في ظل تفاقم معاناة سكان غزة ومواصلة إسرائيل عدوانها الغاشم على قطاع غزة والمدن الفلسطينية وارتكاب حكومة الاحتلال جرائم حرب ومجازر في حق الفلسطيينين، الكل يتحدث عن زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، وهى الزيارة التاسعة له للمنطقة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة.
وفى اعتقادى أن زيارة بلينكن لن تأت بجديد، لأنه ببساطة ما زالت الولايات المتحدة لا تبحث إلا عن دعم إسرائيل ولا يوجد ضغط حقيقى، وبالتالي زيارة بلينكن لن تحدث تغييرا في المواقف، خاصة في مواقف نتنياهو، لعدة أمور منها ما قاله بلينكن – نفسه - في أول زيارة بعد طوفان الأقصى، إنه لم يأتِ لإسرائيل بوصفه وزيرا لخارجية الولايات المتحدة فقط، بل بصفته "يهوديا فرّ جده من القتل"
وأن عنوان زيارة بلينكن الكبير بعد زيارته لتل أبيب كان التأكيد على الالتزام بأمن إسرائيل والدفاع عنها، في ظل الحديث الإيراني أنه سيكون هناك ردا موجعا لتل أبيب بعد اغتيال إسماعيل هنية في قلب طهران وفؤاد شكر في الضاحية الجنوبية ببيروت، وفى سعى نتنياهو على إفشال صفقة الأسرى وإيقاف الحرب، في محاولة لجر الولايات المتحدة لحرب موسعة مع إيران، استثمارا في حالة الضعف السياسى للولايات المتحدة التي تمر بها جراء الانتخابات الرئاسية وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية.
لذلك جاءت نتائج زيارة بلينكن لتل أبيب أمس ولقائه نتنياهو غير مبشرة، حيث خرجت تقارير إعلامية منها تأكيد لموقع أكسيوس نقلا عن مسؤولين إسرائيليين قالت إن نتنياهو رفض منح فريق التفاوض المساحة الكافية للتوصل إلى اتفاق رغم تحذيرات من جالانت والمفاوضين من تأخير الاتفاق.
ما يعنى أن ما زال نتنياهو العقبة الكبرى في التوصل لاتفاق لإنهاء هذه الحرب الغاشمة، وأن الولايات المتحدة مستمرة في الخداع الاستراتيجي لمنح تل أبيب الفرصة لإطالة آمد الحرب وهو ما يجب أن ننتبه إليه..
وأخيرا.. نستطيع القول، إنه ما زال بلينكن الذى جاء في مستهل الحرب معتزا بيهوديته – هو الخادم الأكثر دعمًا لنتياهو اليهودى المتطرف في زياته التاسعة..