البداية من قول الله الحكيم (..... ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ) يوسف 99، وهذا سر بقائها وقوة استقرارها وسياج نهضتها على مر العصور؛ فرغم ما واجهته وما تواجهه من تحديات إلا أنها بلد محفوظ بأمر رب العالمين؛ فقد سخر الله لها رجالًا حملوا على عاتقهم تحقيق أمنها وأمانها والحفاظ على مقدراتها ولحمة شعبها الذي هو في رباط إلى يوم القيامة.
وما نعاصره من نهضة مستمرة ومستدامة في ربوع الوطن يرجع لتوافر الأمن والأمان سياج المُناخ الاقتصادي والتنموي وعماد الاستقرار السياسي؛ فقد بُذل الغالي والنفيس لتحقيق هذا الأمر في ظروف تكالبت دول وطوائف وشيع على الدولة المصرية لتنال منها، وتحدث شق الصف، وتسعى لخراب الديار وتفكيك الوحدة وهتك النسيج المجتمعي ودحض قيمه النبيلة تحت شعارات مزيفة وأغراض مشوبة.
وقد وثق جموع الشعب المصري العظيم الذي يمتلك الوعي الصحيح لمفهوم الدولة في قيادته السياسية التي أخذت على عاتقها ومؤسساتها العسكرية والأمنية، بل وكافة المؤسسات الوطنية في قطاعاتها ومجالاتها المختلفة الوقوف بقوة ضد الإرهاب، الذي استهدف كيانات الدولة والنيل من مقدراتها، والعمل على إيقاف التنمية بربوعها، حتى تسقط في براثن الصراع والظلام؛ إلا أن التعامل الأمني أتى بثماره، وحقق الغاية في دحر هذا الإرهاب الغاشم، ووضع الدولة على بر الأمان والاستقرار لتستعد لاستكمال مسيرة النهضة والازدهار؛ لتنال مكانتها المستحقة بين مصاف الدول المتقدمة.
وأود القول بأن الاعتزاز بمصر وقيادتها السياسية يُعد ترجمة للمواطنة الحقيقية التي تقوم على الولاء والانتماء الخالصين لتراب الوطن؛ فالجميع دون استثناء يحب الحياة ويعشق الاستقرار ويتمنى أن يرى النهضة ورقي الدولة في مجالاتها المختلفة ويتباهى بإنجازات وطنه التي شهد لها العالم بأسره، بل واعتبر تلك الإنجازات نموذجًا يدرس ويحتذى به.
وما تمتلكه الدولة المصرية من مقدرات يُعد فريدًا من نوعه؛ فهناك مدينة العلمين الجديدة المصرية المطروحية الأصل التي تقع على الساحل الشمالي المصري والتي تكسوها الرمال الذهبية ويعلوها الشاطئ الساحر بمناظره الطبيعية الخلابة، كما تزخر المدينة بالمعالم السياحية، والمنتجعات والفنادق ذات الطراز العالمي الجذاب الذي يقدم المستوى الترفيهي والخدمي وفق معايير عالمية تحقق لها الريادة والتنافسية على المستوى العربي والأجنبي.
وقد سبقت رؤية الرئيس عبد الفتاح السيسي الجميع؛ حيث وجه بالاهتمام المباشر لتدشين شبكة الطرق التي ربطت الجمهورية بكاملها؛ إذ يمكن الوصول إلى مدينة العلمين الجديدة عبر الطريق الساحلي السريع الذي يمتد من محافظة الإسكندرية ويصل لمطروح وسيوة، ومن ثم وجه الإعمار لهذه المنطقة الاستراتيجية لتصبح منارة للسياحة في القارة بأسرها.
وفي الواقع لم تكن السياحة وحدها في الحسبان؛ لكن المدينة حين القدوم إليها تعد جاذبة للاستثمار؛ حيث إن موقعها وقربها من المدن الاستراتيجية وشبكة الطرق العملاقة ومطارها الدولي بمثابة قاطرة للتنمية الاقتصادية، بداية من الحرف اليدوية وانتهاءً بالمصانع والمزارع ومراكز التجارة العالمية التي تتزين بها المدينة.
وقد سارعت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية في استغلال مدينة العلمين بصورة وظيفية؛ حيث أقامت مهرجانًا ساهم في جذب أنظار العالم نحو مصر الآمنة؛ فاستضاف أصحاب القوة الناعمة من الفنانين والمبدعين وأصحاب الرسالة، كما استضاف رجال الأعمال ورواده والمستثمرين من كل فج عميق؛ ليشهد الجميع جمال وسحر المدينة التي باتت واضحة على مستوى الفن الراقي وإمكانيات المكان المذهلة التي أبهرت الجميع.
ولفتت القيادات الشابة المصرية أنظار الجميع من حيث القدرة على التنظيم وتقديم الخدمات؛ بالإضافة إلى ما قدموه من فن راقٍ على الساحة الغنائية، وهذا ما جعلنا نطمح في المزيد؛ لأسباب متعددة، يأتي في مقدمتها الثروة البشرية المبدعة في مجال الفنون والتي تستطيع أن تلبي احتياجات الذوق العام على مستوى الأغنية والمسرح، ثم القدرة التنظيمية التي تقوم على تخطيط استراتيجي يؤهل المكان لاستقبال الجمهور دون خوف من الازدحام، يلي ذلك توافر الأمن والأمان بما يشعر الجميع بالطمأنينة والعمل في مُناخ مشجع وإيجابي.
وما نتطلع إليه في ظل قيادة رشيدة أن تظل مدينة العلمين مسرحًا مفتوحًا للعالم لمزيد من المهرجانات والبطولات الرياضية وإضافة للتنمية السياحية والاقتصادية والتجارية في بلد الأمن والأمان.
حفظ الله بلادنا ووفق رئيسنا لمزيد من التقدم والنهضة وتحقيق الإنجازات لشعبه العظيم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة