خالد صلاح يكتب:هل تحب سيناء فعلاً؟ أثبت لى لو سمحت..لماذا نتأخر فى تقديم الأفكار التنموية والمعونات والاستثمارات حتى تقع كارثة تزلزل قلوبنا؟..رد الفعل على ما جرى فى الروضة مدهش..ونحتاج لتحرك دائم دون شهداء جدد

الأحد، 10 ديسمبر 2017 09:00 ص
خالد صلاح  يكتب:هل تحب سيناء فعلاً؟ أثبت لى لو سمحت..لماذا نتأخر فى تقديم الأفكار التنموية والمعونات والاستثمارات حتى تقع كارثة تزلزل قلوبنا؟..رد الفعل على ما جرى فى الروضة مدهش..ونحتاج لتحرك دائم دون شهداء جدد الكاتب الصحفى خالد صلاح

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

مسجد الروضه

كأن الله خلق قرية الروضة يوم أن حصدت البنادق الغادرة أرواح الشهداء فى صلاة الجمعة، سيل من المشروعات والأفكار التنموية والتبرعات والاستثمارات، التى أعلنتها الحكومة لهذه القرية المظلوم أهلها، جرى الإعلان عنها بين يوم وليلة، دماء الشهداء أحيت ضمير الحكومة ورجال الأعمال والمنظمات المدنية لنتذكر هذه القرية السيناوية الفقيرة، تذكرنا أهلها الذين لا يأكلون لحم الضأن، ولا حول لهم ولا شأن، قرية دعونا أهلها إلى الموت ولم ندعهم إلى المجالسة، قرية تذكرنا أنها تستحق الرعاية عندما سحقتها يد الإرهاب، قرية لم تتكلم أبدًا ولم تشك العوز أو تتململ من ضعف البنية التحتية، أو تشكُ البطالة، أو تتظاهر بحثًا لأبنائها عن فرصة عمل، قرية تكلم عنها الموت، ولم تتكلم عنها صفحات الجرائد أو برامج التوك شو.

رد الفعل على ما جرى فى قرية الروضة، مدهش حقًّا، ويبدو لى أنه جميل جدًّا لدرجة أخشى فيها ألا ننفذ شيئا مما وعدنا به الناس على الصعيد التنموى، يقول المثل الغربى (it is too good to be true) أى أنه جميل جدًّا لدرجة تجعله أكبر من أن نصدقه، وأتمنى ألا ينطبق علينا هذا المثل.

لكن المدهش أكثر فى رد الفعل هو ميلاد سؤال موجع أسأله لنفسى الآن وهو: لماذا نتأخر عن قرى سيناء بكل هذه الأفكار والمعونات والاستثمارات والعمل والتنمية والمشروعات حتى تقع كارثة تزلزل قلوبنا، كما جرى فى الروضة، ما الذى جعل كهف الحكومة يفتح أبوابه الصخرية لتخرج منه مبادرات «على بابا» فجأة بعد الطوفان، ولماذا يجب أن يحل علينا الطوفان حتى نكتشف أن بيننا قرية فقيرة وبيوتًا محتاجة وأطفالا بلا مدارس وعائلات بلا مستشفيات وشبابًا بلا فرص عمل؟ ما جرى فى الروضة يؤكد أننا متأخرون جدًّا فى علاج مشكلات القرى الفقيرة خاصة فى سيناء، التى تحتاج حتمًا إلى رعاية خاصة، وإلى تخطيط من نوع مختلف، وإلى عمل حكومى ومجتمعى لا ينقطع.

خذ نفسًا عميقًا ولا تعتبر كلماتى هذه نوبة معايرة للحكومة، فأنا من الذين يعرفون «البير وغطاه»، وكنت سألتزم الصمت لو أن هذه «البير» لم تكشف عن كل هذه المشروعات الزراعية والصناعية بعد أيام قليلة من المأساة، وكنت سألتزم الصمت لو أن رجال الأعمال الذين تبرعوا لمساندة القرية لم يعلنوا بسخاء عن هذه المعونات الكبيرة، المعنى عندى أننا نستطيع المواجهة بعمل منظم بين الحكومة ورجال الأعمال والمنظمات المدنية، ولكننا لا نتحرك إلا بعد أن نسقط فى كارثة أو نفقد عشرات الشهداء، فإذا كنا قادرين على الحشد من أجل التنمية فى سيناء، وإذا كنا قادرين على إنشاء المصانع والمزارع وجمع التبرعات التى تنقذ واحدة من قرى سيناء، فلماذا لا نفعلها الآن مع كل القرى، ولماذا لا نوجه جهودنا جميعًا إلى هذا المسار أملا فى انتصار شامل على الإرهاب، أمنيًا وتنمويًا؟!

الرئيس أمهل الأجهزة الأمنية ثلاثة أشهر للانتصار الشامل، فكم شهرًا نحتاج لنبرهن أننا نقف جميعًا على خط النار فى المواجهة ضد الفزع والموت، وضد الفقر والجهل والبطالة؟

إذا كنا نحب سيناء فعلا، فلماذا نترك قراها فى مواجهة الفزع نترقب الكارثة؟ وإذا كنا نحب سيناء فعلا فلماذا نتأخر حتى يأتى الطوفان؟

إذا كنا نحب سيناء فعلا فيجب أن نثبت ذلك عملاً دون انتظار شهداء جدد فى قرية أخرى، علينا أن نثبت أننا نحبها فعلاً، وكل مليم ننفقه على أرضها هو سيف ضد الموت، وضد التآمر، وضد مشروعات الاستيطان الخبيثة التى تتحرك فى الظلام وتستهدف أرضنا المقدسة.

 لو بتحب سيناء.. أثبت الآن هذا الحب

مصنع اسمنت بسيناء

بدو سيناء

 

p









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة