في ظل مواصلة العدوان الإسرائيلي أعماله الإجرامية لإبادة الفلسطينين بدعم لا محدود من واشنطن ولندن وبتواطؤ مخزٍ من المجتمع الدولى ومنظماته القانونية والحقوقية ما زالت تنصب الفخاخ للعرب والمسلمين سواء سياسيا أو عسكريا أو إعلاميا، وما أود أن أشير إليه فى مقال اليوم حديث مقتضب عن الفخاخ اللغوية التي تأتى في تصريحات الغرب والأمريكان والإسرائيليين خلال تعاطيهم مع حرب غزة، والمؤسف أننا في الإعلام العربى قد ننساق ونردد ما يقولون رغم أن ما يقولونه في خطابتهم فخاخ كبيرة وخطيرة.
بل المؤسف أكثر أننا لم نتعلم من دروس الماضى، خاصة أن قد وقعنا من قبل في مثل هذه الفخاخ، فمن ينسى ما حصل مع قرار 242 الشهير الذي صدر بعد حرب يونيو، وجاءت صياغته بعد استبعاد المسودات الأربع الأخرى على يد اللورد كارادون، المندوب البريطاني خالية من "ال" التعريف فنص القرار على انسحاب إسرائيل من "أراضى" احتلتها، وليس الأراضي الأمر الذي أتاح للإسرائيليين فرصة المراوغة والتهرب من الانسحاب الكامل.
وكذلك القرار الخاص بالاعتراف ضمناً بإسرائيل دون ربط ذلك بحل القضية الفلسطينية التي اعتبرها القرار وقتها مجرد مشكلة لاجئين.
وبما أن المراوغة والكذب والتزييف سمة الإسرائيليين وطبعهم طيلة هذا الصراع، فنجدهم يطلقون في تصريحاتهم على المقاومة بأنهم حيوانات بشرية، وإطلاق لفظ داعش والقاعدة على الفصائل الفلسطينية، واختزال الصراع بين إسرائيل وحماس، وكأن العشرات من الآلاف الذى استشهدوا في غزة والضفة والمدينة المقدس من حماس فقط، وكأن كل الآف من الجرحى والآلاف في المعتقلات الإسرائيلية من حماس فقط!!!
وكذلك ما نسمعه من تلاعب بالألفاظ خاصة في فيما يخص التفاوض بالإصرار مثلا على لفظ "وقف إطلاق نار موقوت"، أو وقف إطلاق نار مستقر، وكذلك إصرار مندوبة واشنطن على إضافة جملة "غير ملزم" لقرار مجلس الأمن الداعى لوقف إطلاق نار.. وكذلك استخدام – بكثافة – كلمة هجوم حماس الإرهابى وكأن الصراع بدأ منذ طوفان الأقصى 7 أكتوبر 2023 وليس منذ 1948.
وهنا أتساءل من جديد، لماذا لا نستخدم في إعلامنا المصطلحات التي تقلقهم ، فمثلا لماذا لم يتم وصف ما يحدث في غزة على أنه هولوكوست ويكون عنوانا رئيسيا في تغطيتنا الصحفية والإعلامية وتوظيفه في المسارات السياسية والدبلوماسية لتكريسه وترسيخه، ونحن هنا لا نكذب ولا نضلل وإنما ما يحدث من جرائم قتل وحرق ودمار وعدوان وتجويع وتشريد في قطاع لا يتعدى 350 كيلومترا يقطنه 2 مليون و300 ألف فلسطيني كارثة إنسانية الكل يعترف بها.
لذا، علينا أن نتعلم الدرس، وألا نقع في فخاخ جديدة، فالأزمة كبيرة والواقع مرير، ويجب علينا الانتباه والحذر من كل شيء.