مؤكد أن معرض القاهرة الدولى للكتاب عيد ثقافى بامتياز ومنارة مصرية بارزة ينتظرها مثقفوا العالم ومحبوا القراءة والإطلاع لما يقدمه من علم وثقافة وفعاليات وندوات تعد مشاعل للنور في بحور العلم والثقافة والتكنولوجيا في ظل عالم يموج بالتغيرات الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية، وما أود الإشارة إليه في مقالنا تسليط الضوء على أهمية الندوات وربطها بالهدف خاصة أن هناك حالة زخم شديدة بإقامة ندوات لكبار الكتاب والمؤسسات يحضرها النخبة وكوكبة من المثقفين والعلماء في كافة المجالات والجمهور العادى.
لذلك ندعو إلى تحقيق ضرورة تحقيق الهدف من هذه الندوات وأعتقد أنه أكثر ما يستحق أن تعمل عليه هذه الندوات هو ترسيخ الحوار وآدابه لتعزيز منظومة القيم في المجتمع في ظل المعاناة من ظهور السطحية والتافهات والقضايا الجدلية محل القضايا المهمة .
وظنى، أنه من الممكن أن يتم توظيف الندوات من أجل تحقيق مزيد من التفاعل مع المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، والمجتمع المدني والأفراد لتحفيزهم على تقديم المبادرات الوطنية، التي تسهم في إبراز وتعزيز قيم الحوار والتسامح والتعايش والتلاحم الوطنى.
وما أجمل من نشر قيم الحوار في الندوات والفعاليات التي تستهدف الأطفال لأن الهدف سيكون عظيما ونتيجته أعظم، فيكفى تشجيعهم على ممارسة الحوار الإيجابي مع الجميع وحثهم على احترام إنسانية الآخرين وتقدير مشاعرهم والتعايش معهم وترسيخ مفهوم حب الوطن وتعزيز مبادئ الانتماء والولاء لديهم.
فالحوار – يا سادة - طريق التفاهم والكنز الحقيقي لبناء الأوطان وتقوية اللحمة الوطنية، وتعزيز التعايش والتلاحم وحماية النسيج المجتمعى من أي اختراق وما أكثر الاختراقات الآن في مجتمعنا في ظل مواقع التواصل الاجتماعى والتقليد الأعمى للثقافات الأجنبية، وانتشار أفكار التطرف والاهتمام بالتفاهات على حساب القيم المجتمعية بداعى أن هذا هو السائد.
نهاية.. أكرر ما ذكرته في بداية المقال، أن معرض الكتاب أصبح يشكل منارة مصرية بارزة تحظى باهتمام ومتابعة جميع المثقفين في مختلف أنحاء العالم فعلينا اغتنام هذه الفرصة في ظل زيارة الملايين من المواطنين العاديين والآلاف من النخبة والمثقفين بالعمل على تحقيق الهدف ليس بحجم المبيعات ولا بتحقيق الأرباح بقدر ما غرس القيم وترسيح الحوار وآدابه لعالاج السلبيات وتعزيز الإيجابيات والنجاحات.. وقتها فقط نستطيع القول إنه قد تحقق الهدف..