انتهت فعاليات الدورة الـ33 لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى محققة بعض التقدم، وأيضا شهدت تكرارا فى الأخطاء.. ويبدو أن المهرجان حظه هذا العام كان عثرا، خاصة أن فعالياته تواكبت مع مباراة مصر والجزائر وما شهدته من أحداث مؤسفة وتصعيد إعلامى بين البلدين، غطت هذه الأحداث على بهجة المهرجان.. وأوقعت الفتنة بين معظم الفنانين والمثقفين المصريين والجزائريين، والذين كانوا آخر حائط فيما يسمى بالعروبة، حيث دائما ما كنا نردد أن الفن يجمع ما تفرقه السياسة ولكن يبدو أن الفن صار هو أيضا ضحية من ضحايا السياسة..
وفى هذا التوقيت الحرج نحتاج إلى صوت أكثر تعقلا ولا يلقى بالزيت ويشعل النار أكثر وأكثر، لأنه فى تقديرى المتواضع سيصطفى الساسة مع بعضهم البعض، وسيتعانقون أمام الكاميرات وستدفع الشعوب الثمن، حيث ستتربى أجيال وكل ما فى ذاكرتها مباراة كرة القدم تحولت إلى ما يشبه «ساحة حرب»، ومشاهد حرق الأعلام، وإساءات متبادلة وأغان مليئة بالسباب متداولة فى كل مكان، ولا أريد أن يفهم من كلامى أننى ضد أن تتخذ مصر كل ما يحمى كرامتها وكرامة أبنائها.. ولكن علينا أن نبحث عن الكيفية التى يتم بها ذلك، بالتأكيد لن تكون عن طريق تقطيع الهدوم، وبتبادل الشتائم.
مهرجان الإعلام العربى
كعادته لا يمر مهرجان الإعلام العربى دون إثارة زوابع، ورغم مرور 15 عاما هى عمر المهرجان إلا أن تهمة تغيير النتائج ما تزال علامة مميزة من علامات المهرجان وهو الشىء الذى لا أفهمه.. فكيف لمهرجان يحتفى بالإعلام والدراما المصرية والعربية لا يستطيع حتى هذه اللحظة التخلص من أزماته، حيث عاد أغلب منتجى الدراما التليفزيونية المصرية إلى رأيهم بضرورة مقاطعة المهرجان، وعلى حد تعبير المنتج جمال العدل «من الأحسن أن يتم تحويله إلى ملتقى لتناول الكنافة والبقلاوة» ما دام كل شىء يتم على مزاج صاحب المحل.
لذلك أعتقد أن المهندس أسامة الشيخ أمامه جهد كبير فى الدورة المقبلة ليتجاوز كل أخطاء المهرجان فى محاولة لتحويله من مهرجان سيئ السمعة إلى مهرجان يكون همه فى الأساس عرسا للدراما العربية واحتفاء بكل ماهو مميز فيها.
قناة الجزيرة
«حد يعرف قناة الجزيرة»، بالتأكيد كلنا نعرفها، ومنا من كان يتشدق بمهنيتها وتميزها إلا أن الأزمة الأخيرة والتى وقعت بعد مباراة مصر والجزائر كشفت أن الجزيرة باتت قناة تخاصم كل الأعراف والتقاليد المهنية ولا تنتصر سوى لشىء واحد اسمه مصالح وأهداف دولة قطر فكيف يخرج علينا أحد مذيعيها ليقول «المباراة جرت فى جو من الود والتفاهم»، فهل كان يشاهد مباراة أخرى غير التى رأيناها جميعا، وكيف لقناة أن تتجاهل كل الأحداث التى جرت فى السودان للمشجعين المصريين مكتفية بخبر على شريط الأخبار يؤكد أن الفيفا قرر معاقبة مصر على مباراة 14 نوفمبر. والمفارقة أن الاتحاد المصرى لكرة القدم لم يتلق إخطاراً رسميا حتى تلك اللحظة، فما هو مصدر الخبر?!
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة