اختارت الصعب وتحدت الظروف فحققت المركز الأول بمدارس المتفوقين.. فاطمة ابنة وحيدة تركت منزلها فى الداخلة وسكنت بأسيوط لاستكمال دراستها.. ووالداها: تحملنا فراقها ثلاث سنوات من أجل هذه اللحظة.. فيديو وصور

الثلاثاء، 06 أغسطس 2024 02:30 م

فاطمة وأسرتها

الوادى الجديد - ماهر البهنساوى

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

بعد ثلاثة سنوات من التعب والإحساس بالغربة وعناء السفر لمسافة تزيد على 400 كيلو متر من الواحات الداخلة إلى محافظة أسيوط والإقامة فى سكن داخلى تابع لمدارس المتفوقين، جنت فاطمة ثمار رحلة اغترابها عن أسرتها وهى الابنة الوحيدة لوالديها لتحقق المركز الأول على مستوى الجمهورية في الثانوية العامة شعبة العلمى علوم "مدارس المتفوقين" وتهدى تفوقها لوالدتها التى عانت أشد المعاناة .

الطالبة فاطمة أيمن حمودة ابنة مركزى الداخلة وبلاط ، التى لم تكن تتوقع حصولها على المركز الأول رغم اجتهادها طوال رحلتها الدراسية وقدرتها على التوافق مع نظام الدراسة فى مدارس ستيم الصعبة، حيث أنها درست الشهادة الإبتدائية والاعدادية باللغة العربية واصطدمت بالدراسة فى المرحلة الثانوية باللغة الإنجليزية، وكانت تبكى من شدة صعوبة المناهج ، ولكنها قررت قبول التحدى والمثابرة واستعانت على ذلك بالالتزام والمواظبة على قراءة القرآن وتنظيم الوقت وتحقق لها ما كانت تصبو إليه من هدف أساسي وهو التفوق من أجل التفوق دون النظر الى النتيجة.

وأكدت فاطمة أيمن فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنها سعيدة بما حققته من تفوق رغم الصعوبات التى كانت تواجهها كونها مغتربة منذ بداية دراستها فى مدرسة المتفوقين بأسيوط، وابتعادها عن أسرتها وقطعها مسافة 400 كيلو متر عن مقر إقامتها أسبوعيا ، وعلى الرغم من ذلك نجحت فى تحقيق التفوق يدعم أسرتها وزميلاتها فى السكن الداخلى للمدرسة.

مشيرة إلي أنها كانت تسعى لتحقيق التفوق فى مسيرتها الدراسية واستعانت على ذلك بحفظ القرآن وترتيب الوقت والجهد وتنظيم مواعيد الاستذكار والنوم، مؤكدة أنها لم تكن تتوقع هذه النتيجة أو أن يكون لها ترتيب علي مستوي الجمهورية، نظرًا لصعوبة الامتحانات، معربة عن سعادتها لتحقيق حلمها في الالتحاق بكلية الطب البشري.

ومن جانبها أفادت والدة الطالبة فاطمة أيمن أنها عانت كثيرا بسبب اغتراب ابنتها الوحيدة عنها فى هذه السن المبكرة ورغم ذلك كلنت تشجعها وتدعمها رغم قلقها الدائم عليها طوال فترة سفرها لمحافظة أسيوط حتى كلل الله جهودها بالتفوق وتحقيق المركز الأول على مستوى الجمهورية، موجهة رسالة لكل الأمهات بضرورة الوقوف بجانب أبنائهن ومنحهن الفرصة كاملة لتحقيق ما يطمحون إليه، مشيرة إلي أن ابنتها كانت تعرف هدفها بدقة وتسعى للوصول إليه وهو ما جعلها تمنحها الفرصة كاملة وتعلمها كيفية تحمل المسئولية فى فترات غربتها بمدرسة المتفوقين وتتابعها طوال ساعات اليوم حتى مواعيد نومها.

وقال المهندس أيمن حموده والد الطالبة فاطمة أنه واجه تحدى كبير عندما اختارت ابنته دخول مدرسة المتفوقين والتى تمثل سفر وغربة ولم يوافقه الكثير من الأصدقاء والأقارب فى هذا الرأي، ولكنه اختار تلبية رغبة ابنته وشجعها لأقصى درجة ممكنة وكانت كلما تشتكي من صعوبة الدراسة كان يحفزها ويذكرها بأنها هى التى اختارت التحدى وعليها أن تكمل مشوارها لانه يعلم قدرات ابنته، رغم أنه حتى الآن غير مصدق أنها حققت المركز الأول على الجمهورية وهو ما اعتبره مكافأة ربانية على هذا الجهد المبذول من نجلته ومكافأة لوالدتها على صبرها طوال سنوات الدراسة على فراق ابنتها الوحيدة.