قالت الدكتورة إكرام عدننى مدرسة العلوم السياسية فى أكادير بالمملكة الغربية عضو مشروع منبر الحرية والمركز العربى للأبحاث والدراسات الإنسانية، إن المجتمع المغربى يعانى حالياً من مظاهر التطرف الدينى المجتمعى، والتى تعد ظاهرة جديدة على المغرب.
وأوضحت إكرام عدننى، فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، ضمن مشاركتها فى المؤتمر الدولى "العالم ينتفض: متحدون فى مواجهة التطرف"، الذى نظمته مكتبة الإسكندرية فى الفترة من 17 حتى 19 من يناير الجارى، أن الشباب فى دول مثل المغرب وتونس أكثر توجهًا للالتحاق بصفوف الجماعات الإرهابية، ولقد عانينا كثيرًا فى المغرب من هذا، كما أن هناك مظاهر كثيرة للتطرف الدينى فى المجتمع، وهو أمر جديد على المغرب، فلم نشهد مثل هذه الأمور من قبل، وأصبح هذه المظاهر بمثابة الفيروس الذى نعانى منه جدًا، والأسباب فى ذلك متعددة ومتشابكة، وليس هناك سبب واحد، فليدنا مشكلات مثل الأمية التى تصل إلى نسبة 40% فى المملكة، والفقر والبطالة وعلى مستوى النشأة الاجتماعية ككل، فالأسرة لم تعد دورها المنوط بها، وكذلك المدرسة، فالمناهج الدراسية لا تعطى ما هو متطلب منها لنشأة جيل تربى على الحوار والتسامح، ما يعنى أننا فى العالم العربى كله لا توجد لدينا أرضية ثابتة نواجه من خلالها الإرهاب، أضف إلى ذلك أن قمع حرية الرأى والتعبير أدى إلى بحث الشباب عن الوسائل التى يعبر بها عن نفسه، ومن هنا يسهل الاستقطاب.
ورأت إكرام عدننى أن المقاربة الأمنية على الرغم من أنها حاضرة وبقوة، إلا أنها للأسف لن تكون هى كل الحل، بل هى جزء منه، وما نحتاجه فى هذه الفترة هو الانفتاح على إدراج برامج للتوعية والتركيز على طريقة تغيير فكر الشباب، وتجديد الخطاب الدينى، فالمغرب يعانى من هذه المسألة بشدة، على الرغم من أن الدولة تلعب دورًا كبيرًا فى هذا الإطار، كما أنها منعت رجال الدين من الحديث فى الشئون السياسية نهائيًا.
وقالت الباحثة المغربية إن الموازنة بين الحرية والأمن، معادلة صعبة، فالاثنين لا يلتقيان، لكن من المهم جدًا فى هذا الصدد هو التأكيد على أهمية إعطاء الشباب حرية الرأى والتعبير، فاليوم لدينا فى المغرب من الممكن جدًا أن يتم اعتقال الشباب لمجرد رأى كتبه على أحد مواقع التواصل الاجتماعى، ومن هنا سنجد أنفسنا أمام ضغوط تمارس على الشباب باسم الأمن، وهذا الضغط لا يؤدى إلا للمزيد من انحراف الشباب، وسهولة استقطابهم للجماعات الإرهابية، ومن هنا تتضخم الظاهرة، فالشباب لديهم طاقة ورغبة كبيرة جدًا فى التعبير عن رأيهم.
وأضافت إكرام عدننى: إن التخوف الكبير من الإرهاب أدى إلى ارتفاع الضغط الأمنى، وهنا لابد من التأكيد على أهمية عدم التضييق على الشباب، وممارسة الضغوط عليهم، ولذا فإن المراقبة الأمنية يجب أن تكون بحذر، حتى لا تؤدى إلى نتيجة عكسية، فالشباب بحاجة إلى حوار، ومن هنا يمكن للدولة أن تتوجه إلى الشباب من خلال المنصات التى تجذبهم وتعبر عن رأيهم.