عقد مجلس النواب الأمريكى جلسة علنية، أمس الاثنين، استمع خلالها لشهادات مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى، ورئيس وكالة الأمن القومى، الأدميرال مايك روجرز حول التحقيقات بشأن تدخل روسيا فى الانتخابات الأمريكية، كما تناولت الجلسة عدة أمور منها صلة حملة الرئيس دونالد ترامب بالروس، ومزاعم تنصت أوباما على برج ترامب.
وفى بداية الجلسة، نفى رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس النواب، ديفين نونيز، حدوث عمليات تنصت على برج ترامب بنيويوك، لكنه قال إن من الممكن أن تكون عمليات مراقبة أخرى قد تم استخدامها ضد الرئيس الأمريكى.
ومن جانبه قال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالى جيمس كومى إنه مع خالص الاحترام لتغريدات ترامب الذى يتهم فيها أوباما، "أنا ليس لدى معلومات تدعم هذه التغريدات، ولقد بحثنا بعناية وطلبت منى وزارة العدل أن أطلعكم بأن الجواب نفسه بالنسبة لها".
وأعلن "كومى" لأول مرة أن مكتب التحقيقات الفيدرالى، كجزء من مهمة مكافحة التجسس، يحقق فى محاولات الحكومة الروسية للتدخل بالانتخابات الرئاسية بأمريكا العام الماضى، وأن ذلك التحقيق المستمر، والذى بدأ فى أواخر يوليو الماضى، يشمل التدقيق فى طبيعة أى صلة بين الأفراد المنتمين لحملة ترامب والحكومة بموسكو، وما إذا كان هناك تنسيق بين الحملة والروس.
ورفض مدير مكتب الاستخبارات الفيدرالى الإجابة عن صلة أفراد بعينهم مقربين من ترامب، تم ذكر اسمهم بالجلسة، كما رفض القول ما إذا كان يجرى تحقيقا عن الرئيس ترامب شخصيا.
بينما زعم المتحدث باسم البيت الأبيض خلال مؤتمر صحفى، أن رئيسى وكالات الاستخبارات لم يجدوا دليل على تواطؤ حملة ترامب والروس، كما أصر على اتهامات ترامب للإدارة الأمريكية السابقة بالتنصت عليه.
وحول استهداف روسيا لنظام الانتخابات الأمريكى، صرح "كومى” بأن روسيا حاولت اختراق قواعد بيانات تسجيل الناخبين الأمريكيين خلال الانتخابات الرئاسية العام الماضى، ولكن ليس أنظمة التصويت، كما أنها لم تغير فرز الأصوات فى الولايات المتأرجحة.
ترامب يكتب تغريدات "غير دقيقة" عن الجلسة
وغرد ترامب عن الجلسة قائلا إن "كومى" و"روجرز" أعلنا أن روسيا لم تؤثر على العملية الانتخابية. ولم تكن تغريدة ترامب دقيقة إذ تمت مراجعتها خلال جلسة مجلس النواب، وعلق "كومى" قائلا إنهما لم يقدما رأيا بهذا الشأن، وليس لديهما معلومات حول تأثير محتمل للتدخل الروسى لأنه خارج إطار عملهم.
وحول جهود الاستخبارات الروسية للتجسس على أمريكا، أفاد "كومى" بأن روسيا تستخدم دبلوماسيين وسياسيين ومواطنين لجمع معلومات عن خصومها.
وعن الاختلاف بين التدخل الروسى فى الانتخابات العام الماضى، وبين الأعوام السابقة، أضاف كلا من "كومى" و"روجرز" أنها كانت تتدخل بشكل "علنى ومزعج" بهدف إضعاف الثقة فى الديمقراطية الأمريكية وتخويف المواطنين.
وأضافا أن الروس نجحوا فى خلق فوضى و"أنهم لم يعنيهم أننا كنا نعلم بالتدخل"، وتابعا أنهما لم يريا من قبل تدفق للمعلومات بذلك الشكل الموسع الذى حدث خلال الانتخابات الرئاسية 2016، مشيرين إلى أنهما يتوقعان أن يكرر الروس ذلك التدخل مرة أخرى خلال الانتخابات القادمة.
كما أشارا إلى أنهما رأيا تدخلا روسيا فى الانتخابات الحالية بأوروبا من خلال انتشار الأخبار المزيفة بشكل واسع والإضرار بأشخاص بعينها.
ومن جانبه، علق الأدميرال روجرز، رئيس وكالة الأمن القومى، بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية لديها الكثير من الأدلة حول تفضيلات وتصرفات ونوايا روسيا، بعد أن أدلى "كومى" بأن الروس يفضلون ترامب، بينما لديهم مشاعر كراهية تجاه كلينتون منذ وقت طويل وأرادوا الإضرار بها.
الديمقراطيون يطالبون بالتحقيق بشأن "فلين"
أما عن صلة مايكل فلين، مستشار الأمن القومى السابق بروسيا، رفض "كومى" الرد على سؤال حول ما إذا قام باطلاع الرئيس السابق باراك أوباما حول اتصالات فلين بالروس.
استقال مايكل فلين فى فبراير الماضى بعد فضيحة اتصالات مع روسيا لم يطلع بها البيت الأبيض. كما ظهر منذ أسابيع أن مستشار الأمن القومى السابق عمل كوكيل أجنبى لشركات أجنبية وقام بأعمال محتمل أن تكون قد أفادت الحكومة التركية ولم يخبر وزارة العدل الأمريكية بذلك الأمر إلا مؤخرا للتسجيل كوكيل أجنبى.
وطالبت تيرى سيويل، العضو بمجلس النواب الأمريكى، خلال الجلسة بفتح تحقيق حول ما إذا تلقى مستشار الأمن القومى السابق مايكل فلين أموالا من قناة روسيا اليوم التابعة لحكومة موسكو
وتلت النائبة الديمقراطية تصريحات لفلين من العام الماضى لمراسل موقع ياهو بأنه لم يتلق أموالا من روسيا، على الرغم من أن لجنة المراقبة بمجلس النواب قالت الأسبوع الماضى إن فلين تلقى تقريبا 35 ألف دولار من قناة روسيا اليوم.
ونفى الأدميرال روجرز مزاعم البيت الأبيض بضلوع مكاتب الاتصالات الحكومية البريطانية GCHQ فى مساعدة الرئيس السابق باراك أوباما للتنصت على ترامب.
فيما طالب الجمهوريون بالجلسة بمعاقبة أى شخص يقوم بتسريب معلومات سرية تضر بالأمن القومى للإعلام.
وأشارت صحيفة الجارديان البريطانية، التى نشرت البث المباشر لجلسة الكونجرس عبر موقعها الإلكترونى، إلى أن الديمقراطيين يستخدمون الجلسة لانتقاد أنشطة ترامب والمقربين منه مع روسيا، بينما يستخدمها الجمهوريون لتسليط الضوء على تسريب المعلومات السرية والتشكيك فى دوافع التحقيق الذى يقوم به مكتب التحقيقات الفيدرالى.