شاركت الدكتورة حنان حسن بلخى المديرة الإقليمية لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية، في المؤتمر الوزاري العالمي الرابع الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات، في جدة، بالمملكة العربية السعودية، اليوم الموافق 14 نوفمبر.
وأكدت الدكتورة حنان بلخى، إن المضادات الحيوية تفقد فعاليتها وتكون عديمة الفائدة بسبب سوء استخدام المضادات الحيوية او الاستخدام العشوائى لها، وبالتلى نبدأ في الإصابة بالأمراض.
وقالت، إنه عندما يبدأ المرضى في الموت من أمراض بسيطة مثل الجروح وعندما لا يستطيع المرضى النجاة من العدوى البسيطة، فإن هذا هو مقاومة مضادات الميكروبات التي نتحدث عنها، موضحة، 1.14 مليون شخص يموتون بالفعل كل عام من مقاومة المضادات الحيوية، مضيفة، إن هذا ربما يكون أقل تقديرا من الواقع،مضيفة، إنه بصفتي ممارسًا للأمراض المعدية طوال حياتي، فاننى أعلم أن هذا تقدير أقل من الواقع، وهذا يقلقني كثيرًا، و كنا نحاول إيجاد الكثير من الحلول لمقاومة مضادات الميكروبات ولكن الأمر صعب، والمشكلة أكبر منا بكثير.
المشكلة التي نتحدث عنها...
نحن كبشر نستخدم المضادات الحيوية في أطياف مختلفة ونسيء استخدامها دون سبب وجيه،
في بعض الأحيان نحتاج إلى المضادات الحيوية. ليس في كل مرة نستخدم فيها هذه المضادات الحيوية يكون هناك مبرر جيد لذلك، وهناك مشاكل أخرى أكبر...
وأوضحت، إنه يستغرق دخول مضاد حيوي جديد إلى السوق حوالي 10 سنوات، وبكلف الكثير من المال، موضحة، إن إنتاج مضاد حيوى جديد يتكلف حوالى 1.2 مليار دولار، ويصبح غير فعال وتحدث مقاومة من البكتيريا خلال عامين فقط، مضيفة، لذا فإن استثمار 1.2 مليار دولار على مدى 10 سنوات يضيع في غضون عامين وهذه هي المشكلة.
وقالت، وهل تعلم إن عدد المضادات الحيوية الجديدة التي تم اكتشافها منذ عام 1987 إلى الآن هو مضاد حيوى واحد .
وأوضحت، إن عدد قليل فقط من تلك المضادات الحيوية التي يتم إنتاجها يجب أن تلبي المعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية، ويطلب الابتكار من المبدعين ومنتجي المضادات الحيوية أن يكونوا أكثر إبداعًا في إنتاج الجزيئات حيث لا تستطيع البكتيريا التهرب من المضاد الحيوي وتحدث المقاومة، وأنها لذا يتعين علينا أن نبتكر في انتاج مضادات حيوية جديدة تواجه سلالات البكتيريا الجديدة حتى لا تفشل في السيطرة وعلاج الأمراض.
وقالت، إن هناك نقص كبير في الوصول إلى المياه النظيفة، عندما يشرب الناس مياه ملوثة بمياه الصرف الصحي. يتعرضون لمقاومة المضادات اليحوية من البشر والحيوانات وسوف يكتسبون في النهاية مقاومة، عندما لا توجد مراحيض آمنة، لا توجد نظافة آمنة، ثم نواجه مشكلة المقاومة الناشئة.
وأوضحت، إنه في العديد من المستشفيات وفي العديد من المنازل وفي العديد من المدارس وفي العديد من أماكن العمل، يوجد مكان للعدوى كل يوم، موضحة ، انه كل يوم يتعرض الناس لبيئات غير صحية.
وأشارت إلى إن 3.85 مليار شخص يزورون مرافق الرعاية الصحية ليس فيها نظافة أساسية، كما أن انتشار مياه الصرف الصحي، وعدم ادارته بشكل جيد يجعلها من أكبر الأماكن لنشر العدوى.
ما الذي يجعل الوضع أسوأ؟..
قالت، إن الكوارث الطبيعية ومنطقة شرق البحر الأبيض المتوسط معروفة بأنها لديها أعلى كمية من الكوارث الطبيعية، بالإضافة الى الصراع في غزة ، واستخدام المضادات الحيوية في قطاع الحيوان و تغير المناخ داخل المنطقة هو قضية أخرى مؤثرة على مقاومة مضادات الميكروبات، والأهم من ذلك أن منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط تواجه أكبر معدل من الدمار، والمذابح المستمرة في العالم، حيث إن الوضع الأكثر دراماتيكية هو ما يحدث في المنطقة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وكذلك فى السودان.
كما تعاني مناطق أخرى مثل جيبوتي والصومال، لقد تضاعف عدد البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية في مناطق الصراعات، ولكن كان هناك الكثير من العمل، و أعتقد أنني حظيت بشرف تولي خطة العمل العالمية كمساعد للمدير العام في عام 2019، لقد تمكنا من ضمان صدور الإعلان السياسي للجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر 2016. وكان هناك تحالف بين 3 منظمات عالمية وهى منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، و المنظمة العالمية لصحة الحيوان WOAH.
ما أنجزناه أيضًا بين عامى 22 و23...
هو النهج الذي يركز على الناس في معالجة مقاومة مضادات الميكروبات من قبل منظمة الصحة العالمية لأننا يجب أن يكون لدينا نهج تركيز للقطاع البشري. جنبًا إلى جنب مع ما تم إنشاؤه بالفعل في قطاع الحيوان والزراعة.
كان هناك أيضًا تأييد للأولويات الاستراتيجية من قبل منظمة الصحة العالمية لمقاومة مضادات الميكروبات وتم اعتماده في جمعية الصحة العالمية في عام 2023.
كما أيد الأعضاء الإعلان السياسي بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في الاجتماع رفيع المستوى في سبتمبر الماضي، ولهذا السبب فإن هذا الاجتماع مهم للغاية، في الانتقال من هذا الحوار إلى التنفيذ ولدينا آمال كبيرة في المؤتمر الوزاري هنا في السعودية والذى سوف يعقد الشراكات ويدفع هذه الأجندة إلى الأمام بطريقة أكثر قوة.
وأشارت الى انه يمكننا منع 92 مليون حالة وفاة بحلول عام 2050 إلى جانب تحسين الوصول العادل إلى المضادات الحيوية، وتطوير مضادات حيوية جديدة أمر بالغ الأهمية، يمكننا توفير 99 مليار دولار من تكاليف الرعاية الصحية سنويًا، بحلول عام 2025.
وقالت، إنه إذا لم نتخذ إجراءً الآن، فسوف يموت 39 مليون شخص بسبب مقاومة المضادات الحيوية بحلول عام 2050.
سيكون هناك أيضًا تأثير شديد على الرفاهة العامة للأشخاص في جميع أنحاء العالم، لذا عندما نتحدث عن مقاومة مضادات الميكروبات، فإنه نتحدث عن إنقاذ الأرواح، إن مقاومة مضادات الميكروبات تحصد المزيد من الأرواح، كما نحتاج إلى ضمان السلام في جميع أنحاء العالم، وهذا أمر بالغ الأهمية بشكل خاص لهذا الجزء من العالم.
وأكدت، إن 70% من المضادات الحيوية تعطى للحيوانات، موضحة ان هذه المضادات الحيوية تدخل أجسامنا من خلال اللحوم أو الألبان مما يسبب في حدوث مقاومة للمضادات الحيوية.