أحمد جمعة

الجهاد الإسلامى.. مشروع وطنى لتحرير فلسطين

الأربعاء، 11 مارس 2015 09:09 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بدأت حركة الجهاد الإسلامى الفلسطينية فى احتواء الأزمات الصعبة التى تعصف بقطاع غزة، نتيجة تصرفات حماس التى أقحمت القطاع فى صراعات إقليمية كى تحقق منفعة شخصية، وقد برز نجم الجهاد الإسلامى فى الأيام القليلة الماضية من خلال زيارة وفد يضم الأمين العام للحركة الدكتور رمضان شلح للقاهرة لتقريب وجهات النظر بين مصر وحماس، ولحل أزمة القطاع التى تتمثل فى إعادة إعمار الدمار الذى خلفته إسرائيل فى الحرب الأخيرة، وتمكين حكومة الوحدة الوطنية من ممارسة مهامها فى إدارة المعابر وتسلم المقرات الحكومية كى تتولى حل الأزمات التى عصفت بغزة عقب الانقلاب الدموى الذى أعلن الجهاد الإسلامى رفضه التام لما قامت به حماس عام 2007 م.

تحمل حركة الجهاد الإسلامى على كاهلها عاتق مشروع وهو تحرير كامل التراب الفلسطينى بالمقاومة ضد المحتل الإسرائيلى، ولم تقحم الحركة نفسها يوما فى أى صراع إقليمى أو تدخلت فى الشئون الداخلية لأى من الدول العربية، ويعد أول فصيل إسلامى يمارس العمل العسكرى فى قطاع غزة، وتلعب الحركة دائما دور الوسيط بين حركتى فتح وحماس لتقريب وجهات النظر من أجل القضية المركزية لهم وهى تحرير التراب الفلسطينى، ودائما ما تدعو الحركة الفرقاء الفلسطينيين لرأب الصدع وتحقيق الوحدة الوطنية للتفرغ للمشروع الوطنى المتمثل فى تحرير الأقصى.

تعتبر العلاقة بين الدولة المصرية وحركة الجهاد الإسلامى متميزة للغاية، وذلك بسبب ثقة الحركة فى أن القاهرة أحد أبرز الدول العربية الداعمة للقضية الفلسطينية، وكانت أول المواقف الإيجابية التى استجابت خلالها الحركة لمصر عندما فجر الجهاد الإسلامى دبابة إسرائيلية توغلت فى حى الزيتون عام 2002م، وأدى التفجير لمقتل العديد من الجنود الإسرائيليين وتناثرت أشلائهم التى وافق الجهاد الإسلامى على تسليمها لإسرائيل بعد 24 ساعة من دعوة مصر للحركة بتسليم الأشلاء مقابل إفراج تل أبيب عن جثامين شهداء للحركة، ويعد ذلك أحد أول المواقف الفعلية التى أعلن الجهاد الإسلامى استجابته لدعوة مصر العروبة التى تعتبرها الحركة أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، وأثناء اندلاع الحرب الأخيرة على غزة طرحت مصر مبادرة لوقف إطلاق النار بالقطاع وكانت حركة الجهاد الإسلامى أول من قبل المبادرة ورفضت قادته أن يكونوا جزءا من صراع إقليمى بالمنطقة كما فعلت حركة حماس.

تفضل حركة الجهاد الإسلامى منذ نشأتها العمل فى صمت ولا تساوم بمواقفها الوطنية فى أى من المحافل الدولية أو الإقليمية، فالحركة تعمل بعيدا عن الأبواق الإعلامية الرنانة -التى اعتادت حماس استخدامها - فهى تسعى جاهدة لتحقيق هدفها الرئيسى وهو تحرير كامل تراب فلسطين وشحذ همم الجماهير للقيام بواجبها الوطنى، وبالرغم من القدرة العسكرية الفائقة للحركة فهى لم توجه يوما سلاحها تجاه أى مواطن عربى عكس فصائل أخرى، وإنما تعمل دوما على تصويب سلاح المقاومة فى وجه المحتل الإسرائيلى، فحماس لا تمثل المقاومة الفلسطينية وحدها فهناك فصائل أخرى تقاوم وتناضل من أجل فلسطين بدون التدخل فى شئون الدول الأخرى .

وقد حققت حركة الجهاد الإسلامى جماهيرية كبيرة فى قطاع غزة فى السنوات الأخيرة بسبب مواقفها الوطنية الحقيقية مما تسبب فى حالة من عدم الاتزان لقادة حركة حماس التى تزايد دائما بسلاح المقاومة وتسوق له إعلاميا وكأنها هى فقط من تقاوم، لكن الحقيقة أن كل الفصائل الفلسطينية صاحبة مشروع وطنى أكثر من حركة حماس، منها حركة فتح والجبهة الشعبية والديمقراطية والعديد من حركات التحرر الوطنى التى ترفض السلوك الحمساوى المتاجر بقطاع غزة .








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة