إنهم يحرقون "أشجار الميلاد".. 4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـ"العريفى" وياسر برهامى.. سلفى يزعم: القول بغير ذلك أشد حرمة من الخمر والمنكر.. والأزهر والبرلمان: آراء مختلة وتثير الفتنة

السبت، 24 ديسمبر 2016 08:25 م
إنهم يحرقون "أشجار الميلاد".. 4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـ"العريفى" وياسر برهامى.. سلفى يزعم: القول بغير ذلك أشد حرمة من الخمر والمنكر.. والأزهر والبرلمان: آراء مختلة وتثير الفتنة إنهم يحرقون "أشجار الميلاد"
كتب كامل كامل – أحمد عرفة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

لا يتوقف السلفيون عن إشاعة أجواء من التشدد والمصادرة على كل شىء، هكذا يتحركون فى المجال العام ويطلقون فتاواهم فى كل مجال وشأن، متناسين حديث الرسول الذى يقول فيه: "إن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق"، وقوله أيضًا: "إن الدين يُسر، ولن يُشادّ الدين أحدٌ إلا غلبَه"، ولكن السلفيين على العكس من النص القرآنى، ظاهره وباطنه، وعلى العكس من الثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتخيلون أنفسهم أكثر متانة من الدين فيوغلون فيه بقسوة وعنف، ويرونه عسرًا وإعسارًا فيشاددونه ويشاددون المؤمنين به، ما يُسفر عن دوران ماكيناتهم على عقول المسلمين ولحومهم، لتستمر فى دورانها منتجة مزيدًا من البغض والتطرف والفتنة ونشر الكره والإكراه.

خلال الأيام الأخيرة، انتشرت فتاوى الكراهية ضد الأقباط قبل أسبوع من حلول "الكريسماس" واحتفالات رأس السنة، إذ أفتى عدد من الدعاة والشيوخ المحسوبين على التيارات السلفية والإخوانية والوهابية، بحرمة تهنئة الأقباط بأعيادهم ومناسباتهم الدينية المختلفة، معتبرين الإفتاء بغير ذلك أشد حرمة من شُرب الخمر وفعل المنكرات والفواحش، فى الوقت الذى رد فيه علماء أزهريون وأعضاء فى مجمع البحوث الإسلامية على هذه الآراء المتشددة الصادرة عن السلفيين على اختلافهم، مؤكدين أنه لا يوجد ما يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، ومستنكرين مثل هذه الفتاوى الشاذة، التى رأوا أنها تدعو للفتنة وإثارة البلبلة.

4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـالعريفى وياسر برهامى (1)
 

مسلسل فتاوى السلفيين المتشددة.. من العريفى وبرهامى إلى لطفى عامر

آخر حلقة فى مسلسل الفتاوى السلفية المتشددة، فتوى محمود لطفى عامر، الداعية السلفى، بحرمانية تهنئة الأقباط فى أعياد الميلاد، معتبرًا من يقول بغير هذا الرأى آثم، مخالفًا بذلك كل فتاوى المؤسسات الدينية الرسمية فى هذا الشأن.

وقال "عامر" فى فتواه: "تهنئة النصارى بأعيادهم حرام حرام حرام، والإفتاء بالجواز أشد حرمة، لأننا فى دولة مسلمة توحد الله وتعبده وحده، وتحترم رسول الله رب العالمين وخاتم النبيين، ومن يفتى بغير ذلك وهو غير مكره فهو خائن لله ولرسوله وللمسلمين، بل خائن للنصارى أنفسهم، لأنه يضللهم ويريد هلاكهم وخلودهم فى النار"، على حد قوله.

وتابع الداعية السلفى المعروف بآرائه المتطرفة، قائلاً: "من أظهر من المسلمين مظهرًا من مظاهر الاحتفال بأعياد النصارى، كشراء ما يسمى بشجرة الكريسماس، أو تبادل التهنئة بهذه المناسبات الشركية، ولو بين المسلمين وبعضهم، فهو آثم، والفتيا بجواز ذلك أشد إثمًا، يا موحدين استحوا واحترموا أنفسكم وعظّموا ربكم وقدّروا رسولكم والتزموا هديه تفلحوا، فتعلموا هديه ولا تأخذوا دينكم ممن باعوه بعرض من أعراض الدنيا"، زاعمًا أن من يفتى بغير ما يقوله يخالف صحيح الدين، ومستطردًا: "احذروا يا مسلمين من مشايخ وكتاب يقدمون لكم دينًا جديدًا، خليطًا ما بين التوحيد والتثليث والشرك والكفر والإيمان، يقدمون لكم إسلامًا بمفاهيم غير المسلمين، ويضللونكم بالربط بين هذا الحق المبين وبين الارهاب، إذ لا علاقة للإرهاب بما أقول".

الفتوى الغريبة والمتشددة للشيخ السلفى لطفى عامر، جاءت بعد أيام قليلة من فتوى أصدرها الشيخ سامح عبد الحميد، الداعية السلفى، أفتى فيها بتحريم شراء ملابس "بابا نويل" فى الكريسماس، وقال "عبد الحميد" فى فتواه: "يجوز تهنئة النصارى بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، والمشاركة فيه هى مشاركة لهم فى شعائر دينهم، ولا ريب أن ذلك حرام ومنكر عظيم".

سبقت هذه الفتاوى فتوى للشيخ محمد العريفى، الداعية السعودى، عبر حسابه على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، وجاءت عبر 11 تغريدة، عرض فيها حكم التعامل مع المسيحيين فى عيد الكريسماس ورأس السنة من وجهة نظره، موجهًا تلك الفتاوى إلى المغتربين فى أوروبا، مؤكّدا من خلالها عدم جواز تقبل الهدايا ولا إهدائها وتبادلها مع المسيحيين، كما منع امتلاك أو صنع شجرة عيد الميلاد، مؤكّدا أنها رمز دينى مثل الصليب. 

مسلسل الفتاوى الشاذة والمستفزة تواصل مع أسماء ووجوه أخرى غير السابقين، وكانت من حلقاته فتوى صادرة من الشيخ ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية بالإسكندرية، أفتى فيها بأن التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشرّ من شرب الخمر وفعل الفواحش، على حد قوله، مضيفًا فى فتوى له بأحد الدروس الوعظية للمجموعات السلفية التابعة له: "التهنئة بالأعياد المرتبطة بالعقيدة أشرّ من شرب الخبر وفعل المنكرات، والملتحون الذين يهنئون الأقباط ليسوا منّا، فليس كل ملتحٍ يُحمل على الدعوة السلفية".

4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـالعريفى وياسر برهامى (2)
 

داعية أزهرى لـ"عامر": لست وصيا على العلماء.. وفتوى التحريم مختلة

وفى إطار الرد على مثل تلك الفتاوى ورفضها، قال الشيخ أحمد البهى، الداعية الأزهرى، موجها رسالة للشيخ محمود لطفى عامر: "أنت لست وصيًّا على العلماء كى تقول لهم أفتوا بذلك أو لا تفتوا به"، موضّحا أن فتواه بشأن تحريم تهنئة المسيحيين فى الكريسماس مختلة، وأن الإسلام لم يمنع تهنئة المسيحيين فى أعيادهم، ولا مانع من إهداء الأطعمة والمشروبات وتبادلها بين المسلمين والمسيحيين فى الأعياد والمناسبات المختلفة، من باب تأليف القلوب.

وأضاف الشيخ أحمد البهى فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع": "الإسلام أقر بجواز تهنئة غير المسلم فى عيده، خاصة لو كان هذا الشخص قد هنأ المسلم فى عيده، كما يجوز التهادى بينهم فى الأعياد، ما دامت هذه الهدايا مباحة كعادة المصريين المسلمين والمسيحيين فى أعياد كلٍ منهم".

4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـالعريفى وياسر برهامى (3)
 
 

نائب بـ"دينية البرلمان": الرسول حثّنا على تهنئة الأقباط ولم يحرم ذلك

وحول فتاوى التحريم نفسها، قال النائب شكرى الجندى، عضو لجنة الشؤون الدينية والأوقاف بمجلس النواب، إن الرسول صلى الله عليه وسلم حثّنا على تهنئة الأقباط ومودتهم، ولم يُحرّم تهنئتهم بالأعياد.

وأضاف عضو اللجنة الدينية بالبرلمان فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أنه من جانب الدين والأخلاق فإن تهنئة الأقباط فى جميع مناسباتهم وتعازيهم، وفى أى قرحة أو مصاب لديهم، أمر ضرورى.

4 فتاوى متطرفة تحرم تهنئة الأقباط بالعيد أبرزها لـالعريفى وياسر برهامى (4)
 

عضو بمجمع البحوث الإسلامية: فتاوى مكررة لنشر الفتنة وإثارة البلبلة

فى السياق ذاته، رد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، على فتوى الداعية السلفى محمود لطفى عامر، قائلا: "الإسلام لم يحرم تهنئة المسيحيين بأعيادهم، بل دعا إلى البر والتراحم معهم، ومثل هذه الفتاوى من شأنها نشر الفتن وإثارة البلبلة فى أوساط الرأى العام المصرى خلال الفترة المقبلة".

ووصف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، الفتوى بـ"المكررة" قبل المناسبات الدينية نهاية كل عام، مؤكّدا أن هذه الفتاوى لا بد من محاسبة أصحابها لمنع إثارة أى فتن، أو تشويه الإسلام بمثل هذه التصريحات، مشيرًا إلى أن الفتوى فى تلك المسائل يجب الرجوع فيها للأزهر فقط، وعلى من يحرّم مثل هذه التهنئة الخروج بدليل قاطع، موضّحا أن الأصل فى الإسلام هو الإباحة، إلا ما ورد بدليل قطعى يثبت الحرمانية.

جدير بالذكر، أن دار الإفتاء المصرية قالت مؤخّرًا، فى بيان صادر عنها، إنه يجب علينا كأبناء وطن واحد أن يهنئ بعضنا بعضًا فى مناسباتنا وأعيادنا المختلفة، وأن ننشر الحب والسلام فيما بيننا، لأننا اليوم بحاجة إلى إشاعة مشاعر التآخى والتلاحم والوحدة الوطنية، ونبذ الشقاق والخلاف، حتى نترك للأجيال القادمة بناءً حضاريًّا إنسانيًّا أساسه الإيمان وعماده العدل وقوته المحبة بين أبناء الوطن.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة