سفير مصر لدى قطر: قمة الدوحة العربية تأتى فى ظروف استثنائية بالمنطقة

الخميس، 14 مارس 2013 12:38 م
سفير مصر لدى قطر: قمة الدوحة العربية تأتى فى ظروف استثنائية بالمنطقة وزير الخارجية محمد كامل عمرو
الدوحة (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أكد سفير مصر لدى قطر محمد مرسى أهمية القمة العربية المقرر انعقادها فى الدوحة أواخر شهر مارس الجارى فى أن تساهم بشكل كبير فى توحيد الصف العربى ومعالجة التحديات الكبيرة التى تشهدها الدول العربية بعد ثورات الربيع العربى.

وقال: إن قمة الدوحة العربية هامة للغاية، لأنها تأتى فى ظروف استثنائية وتطورات متلاحقة تمر بها المنطقة العربية والعالم، فهناك العديد من الملفات الساخنة التى تتطلب معالجة حقيقية من القادة العرب، وبالتالى نعول كثيرا على هذه القمة للخروج بنتائج نحو توحيد الصف العربى واتخاذ مواقف جماعية عربية إزاء هذه القضايا".

ولفت السفير المصرى، فى حوار مع وكالة الأنباء القطرية (قنا) اليوم الخميس، إلى أن ثورات الربيع العربى وما تمر به دوله، بدءا بتونس ومرورا بليبيا ومصر واليمن وسوريا، لها تداعياتها الكثيرة على المناخ السائد فى المنطقة، وبالتالى فإن تداعيات هذه الثورات ستكون محل اهتمام واعتبار فى القمة.

وبالنسبة للملف الملف السورى الذى يفرض نفسه على القمة، قال إنه يعتبر غاية فى الخطورة والتعقيد وهناك حاجة للمزيد من الجهد العربى لوقف نزيف الدم الذى يراق يوميا فى سوريا والخروج من هذه الأزمة وإعادة لحمة الشعب السورى فى إطار التمسك بثوابت الموقف العربى والذى يقوم على ضرورة وقف هذه المعاناة ووحدة الأراضى السورية وإتمام عملية التسوية السياسية لإيجاد مخرج لهذه الأزمة ويحول دون التدخل الخارجى.

وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.. قال سفير مصر لدى دولة قطر إن الملف الفلسطينى يمر الآن بمرحلة غاية فى الدقة والحساسية، فإسرائيل تنتهز ما تمر به الدول العربية من أزمات للإسراع فى برامج التهويد والاستيطان وابتلاع أكبر قدر ممكن من الأراضى العربية المحتلة وبما يجعل من خيار الدولة الفلسطينية الحقيقية القابلة للحياة خيارا صعبا.

ونبه إلى أن هناك ابتلاعا للقدس وطمسا للهوية العربية فى العديد من المناطق فى فلسطين وهناك أيضاً الأزمة الخانقة التى تمر بها السلطة الوطنية الفلسطينية، وقد طرحت عدة برامج فى هذا الشأن ومنها شبكة الأمان المالية العربية والتى تتضمن تحويل مبلغ مالى بقيمة 100 مليون دولار نقديا بصفة شهرية لدعم الفلسطينيين فى الضفة الغربية وغزة على حد سواء، بالإضافة إلى سبل دعم التوجه الفلسطينى إلى الأمم المتحدة وحصولها على العضوية بصفة مراقب، وأيضا توجهات أخرى فى المنظمات النوعية والمنظمات التابعة فى إطار الأمم المتحدة، فهناك عمل عربى مستمر بعد أن تغير صفة فلسطين إلى دولة.

وفيما يخص ملف المصالحة، قال السفير المصرى إن مصر لم تتوقف عن إتمام المصالحة بين الأشقاء فكانت هناك اجتماعات عقدت مؤخرا رغم انشغال مصر بالأمور الداخلية، ولكن لم نغفل أبدا اهتمامنا بالأوضاع فى فلسطين، فهى مرحلة ممتدة ومصر مضطلعة بدورها تماما وتدعم الجهود التى تبذل لإتمام المصالحة.

وشدد على أن هذا الملف يحظى باهتمام كبير من قبل السلطات المصرية والاجتماعات متواصلة مع الجانبين المصرى والفلسطينى بمختلف فصائله لأنه من مصلحتنا سرعة إتمام المصالحة حتى لا نعطى لإسرائيل وغيرها ذرائع أخرى لمواصلة سياساتها الاستيطانية وسياسة الرفض والتشدد وابتلاع الأراضى.

وحول الأزمات المالية التى تعانى منها دول الربيع العربى، وما هو المطلوب من قمة الدوحة العربية إزائها، قال سفير مصر لدى دولة قطر محمد مرسى، إن موضوع ثورات الربيع العربى والأوضاع الاقتصادية التى أعقبت هذه الثورات محل اهتمام كبير من دول الربيع العربى التى تتطلع إلى مواقف عربية من الأشقاء، داعمة لجهود تحقيق الاستقرار بها، وبالتالى فإن ملف دعم دول الربيع العربى اقتصاديا موجودا وقائما، وأعتقد أنه سيبحث بشكل أو بآخر لأنه يدخل فى جدول أعمال القمة ومصر من ضمن دول الربيع العربى التى تتطلع إلى مواقف عربية منظمة، داعمة لها ولباقى دول الربيع العربى لتحقيق الاستقرار فيها.

وأعرب عن اعتقاده بأن دول الخليج تستطيع أن تلعب الدور البارز فى هذا الموضوع، وبالتالى فإن الجهود العربية ستتواصل فى هذا الاتجاه، مجددا فى هذا الإطار تقديره لدولة قطر على دعمهم المتواصل للثورة المصرية اقتصاديا وسياسيا، مشيرا إلى أن الاستثمارات القطرية موجودة وستنمو وتزداد فى الفترة القادمة.

وقال إننا فى مصر نثمن هذا الدعم الذى سينعكس فى إطار الموقف العربى، لأن الدول العربية لها مصلحة فى أن تستقر الأوضاع فى دول الربيع العربى، وأن تنتهى هذه المراحل الانتقالية التى تمر بها تلك الدول، لأن استقرار الأوضاع فى مصر وهذه الدول هو استقرار للأوضاع فى باقى المنطقة العربية، حيث إن قوة العرب فى أن يكونوا مجتمعين، مؤكدا أن هذا الموضوع سيحظى بالاهتمام من قبل القمة، سواء على المستوى الرسمى، أو على مستوى المداولات الثنائية بين القادة العرب.

وحول مسألة الصعود الإسلامى إلى قمة الهرم السياسى فى دول الربيع العربى، ومدى تأثير ذلك على العالم من ناحية التخوف من ظاهرة"الإسلاموفوبيا"، وقال السفير المصرى إنه بعد ثورات الربيع العربى نجد أن التيارات السياسية أو تيارات الإسلام السياسى نجحت فى الحصول على عدد كبير من مقاعد البرلمان، وبالتالى وصلت إلى الحكم بإرادة شعبية.

وأكد أن التيارات الإسلامية جزء من نسيج المجتمع ولا ضرر فى أن تشارك بقوة فى إدارة البلاد، طالما أنها أتت بطريقة ديمقراطية وبإرادة شعبية لأن قواعد الديمقراطية واضحة ومحددة، ونحن نسعى لإبراز الوجه المعتدل للإسلام والمسلمين ومصر دولة معتدلة ووسطية كانت، وستبقى كذلك ولا أرى ضررا فى التعامل مع أى فصيل أو توجه فكرى طالما أتى إلى الحكم بشكل ديمقراطى، ويبقى المعيار الوحيد هو أداؤه ومدى اقتناع الشعب بما يحققه من إنجازات وهو الذى يقرر بقاءه فى السلطة أو تغييره بحكومة أخرى، وهذه هى قواعد الديمقراطية.

وأكد أن أمن الخليج العربى هو امتداد لأمن مصر، وأن مصر هى العمق الطبيعى لأمن الخليج، وبالتالى فإنها حريصة على الاستقرار والأمن والتنمية فى كل دول الخليج العربى، لأن هذا هو جزء من المصالح الإستراتيجية المصرية، وجزء من الأمن القومى العربى.

وفيما يخص علاقات الدول العربية بدول الجوار، قال السفى محمد مرسى "علينا جميعا أن نسعى إلى بلورة علاقات واضحة مع كل جيراننا، وأنا هنا أتحدث على المستوى العربى لأن العالم الآن تعاد صياغة تكتلاته والقوى العالمية تتغير، وموازين القوى كذلك، ونحن كعرب يجب أن ننظر إلى مصالحنا السياسية والاقتصادية والأمنية والثقافية من منظور يخدم مصالحنا العليا القومية، ويراعى فى نفس الوقت حقيقة الأوضاع الإقليمية والدولية.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة