الهجمات السيبرانية من حرب التسريبات إلى تفجيرات البيجر.. هجمات لبنان تمثل تحولا كبيرا فى مستقبل الصراع الدولى.. إسرائيل تستكمل نهج داعش بعمليات إرهابية متجاوزة للحدود.. وتدشن سابقة مفزعة فى إدارة الحروب

الأربعاء، 18 سبتمبر 2024 07:40 م
الهجمات السيبرانية من حرب التسريبات إلى تفجيرات البيجر.. هجمات لبنان تمثل تحولا كبيرا فى مستقبل الصراع الدولى.. إسرائيل تستكمل نهج داعش بعمليات إرهابية متجاوزة للحدود.. وتدشن سابقة مفزعة فى إدارة الحروب تفجيرات البيجر
بيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يبدو أن العدوان الإسرائيلى اتخذ منحى جديد، فى ضوء تفجيرات البيجر، والتى استهدفت الأجهزة اللاسلكية، التى يستخدمها أعضاء حزب الله فى لبنان، فى إطار خطة ممنهجة، لتوسيع نطاق الصراع جغرافيا، وتمديده زمنيا، وإنما أيضا فى الإطار النوعى، لتضيف إليه بعدا سيبرانيا، يمثل تهديدا صريحا للسلم والأمن الدوليين، ليضاف إلى قائمة طويلة من الانتهاكات التى ارتكبها الاحتلال، فى الأشهر الماضية، تجاوزت عمليات القتل التى استهدفت آلاف المدنيين، باستخدام الأسلحة الفتاكة، فى مواجهة أناس عزل، نحو سلاح يبدو أشد فتكا، فى ضوء الخطورة الكبيرة التى يمثلها، فى مرحلة تبدو دقيقة للغاية، ليس فقط فيما يتعلق بمستقبل الصراع فى منطقة الشرق الأوسط، وإنما فى مستقبل الصراع العالمي.


ولعل الحديث عن الأمن السيبراني، ليس جديدا على الإطلاق، فى ضوء اختراقات طالت أجهزة كبار المسؤولين الدوليين، ساهمت فى تغيير دفة السلطة، فى العديد من دول العالم، تجلى أبرزها فى تسريبات ويكيليكس، وما أثير حول اختراق البريد الإلكترونى، لوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون إبان حملتها الانتخابية فى محاولتها لاعتلاء عرش البيت الأبيض، فى عام 2016، وهو الأمر الذى ساهم بالدور الأبرز فى خسارتها أمام خصمها الجمهورى دونالد ترامب، رغم قلة أو ربما انعدام خبرته السياسية، لتصبح المسألة السيبرانية أحد أهم أدوات التدخل فى الشؤون الداخلية للدول، وهو ما بدا فى الاتهامات التى تطال روسيا بين الحين والآخر، فى التورط فى استخدامها لتوجيه السياسات وربما للسيطرة على الأنظمة الحاكمة فى الغرب.


إلا أن تفجيرات البيجر، التى نفذتها إسرائيل، فى لبنان، تمثل منحى جديد، فى استخدام الأداة السيبرانية، فى ضوء ما يمكن اعتباره إرهاب دولة، من خلال تفجير أجهزة عن بعد، للقضاء على خصومها، فى انتهاك صريح للأعراف الدولية، المتبعة من قبل أفراد القانون الدولى (الدول)، بعيدا عن الحروب العسكرية المتعارف عليها وهو ما يمثل امتدادا للنهج الذى سبق وأن تبنته جماعات الإرهاب، وعلى رأسها تنظيم داعش، والذى سعى لبناء دولته، حيث بزغ نجمه عبر استخدام التكنولوجيا الحديثة، فى نشر أفكارها، وتحريض المؤمنين بها على تنفيذ عمليات داخل دولهم، بينما نشرت فيديوهات أخرى حول كيفية صناعة العبوات الناسفة، وكيفية تفجيرها، وهو الأمر الذى أصاب دولا تبعد عن التنظيم ومقراته، بألاف الكيلومترات بحالة من الهلع، بسبب قدرته، عبر التكنولوجيا فى تجنيد موالين لهم، داخل دولهم، دون اتصال مباشر فيما بينهم.


وهنا تصبح تفجيرات البيجر، بمثابة تحولا جذريا، على مسارين متوازيين، أولهما يرتبط فى نوعية الخطر الذى باتت تمثله، حيث تجاوزت مجرد اختراق أجهزة الحاسب الآلى والبريد الإلكترونى لكبار المسؤولين بالدول، وما يترتب على ذلك من الخروج عن إطار التدخل فى شؤون الدول الأخرى، نحو أداة جديدة للقتل والتدمير، بينما يدور المسار الآخر حول خروج الإرهاب من إطار التنظيمات المتطرفة، نحو ما يمكننا تسميته بـ"إرهاب الدولة"، فى ظل خطة منظمة وممنهجة لقتل المدنيين والأبرياء، تحمل إطارا يتجاوز الحدود التقليدية، دون تجنيد ميليشيات.


ويعد إرهاب الدولة ليس بالأمر الجديد على النهج الذى تعتمده إسرائيل، فى ضوء تبنيها لسياسة الاغتيالات وتصفية الخصوم، إلا أن النهج المنحاز الذى تتبناه القوى الدولية الكبرى، أضفى عليه قدرا من الشرعية، فى إطار ذريعة الحروب العسكرية تارة، والدفاع عن النفس تارة أخرى، إلا أن الجديد فيما يتعلق بتفجيرات البيجر يرتبط بصورة مباشرة بمستقبل الصراع، ليس فقط فى منطقة الشرق الأوسط، وإنما فى الصراع العالمى، والذى بات ممتدا فى الشرق والغرب، وهو ما يبدو، على سبيل المثال فى الأزمة الأوكرانية، والتى باتت تشهد هى الأخرى منحنيات غاية فى الخطورة مع التلويح باستهداف المحطات النووية أو شن هجمات نووية


تفجيرات البيجر، تقدم فى جوهرها سابقة غاية فى الخطورة، يمكن أن تتكرر فى العديد من المواقف المستقبلية، مع تأجج الصراعات الدولية، وصعود قوى جديدة، تسعى لفرض كلمتها على العالم، ناهيك عن مستقبل الصراع بين روسيا والغرب، خاصة مع توجه العديد من القوى الدولية الكبرى، نحو عدم الانغماس فى مستنقع الحرب المباشرة، والقائمة على إرسال جنود إلى مناطق الصراع، وهو ما يبدو فى سلسلة الانسحابات العسكرية الأمريكية من العديد من دول الصراع، سواء فى سوريا أو العراق أو أفغانستان، لتتحول نحو عمليات نوعية لاستهداف خصوم بعينهم، خلال السنوات الماضية، على غرار أسامة بن لادن وأبو بكر البغدادى وغيرهم.


وهنا يمكن القول بأن تفجيرات البيجر تمثل بعدا جديدا فى مستقبل الصراع الدولى، ربما يكون الأشد خطورة فى التاريخ العالمى، فى ضوء ما يمثله من خطر داهم، وانتهاك صريح للأعراف الدولية، حقوق الإنسان، فى ظل ما تحظى به الأدوات السيبرانية من قدرات خارقة، يمكن من خلالها استهداف المدنيين، والبنى التحتية، وما قد يسفر عن ذلك من دمار.

12511560
مصاب فى تفجيرات بيروت

 

12511569
مصاب فى التفجيرات 

 

12511839
تفجيرات لبنان

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة