سما سعيد

مصر.. خيط حرير متين يجمع حبات اللؤلؤ

الأحد، 17 سبتمبر 2023 04:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ما زال الوطن العربى مثل حبات اللؤلؤ المتفرقة، الذى يجمعهم محيط واحد، يتمتع ببريقه وقيمته التى تزيد مع مرور الزمن، لا يؤثر عليه غبار أو عتمة أو أزمات، مهما كانت ومهما بلغت، تولد من رحم الأزمة عزة، حتى ولو كانت محاولة متعثرة لكن نستطيع المرور منها ما دمنا فى ترابط، الترابط الذى ترجمته مواقف مصر فى الكثير من الأزمات للأشقاء العرب، وكانت مثالاً قوياً للخيط الحرير الذى يجمع حبات اللؤلؤ، الخيط المتين الذى لا يمكنك قطعه، ليست فقط لدورها القيادى والتاريخي، ولكن تأصل هذا الدور على مر التاريخ بالوقوف بجانب الأشقاء خلال أزماتهم، آخرها كارثة الإعصار دانيال الذى ضرب مدينة درنة فى دولة ليبيا، الألم الذى جعل فى قلب كل مصرى غصة.

 

الدولة الكبرى لن تكون إلا بقيادة حكيمة واحتواء للأزمات بشكل محترف، فتوجهت الدولة المصرية إلى الشقيقة ليبيا بالميسترال التى حملت غرف عمليات كاملة ومجهزة، مستشفى ميدانى تضمد الجراح الذى ألم بأشقائنا وأوجعنا جميعاً، دور مصر لا يتوقف ولم يتوقف فى أى وقت من الأوقات، فى مد يد العون لإخوتها العرب، فى أحلك الظروف وأشد المحن، فنحن كعرب يجب أن نكون دائما يداً واحدة لا نتوانى عن مساندة بعضنا بعضا طوال الوقت.

 

رتل من فرق الإنقاذ ومستشفى عائم لكى تحتوى هذه الكارثة التى ألمت علينا جميعاً، بجانب فرق القوات المسلحة التى تعمل على الوصول للأماكن الوعرة التى يصعب الوصول إليها، متابعة من كل بيت مصرى عن آخر الأخبار التى تخص ليبيا، ليس فقط من أجل أبنائنا شهداء لقمة العيش الذين لقوا حتفهم هناك، بل ولكى نطمئن على ما تبقى من أطلال هذه المدينة الساحلية التى جرفها الإعصار، ولأننا دائماً شعب واحد ووطن على قلب رجل واحد، نرى النور مهما كانت عتمة الطريق، نتفاءل فى عز الكبوة والمحنة، ونعتبرها منحة من الله للصبر واختبار قوتنا لاجتياز هذا الوقت العصيب، حتى نثبت للعالم كله أننا ما زلنا مثل حبات اللؤلؤ ووطننا مصر هو خيط الحرير الذى يجمعها فى أحزانها وأفراحها.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة