عقب دخول الرئيس الأمريكى الجديد، دونالد ترامب، الحليف المتوقع الأكبر فى تاريخ دولة الاحتلال الإسرائيلى، اليوم السبت، سارع المسئولون الإسرائيليون إلى الترحيب الشديد به، حيث هنأه رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، لتنصيبه رسميا كقائد للولاية المتحدة الأمريكية، متمنيا أن تسود العلاقات الوطيدة بين البلدين.
وأعرب أعضاء فى الحكومة الإسرائيلية عن دعمهم الشديد لخطة نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، التى تعهد ترامب بالقيام بها خلال حملته الانتخابية وبعد فوزه فى نوفمبر الماضى، حسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل".
وبالتزامن مع ذلك، يستعد الجيش الإسرائيلى وباقى الأجهزة الأمنية فى تل أبيب لاحتمال تصعيد فى العنف فى حال قررت الإدارة الجديدة الإلتزام بتعهدها فى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، الخطوة التى أثارت غضب الفلسطينيين والدول العربية وندد بها وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامى.
وفى السياق نفسه، قال وزير البنية التحتية الإسرائيلى يوفال شتانيتس، لإذاعة الجيش الإسرائيلى، إنه يأمل بأن توفى إدارة ترامب بالوعد الذى قطعه الرئيس الجديد فى نقل السفارة الأمريكية.
وأضاف شتاينتس: "نصلى جميعنا أن يدرك ترامب ثقل المسئولية الملقاة على كتفيه وأن يظهر كرئيس شجاع وجدى .. وآمل وأعتقد أنه سيقوم بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس"، موضحا :"من غير المعقول أن تبقى السفارات الأجنبية فى تل أبيب، وعلى الولايات المتحدة أن تكون أول من يقوم بنقل سفارتها إلى القدس، وبعد ذلك ستقوم دول أخرى بالمثل مع الوقت".
الاستعدادات لنقل السفارة
فيما ذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، أن مسئولون من الجيش الإسرائيلى والشرطة وجهاز الأمن العام "الشاباك" عرضوا فى وقت سابق على نتنياهو ووزراء كبار فى حكومته من ضمنهم وزير الدفاع أفيجادور ليبرمان ووزير الأمن العام جلعاد إردان، سيناريوهات قد تنتج عن نقل السفارة، وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلى المسئولين الأمنيين بالاستعداد لاحتمال كهذا من اللحظة التى يتم فيها تنصيب الرئيس الجديد.
ونقلت هاآرتس عن مسئولين إسرائيليين كبيرين مطلعين على القضايا التى تم طرحها خلال الاجتماع قولهما إن نتنياهو والآخرين الذى حضروا الاجتماع وضحوا أنه لا يوجد لدى إسرائيل معلومات مؤكدة عما إذا كان ترامب سيصدر أوامر بنقل السفارة إلى القدس ومتى سيقوم بذلك.
وقال أحد المسئولين إن نتنياهو تحدث مع ترامب هاتفيا عدة مرات منذ الانتخابات، لكنه لم يحصل على إجابة واضحة من الرئيس الجديد حول توقيت نقل السفارة.
وأضاف المسئولان إن هدف الاجتماع كان الاستعداد للتداعيات المحتملة من نقل السفارة، وخاصة على ضوء حملة إعلامية أطلقلتها السلطة الفلسطينية ضد الخطوة، موضحين أن هناك تحريض صريح على العنف من قبل مسئولين فلسطينيين فى الأسابيع الأخيرة بهذا الشأن.
التخوف من هجمات
فيما أبلغ مسئولون من الشاباك والمخابرات العسكرية وقسم المخابرات فى الشرطة الحاضرين فى الاجتماع أنه لا توجد هناك معلومات محددة حول خطط لتنفيذ هجمات أو اضطرابات فى حال تم نقل السفارة.
أحد السيناريوهات التى تم طرحها على الوزراء، بحسب "هاآرتس"، هو أن الخطوة ممكن أن تثير ردود فعل هادئة نسبيا، سيقوم خلالها الفلسطينيون بحصر ردود أفعالهم فى وسائل لإعلام والمجال السياسلا.
رسالة لترامب
بينما كشفت القناة السابعة بالتلفزيون الإسرائيلى، أن رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست، أفى ديختر، بعث برسالة إلى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب، أمس الجمعة، طالبه فيها بالعمل على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة بأقصى سرعة.
ونقلت القناة الإسرائيلية أجزاء من رسالة ديختر جاء فيها: "لا تخف من حماس والجهاد، فهم لطالما هددوا بإشعال الشرق الأوسط ولم يفعلوا شيئا حتى الآن".
ودعى المسئول الإسرائيلى الرئيس الأمريكى الجديد، لعدم التخوف من تهديدات الفلسطينين، قائلا: " سيدى الرئيس افعل ذلك ولا تخف من الفلسطينين والمنظمات الإسلامية، أنت الرئيس الأول الذى سيفعل ذلك".
المعارضة الإسرائيلية ترحب
وفى غضون ذلك، أرسل رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج زعيم "المعسكر الصهيونى" بتحية للرئيس الأمريكى باراك أوباما، الذى ودع منصبه فور تنصيب ترامب، وشكره على صداقته ودعمه لإسرائيل، وأعرب عن ثقته بأن العلاقة الوثيقة بين البلدين ستستمر.
وقال هرتسوج: "أتمنى للرئيس المقبل، دونالد ترامب، حظا موفقا مع بداية ولايته كقائد للعالم الحر"، مضيفا: "أنا على اقتناع بأنه سيواصل الحفاظ على التحالف الاستراتيجى وتعزيزه بين بلدينا، اللذين تجمعهما قيما ومصالح مشتركة، من أهمها الديمقراطية والمساواة والحرية والسعى المستمر نحو السلام والأمن. نحن هنا فى إسرائيل سنسعى جاهدين خلال ولايته إلى التوصل إلى سلام مع جيراننا الفلسطينيين، بالاستناد على مبادئ الأمن والتعاون الإقليمى مع الدول المعتدلة فى الشرق الأوسط المتغير".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة