تزداد حدة المواجهة بين أوروبا وأغنى رجل في العالم، واتهم العديد من الزعماء الأوروبيين إيلون ماسك بالتدخل في المناقشات الوطنية، واستنكر الرئيس الفرنسي والمستشار الألمانى ورئيس الوزراء البريطاني بالإضافة إلى رئيس الحكومة الإسبانية تصريحات الملياردير الأمريكى على شبكته الاجتماعية X، المعروفة سابقا باسم تويتر.
وانضم رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى قادة أوروبا الذين يشعرون بالقلق حيال تدخل المليادرير الأمريكى إيلون ماسك فى الشئون الأوروبية ، وانتقده قائلا: إنه يحرض على الكراهية، وذلك بعدما تطرق ماسك للشئون الداخلية الإسبانية وتحدث عن بعض الجرائم فى كتالونيا، وفقا لصحيفة لابانجورديا الإسبانية.
واتهم سانشيز ، المياردير الأمريكى، وهو مستشار مستقبلى لدونالد ترامب ، من تصريحاته والإجراءات التى سيتخذها "أغنى رجل فى العالم "، وأوضح خلال فعالية لإحياء الذكرى الـ 50 لوفاة حاكم إسبانيا الجنرال فرانسيسكو فرانكو، إن اليمين المتطرف الدولي "يهاجم مؤسساتنا علانية، ويثير الكراهية."
وأشارت الصحيفة إلى أن انتقادات سانشيز جاءت ردا على تعليقات ماسك السياسية التى طالت ألمانيا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك، قام ماسك باستفزاز الحكومة الإسبانية عندما تطرق إلى بعض القضايا الإجتماعية فى البلاد والتى منها الخاصة بزيادة مزعومة في عدد مرتكبي الاعتداءات الجنسية وهم من الأجانب في منطقة كتالونيا الواقعة شمال شرق إسبانيا حول برشلونة.
واعتبر أن تعليقاته على منصة X تحرض على الكراهية وتدعم "اليمين المتطرف الذي عارضته إسبانيا لسنوات"، كما أضاف أن أغنى رجل في العالم "يهاجم مؤسساتنا علنا، ويدعم ورثة النازيين في ألمانيا".
واتهم الرئيس الفرنسى ، إيمانويل ماكرون ، إيلون ماسك، دون أن يسميه، بدعم "دولية رجعية جديدة"، وقال الرئيس الفرنسي "قبل عشر سنوات، لو أخبرنا أحد أن مالك إحدى أكبر شبكات التواصل الاجتماعي في العالم سيدعم أممية رجعية جديدة ويتدخل بشكل مباشر في الانتخابات، بما في ذلك في ألمانيا، فمن كان ليتصور ذلك؟".
في الأسابيع الأخيرة، أدلى إيلون موسك بسلسلة من التصريحات المثيرة للجدل ، ووصف الملياردير والصديق المقرب للرئيس الأمريكى دونالد ترامب، المستشار الألماني أولاف شولتز بأنه "أحمق غير كفء" بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد في ماجديبورج، وهاجم مالك شركة تسلا أيضًا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بتهمة الإهمال عندما كان مدعيًا عامًا في التسعينيات فيما يتعلق بالاستغلال الجنسي لأكثر من 1500 فتاة قاصر من قبل رجال من أصل باكستاني.
وأدانت برلين "التصريحات الغريبة" للملياردير، كما نددت لندن "بأولئك الذين ينشرون الأكاذيب والمعلومات المضللة"، و اتخذ تدخل إيلون ماسك منعطفا جديدا في خضم الحملة الانتخابية الألمانية. ويخطط لبث مقابلة مباشرة على قناة X يوم الخميس مع الرئيس المشارك لحزب اليمين المتطرف الألماني، البديل من أجل ألمانيا (AfD)، الذي يدعمه علناً.
وتتوجه الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باهتمامها إلى المفوضية الأوروبية. ودعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو المفوضية إلى التدخل "بأقصى قدر من الحزم"، لا يستبعد رئيس الدبلوماسية الفرنسية حظر موقع التواصل الاجتماعي X في أوروبا، عل ى غرار ما حدث في البرازيل. "هذا منصوص عليه في قوانيننا"، كما يقول.
وتقوم المفوضية الأوروبية بالتحقيق في شبكة التواصل الاجتماعي منذ عام 2023 بموجب قانون الخدمات الرقمية للاتحاد الأوروبي (DSA). تساءل عضو البرلمان الأوروبي عن حزب الخضر داميان بوسيلاجر، عن موقف المفوضية الأوروبية من إيلون موسك وشرعية تدخلاته.
ويؤكد داميان بوزيلاجر"إذا حدث خرق لقانون الدفاع الاشتراكي، أود أن أرى رد فعل سريع. لذا، وببساطة، إذا زاد إيلون ماسك من نفوذه واستخدم هذه الزيادة لتوصية الناخبين لحزب البديل من أجل ألمانيا، في الانتخابات الألمانية، فسيتطلب اتخاذ إجراءات سريعة. تذكّر المفوضية الأوروبية بأن حرية التعبير هي جوهر التشريع الأوروبي.
ومع ذلك، يمكن للاتحاد الأوروبي أن يستخدم رافعة أخرى في هذه الحالة. ويوضح توماس رينيه، المتحدث باسم المفوضية الأوروبية، قائلا: "من خلال الخوارزميات، من الممكن تفضيل نوع معين من السرد. ويمكن تفضيل نوع معين من المحتوى وحظر نوع آخر من المحتوى".
وأضاف "لقد أوضحنا أن هذا البث المباشر ليس محظورًا من حيث المبدأ بموجب قانون مكافحة الإرهاب. ولكن إلى أي مدى هو محظور أو يمكن تضخيمه؟ هذا ما ستبحثه المفوضية الأوروبية".
ومن المقرر عقد اجتماع في 24 يناير بين أعضاء المفوضية الأوروبية والهيئة التنظيمية الألمانية وممثلي المنصات الرقمية الكبرى، بما في ذلك X، بهدف تجنب التدخل خلال الانتخابات المقرر إجراؤها في أواخر فبراير في ألمانيا.