أكرم القصاص

الكوارث بين المنجمين والمروجين وخبراء المناخ

الخميس، 14 سبتمبر 2023 10:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
خلال عام واحد شهد العالم عددا من الكوارث الطبيعية تشير إلى تغيرات كبرى فى المناخ والخطر الذى يهدد البشر، والواقع أن الخطر يمتد من الفيروسات والأوبئة التى بدأت منذ بدايات القرن، حيث شهد العالم أنواعا من الفيروسات بدأت بأنفلونزا الطيور والخنازير، جنون البقر، وأخيرا كورونا، وهو لا يزال خطرا، بجانب مزيج من الفيضانات والحرائق، وتحولات فى الطقس تحول المناطق الباردة إلى ساخنة، وتطلق فيضانات وجفافا فى تنافس يشير إلى خطر واقع.
المفارقة أن هناك من يروج إلى أن وراء هذا كله أيادى بشرية، تنتج جراثيم يصعب التحكم فيها، أو تجارب تخرج عن السيطرة، وحتى الإعصار الأخير انطلقت تحليلات تشير إلى غموض تحركه، وحجم ما خلفه من دمار، بجانب انتشار ما يمكن تسميته تنجيم الكوارث، حيث يظهر كل فترة من يعلن عن توقعات بتوالى الكوارث زلازل أو فيضانات.
 
هذه الكوارث المتتالية التى تضرب الأرض، تحمل الكثير من الإنذارات للبشر، بأن الأرض أصبحت تعانى من أفعال البشر، الكرة الأرضية مريضة وغاضبة وتحتاج إلى عناية ورعاية وأن يتواضع الإنسان ويحترم نفسه حرصا على مستقبله، أو بالأصح مستقبل أجيال سوف تعانى من أفعال الأجداد الذين يعيشون الآن ويهتمون بمصالحهم فقط ويشنون الحروب ويتصارعون على الموارد وما يمكن أن يقضوا عليه من عناصر الحياة.
 
الأزمة الآن أن هناك منجمين أو خبراء يتوقعون خرائط زلازل أو كوارث طبيعية، بالرغم من أن الشائع أن الزلازل لا يمكن التنبؤ بها، وأنها لا تصدر تحذيرات مثل البراكين مثلا، ومع هذا فإن توقعات الزلازل تنسب إلى الهولندى المثير للجدل فرانك هوجربيتس، الذى توقع زلزال المغرب، وسبق وتوقع زلازل تركيا وسوريا، وتنسب له توقعات متشائمة بزلازل تضرب دولا فى آسيا وتكون بقوة أكثر من 9 بمقياس ريختر، وهو ما قد يعنى أنه زلزال مدمر. 
 
وهذه التنجيمات تتكرر وتنشر الرعب الإضافى بالرغم من أن علماء الزلازل يقولون إنه لا يمكن التنبؤ بموعد الزلزال، وربما تكون هناك حسابات لساعات، وهؤلاء يعتبرون الهولندى فرانك منجما وليس خبيرا فى الزلازل، وبالرغم من ذلك هناك عدد من المنجمين والمنجمات يتوقعون كوارث من  فيضانات وأعاصير، تحل بالأرض لكنها تظل فى سياق التنجيم والتوقعات التى تحتمل الصدق أو الكذب، وأن الكثير من توقعات نهايات العام غالبا ما تطيش، أو تكون مجرد توقعات غامضة بتوقع حوادث أو كوارث أو رحيل أشخاص مشهورين، يتصادف أن تتحقق وهو ما يعطى المنجمين سنوات إضافية، من التصديق لتوقعاتهم.
 
الأزمة أن علماء المناخ، ودعاة حماية الأرض ومواجهة التغير المناخى، يقولون إن الأفضل هو مواجهة التغير المناخى وعدم الالتفات إلى المنجمين الذين قد يصرفون النظر عن خطر كبير ينمو طالما لا توجد مساع جادة لمواجهته، وأنه لا بديل عن البدء فورا فى تنفيذ التعهدات بالعمل على مواجهة التلوث والحرق والتعدى على المساحات الخضراء، وهى تحذيرات أطلقتها قمم الأمم المتحدة للمناخ، فى فرنسا ومؤخرا فى بريطانيا ثم شرم الشيخ، وهى توصيات وتعهدات لا تزال قيد الطلب، وهناك علماء يشككون فى أن تسعى الدول الصناعية بجدية لمواجهة أو معالجة التغيرات المناخية، والتى تظهر خطورتها كل يوم وتترجم إلى كوارث فيضانات وأعاصير وحرائق، لا تزال مشتعلة فى أوروبا ومناطق من العالم، بجانب الجفاف وتوقعات الزلازل المستمرة، والتى تعلن عن غضب الأرض على البشر، وهناك شكوك فى أن تكون هذه التحذيرات مما يتم أخذه على محمل الجد.
 

 

 







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة