كشف مصادر بالمعارضة القطرية للنظام الحاكم فى الدوحة، تفاصيل العلاقات المتينة بين طهران والدوحة، وكيف تحكم موزة بنت ناصر آل مسند والدة الأمير الحالى تميم بن حمد بن خليفة الثانى، فى كل أركان الإمارة، وكيف سهلت دخول الإيرانيين للإمارة وتحكمهم فى كل صغيرة وكبيرة، بالإضافة لدورها البارز فى "تجنيس" الإيرانيين وتمكنهم من الوظائف الرفيعة بالوزارات السيادية.
وقالت المصادر لـ "اليوم السابع" التى رفضت كشف اسمها خوفا من التنكيل بها، إن أجندة الدوحة بالتقرب لإيران، جاءت مع حمد بن خليفة، منذ اعتلائه الحكم، بعد الانقلاب الذى قاده ضد والده خليفة بن حمد، عام 1995، حيث سمح بدخول الأجانب للبلاد وعلى رأسهم الإيرانيين.
وساهم حمد بن خليفة، الأمير القطرى السابق، فيما يعرف بـ "الاحتلال الأبيض" – كما يطلق عليه المواطنين القطريين – حيث عمل على تهميش دور القبائل العربية ودحرها وتهميش المواطن القطرى الأصلى.
وكشفت المصادر بالمعارضة القطرية، عن عملية التجنيس الممنهجة التى يتبعها النظام القطرى، منذ وصول والد تميم للحكم، مؤكدة أن عملية التجنيس تتم فى قطر حسب المصالح الفردية للأمير القطرى، مشيرة إلى أن أى مسئول رفيع المستوى أو ذا سلطة كبيرة يستطيع أن يجنس ما يشاء.
وقالت المصادر إن الدوحة جنست خلال السنوات القليلة الماضية آلاف الإيرانيين، لإفساح المجال أمام الإيرانيين والسكان الشيعة من أجل إحكام السيطرة عليها من جانب طهران.
وأوضحت المصادر أنه بعد ثورات "الربيع العربى" عام 2011 أصبح النفوذ الإيرانى داخل الدوحة كبير للغاية، وتمكن من مفاصل الدولة وتحولت قطر تدريجيا ذراع طهران فى الخليج والمنطقة العربية كلها.
ويعمل فى وزارة الخارجية القطرية كثير من القطريين من أصول إيرانية وهم يتحكمون فيها، وتم طرد جميع الموظفين القطريين من القبائل العربية، حيث أن معظم هؤلاء الموظفين مجنسين، فى حين أن القطريين الأصليين محرومين من اعتلاء مناصب حساسة أو العمل بالوزارات السيادية.
وأكدت المصادر، أن المجنسين، من ذوى الأصول الإيرانية هم اللذين يتحكمون فى الاقتصاد القطرى، والاقتصاد هو عصب وشريان الدولة والموجه لسياستها، مشيرة إلى أن معظم أصحاب رؤوس الأموال الضخمة من الإيرانيين المجنسين، وأنه قبل وبعد "الربيع العربى" كان لهم دور كبير فى تهميش القبائل العربية، وكل ذلك يحدث تحت حماية "القصر الأميرى" الذى مكنهم من أركان الدولة.
وكشفت المصادر، أن لدى إيران خطط بعيدة المدى وتنفذها على أرض الواقع، مشيرة إلى أن طهران زرعت منذ 50 عاما سكان لها فى عدد من الدول الخليجية لكى يتمكنوا من تلك الدول حاليا وهذا الأمر نجحت فيه بالفعل فى قطر والبحرين، مشيرة إلى أن إيرن عززت من وجود الشيعة فى المنطقة، لافتة إلى أن معظم هؤلاء القطريين من ذوى الأصول الإيرانية ولائهم الأول لإيران وليس لقطر بل كثير منهم يعملون جواسيس لصالح طهران، ولكن النظام الأميرى يغض الطرف عنهم.