في كل صباح، تأتينا "ذات يوم" للكاتب الصحفي الكبير سعيد الشحات كنافذة مفتوحة على الزمن، نطل منها على فصولٍ من التاريخ لم نرها من قبل، ونشم من بين سطورها روائح الخير والبركة التي تنتمي إلى عصورٍ مضت.
هي ليست مجرد سلسلة كتابات، بل رحلة يومية في أعماق الماضي، حيث يأخذنا الشحات بمهارة السارد المتمكن إلى مشاهد تحيا أمام أعيننا وكأنها تتحرك على خشبة مسرح الزمن.
سعيد الشحات، ذلك الاسم الذي أصبح أيقونة متفردة في توثيق التاريخ، ينسج لنا قصص الزعماء والساسة وأهل الفن والشخصيات العامة كما لم تُروَ من قبل.
في كتاباته، تُضاء زوايا خفية من حياة أولئك الذين غيروا وجه التاريخ، ونتعرف على العادات والتقاليد التي كانت تشكل نسيج حياتنا اليومية في الزمن الجميل.
كلماته تُشبه عدسة فوتوغرافية تلتقط التفاصيل الصغيرة التي تُضفي على الصورة بُعدًا جديدًا.
"ذات يوم" ليست مجرد سردٍ عابر، بل هي وجبة دسمة تُشبع فضول عشاق التاريخ، ما يميز هذه الكتابات هو دقتها الشديدة، فهي مشبعة بالتوثيق الذي يعتمد على مصادر متعددة، ما يجعلها أقرب إلى وثيقة حية تُعيد إحياء الماضي بكل مصداقية، عبر هذه السلسلة، يضع الشحات بين أيدينا حكايات الأماكن التي غيّرت مجرى الأحداث، والمشاهد التي لا تزال تُلقي بظلالها على حاضرنا.
كل صباح، نجد أنفسنا نترقب "ذات يوم"، نتناولها كما نتناول قهوتنا الصباحية، لتصبح جزءًا لا يتجزأ من طقوس يومنا، وعند الوصول إلى نهايتها، لا يسعنا إلا أن نصفق إعجابًا بما خطَّه هذا القلم المبدع، بفضل أسلوبه السلس ومهارته في التلاعب اللفظي، يُبدع الشحات في تحويل الأحداث التاريخية إلى قصص آسرة، تُضيء لنا جوانب مجهولة من ماضينا.
إن "ذات يوم" ليست مجرد سلسلة يومية، بل هي جسرٌ يصلنا بزمن فات، ومرآة تعكس ماضينا بكل جماله وأوجاعه، عبر كتابات سعيد الشحات، نُدرك أن التاريخ ليس مجرد صفحات مطوية في الكتب، بل هو نبضٌ مستمر يُشكل وجدان الأمة ويُثري حاضرها، لهذا، فإن صباحنا لن يكتمل دون أن نفتح نافذة "ذات يوم"، حيث تنتظرنا كل يوم مفاجأة جديدة من الماضي تُضيء لنا طريق الحاضر.