مؤكد أن فترة معرض القاهرة الدولى للكتاب تعد فرصة ذهبية وعيدا ثقافيا بامتياز خاصة أن مصر دائما ما تهتم بهذا الحدث المهم باعتباره إحدى القوى الناعمة للدولة المصرية، لكن ما أود الإشارة إليه في مقالنا أن زيارة المعرض فرصة ذهبية للآباء للتعرف على مواهب أبنائهم وتشجيعهم على القراءة والمعرفة في ظل عصر الحداثة الذى ينشد السرعة والمادة والحياة الافتراضية.
ونثمن جهود القائمين على المعرض هذا العام، حيث يهتمون بدور نشر الأطفال وإقامة الفاعليات والعروض التفاعلية والورش الفنية لتقديم كل ما هو جديد في عالم الطفل، لذا يجب الاستفادة بهذه الفرصة، والتخلى عن الثقافات الدخيلة على مجتمعاتنا والتي انتشرت خلال الآونة الأخيرة، حيث نجد الكثير يرى أن اهتمامه بطفله يقتصر على توفير المأكل والمشرب والملبس والسفر للمصايف، معتقدا أن هذا هو الطريق السليم فى التربية، غير مدرك أن الركيزة الأساسية لبناء الإنسان هى المعرفة.
نقول هذا في ظل اعتقاد البعض أن مسئولياتهم تجاه أبنائهم تقتصر على توفير اللبس على الموضة والالتحاق بالمدارس الخاصة، والتحدث بالأجنبية، والسكن الفاخر وفقط، دون الالتفات لأهمية الكتاب والقراءة ومعرفة حضاراتنا.
لذا، يجب علينا ونحن نربى أطفالنا، أن نرفع شعار الهوية والمعرفة إذا كنا نريد بناء إنسان بنور العلم النافع، وإكسابه حصانة تجعله على يقظة ووعى ليميز الطيب من الخبيث، والصالح من الطالح، ويعود ذلك بالرفعة والازدهار على حياته وأسرته ووطنه، خاصة أنه يتم الاعتماد خلال نسخة العام على عهد الثقافة الرقمية، سواء بتصميم منصة إلكترونية ضخمة تتيح كافة الخدمات المتعلقة بالمعرض أو بإطلاق جميع الفعاليات والأنشطة افتراضيًّا على هذه المنصة، وإتاحة شراء الكتب إلكترونيا دون الحضور، ومتابعة الندوات والورش عبر هذه المنصة الإلكترونية، ليتسق ذلك مع مفردات عصر القارئ الحالى، فلا حجة ولا مبرر أمام الآباء، إذا أرادو فعلا بناء جيل متسلحا بالعلم والمعرفة لا جيلا تطمس هويته، فيصبح تائها في مجتمع لا يعرفه ولا يؤمن به.
وختاما، القراءة غذاء الروح والوجدان، وبناء شخصية الإنسان وبلورة قدراته وصقل مواهبه أمر فى غاية الأهمية يجب أن تعلن الدولة الحرب من أجلها، إذا كنا نريد عضوا نافعا فى المجتمع لا عائلا، وإذا كنا نريد أن نشارك في حضارة لا أن نكون عبئا على حضارات الأخرين، وإذا كنا نريد أبناء صالحين لا مزيفين..
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة