم الجديد، ومن أبرز أمثال الشهر: توت رى لا يفوت، ومن أشهر محاصيله: رطب توت. 
 

التقويم المصرى القديم 

ويعتبر التقويم المصرى تقويم نجمى، يتبع دورة نجم الشعر اليمانية، وهو ثم استخدمته الكنيسة المصرية للتأريخ للمسيحية بدءا من سنة الشهداء، ليكون التقويم المسيحى امتداد للتقويم المصرى القديم الذى يرجع إلى عام 4242 ق. م.؛ أى أن عام 1739 يقابلها سنة 6265 مصرية (توتية)، وهو تقويم ناجح فى معرفة الأعياد والمواسم المسيحية المصرية، ولكن تساعد فى الترتيب المقدم للمواعيد الخاصة بالرحلات والخلوات والنهضات الدينية، ومناهج الخدمة، ومعرفة أوقات الأجازات والأصوام والاحتفالات الكنسية طوال العام القبطى، فتقويم الشهداء يسير على نظام التقويم المصرى القديم الذى يتخذ نجم سبدت Spdt (الشعرى اليمانية) أساسًا لبناء وعدد أيام السنة ويوم الكبير، أى أن كل 4 سنوات يكون 3 منها طول الواحدة 365 يومًا فقط وسنة واحدة يكون طولها 366 يومًا على أن يضاف اليوم الزائد إلى الشهر الصغير أى إلى أيام النسىء الخمسة فتصبح ستة أيام فى تلك السنة. 
 
استخدامه فى الزراعة 
ويستخدم الفلاحون المصريون هذا التقويم فقط فى حياتهم لارتباطه بالزراعة: من فيضان النيل وجفافه إلى زراعة المحاصيل وحصدها.
 
لكن مع تقدم تكنولوجيات الزراعة واستخدام الآلات وتنوع المحاصيل ـ بدلا من المحاصيل الحقلية التقليدية (الموسمية) ـ تراجع استخدام الشهور المصرية القديمة.
 
وقبل عدة عقود، كان الفلاحون يعرفون تلك الشهور بملمح زراعى مميز حتى أصبحت أسماء الشهور مرتبطة بما يمكن وصفه الأمثال الزراعية. وهى أمثال مرتبطة بالوجدان الشعبى المصرى.
 

أمثال مرتبطة بالشهور المصرية  

وحملت الشهور أسماء مصرية قديمة "هيروغليفية" ثم حورت إلى القبطية ويقسم الفلاح المصرى طوبة من حيث الطقس إلى 3 أجزاء: "طوبة" وهى العشرة أيام الأولى من الشهر حيث يشتد البرد، و"طبطب" حيث البرد الذى يجعل الإنسان "يطبطب" أى يرتعش، والعشرة أيام الأخيرة "طباطب" اى تقلب الجو من الصحو إلى الممطر.
 
الأمثال المرتبطة بالشهور القبطية والتى يحفظها الأجداد وينقلوها للأحفاد اليوم:
 
توت: مشتق من الإله تحوت إله المعارف رب القلم ومخترع الكتابة. باعتبار أن أول توت شهر الفيضان ويقال (كل رطب توت).
 
بابه: من أسم الإله (بي تبدت) إله الزرع وفيه يخضر وجه الأرض بالمزروعات ويقولون في الأمثال (إن صح زرع بابه غلب القوم النهابة وإن هاف زرع بابه ما يبقاش فيه ولا لبابه).
 
هاتور: من أسم الإلهة حتحور (أثور إلهة الحب والجمال ملكه السماء والفرح والمحبة والتى يقابلها عند اليونان (أفروديت) وفى هذا الشهر يتجمل وجه الأرض بجمال الزراعة لذلك يقولون فى الأمثال (هاتور أبو الذهب المنثور) وأيضًا (إن فاتك زرع هاتور أصبر لما السنة تدور).
 
كيهك: وهو مخصص للمعبود (كا ها كا) أي عجل أبيس المقدس وللمعبودة سخمت وبست إلهة الخير وفي هذا الشهر يطول الليل ويقصر النهار ويقولون في الأمثال (كيهك صباحك مساك تقوم من فطورك تحضر عشاك).
طوبي: وهو مخصص للمعبود أمسو ويسمي أيضًا خم وهو شكل من أشكال أمون رع  إله طيبه بمصر العليا وإله نمو الطبيعة لأن في أوانه يكثر المطر وتخصب الأرض. وفي الأمثال يقولون (طوبه تخلي الشابه كركوبة من البرد والرطوبة).
 
أمشير: مأخوذ من إله الزوابع ويقولون (أمشير أبو الطبل الكبير والزعابيب والعواصف الكثير).
 
برمهات: وينسب إلى (بامونت)  إله الحرارة ويسمى شهر الشمس وفيه تشتد الحرارة فتنضج المزروعات ويقال فى الأمثال (برمهات روح الغيط وهات) وأيضًا (عاش النصراني ومات ومأكلش اللحمة في برمهات) علي أساس أن الصوم الكبير يقع دائما فى برمهات.
 
برموده: مخصص للإله (رنو) و(رنوده) Renenutet إله الرياح القارصة واله الموت ويصور بصوره أفعى وفيه ينتهي عمر الزرع وتصير الأرض قاحلة وفي الأمثال (في برمودة دق بالعمودة).
 
بشنس: مخصص للإله (خنسو) إله القمر وفيه يطول النهار ويقصر الليل ويقولون في الأمثال (بشنس يكنس الغيط كنس). إشارة إلى خلو الغيط من المزروعات.
 
باؤنى: قيل أن أصله (با أوني) ويُنْسَب إلى إله المعادن لأن شده الحرارة تسوى المعادن ولذلك يسمي (بؤونه الحجر) ويقولون (بؤونه تكتر فيها الحرارة الملعونة).
 
أبيب: قيل أن أصله (هوبا) إله الفرح و(هابي) إله النيل وقيل من إله الثعابين وذلك لأن الثعبان الكبير (أبيب)   يرمز للظلام ويقولون (أبيب طباخ العنب والزبيب) و(أبيب أبو اللهاليب). 
 
مسرى: يقابل برج الثور واسمه من (ماسى) ويُقال في الأمثال (مسري تجرى كل عسره).   
 









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة