هناك شخصيات لا تخفت أبدا، يظل ضوؤها ساريا لا يغيب، ومنهم الفنانة تحية كاريوكا، وذلك لأسباب عدة لا يمكن حصرها، المهم أنها تحولت إلى شخصية "كاريزما" يضرب بها المثل في كل جميل، كما صارت رمزا فكل امرأة جميلة عليها أن تشبه تحية كاريوكا فى ملمح من الملامح الجسدية أو الروحية، هى امرأة خالصة لوجه الجمال، وتحمل فى داخلها روحا كبيرة كان لها تأثيرها الواضح فى شخصيتها وشخصية من يحيطون بها.
وتحية كاريوكا، التي نحتفل اليوم بذكرى رحيلها إذ توفيت في 20 سبتمبر من سنة 1999 هي إحدى أهم الفنانات فى تاريخ مصر الحديث، والتى استطاعت أن تفرض شخصيتها الشعبية على هذا الفن، وتصبح نجمته الأولى فى زمن الفن الجميل، هذه الفنانة لم تشغل مشاهدى السينما والحفلات فقط، لكن اهتمت بها الكتب المؤرخة للفن والعاملين به، كما اهتم بها المفكرين والكتاب وها هو إدوارد سعيد يقول عنها "إن تحية كاريوكا كانت تنتمى إلى عالم النساء التقدميات اللواتى يحاذين أو يتجاوزن الأسوار الاجتماعية، إن تحية كاريوكا مثل أم كلثوم تحتل موقع الرمز المرموق فى الثقافة الوطنية".. ونستعرض معا بعض الحكايات التى وردت فى الكتب عن "كاريوكا".
ومكانة تحية كاريوكا مميزة فى تاريخ الفن المصرى، ربما لطبيعة شخصيتها أو لاستمرارها فترة زمنية طويلة على الساحة مقارنة بغيرها من الراقصات اللواتى احترفن التمثيل، كذلك لمواقفها السياسية والتداخلات التى عاشها الناس فى حياتها الاجتماعية .
في ظنى أن تحية كاريوكا بوعي أو بدون وعي استطاعت أن تغير مصيرها، فكان من المتوقع أن تعيش وتموت مجرد راقصة تظهر وتختفى ويأتي غيرها، لكنها عيرت كل ذلك وقدمت نفسها بوصفها شخصية مؤثرة، كما أن التطورات والتحولات التي صاحبتها حتى النهاية، وقدرتها على المواجهة، وإحساسها بالآخرين، وتحملها لنتائج مواقفها، وجرأتها صنع منها "شخصية" لا تخفت بسهولة ولا تنطفئ.