بخطى واثقة يسير أمير قطر الجديد مرتديا الزى الرسمى للدولة الخليجية بعدما نزل من على سلم الطائرة التى هبطت بمطار القاهرة الدولى، نحو الرئيس عبد الفتاح السيسي ليصافحه ويعانقه ويسيرا سويا على البساط الأحمر لاستقلال السيارة والتوجه إلى قصر الاتحادية بمصر الجديدة لإجراء مباحثات معه بينما ترفرف الأعلام المصرية والقطرية التى تزين قاهرة المعز من كل جانب.
وفى قصر الاتحادية تبدأ مراسم الاستقبال الرسمية لأمير قطر الجديد الذى أعلن طى صفحة الخلافات مع مصر، وطرد كل قيادات الإخوان من الدوحة واتباع نهج جديدا يقوم على الاحترام والود المتبادل مع الشقيقة الكبرى مصر، وهو ما يتماشى مع سياسة مجلس التعاون الخليجى التى ترفض التدخل فى الشئون الداخلية للدول.
السطور السابقة كانت سيناريو تخيلى للعلاقات بين مصر وقطر فى حالة رحيل تميم بن حمد بن خليفة آل ثانى الداعم الأكبر للإرهاب فى الشرق الأوسط والمنظمات المسلحة وفى مقدمتها الإخوان والقاعدة وداعش، والذى بات قاب قوسين أو أدنى من الرحيل بعد قرابة شهرين من الأزمة التى بدأت منذ أعلنت الدول العربية الداعية لمواجهة الإرهاب الممول من قطر مواجهتها لنظام تميم بن حمد، وفرض عقوبات من شأنها الحد من مصادر تمويل الكيانات الإرهابية.
ترحيل الإخوان
وفى حال رحيله الذى أصبح شبه مؤكدا، سيتخذ الوافد الجديد على السلطة فى إمارة قطر عدة قرارات من شأنها إعادة قطر إلى الصف العربى والخليجى، واحترامها حسن الجوار، فى مقدمتها طرد عناصر تنظيم الإخوان ووقف الدعم الذى يقدمه للتنظيم، لتصبح تركيا الملاذ الأخير للجماعة، ويظل نظام رجب طيب أردوغان الداعم الوحيد للإرهاب فى الشرق الأوسط.
ومع تغيير النظام داخل الدوحة، سيتم إجبار كلا من محمد عبد المقصود وعاصم عبد الماجد وغيرهم من قيادات الإخوان التى تدعو إلى الفتنة وتهاجم الدولة المصرية إلى اللجوء لأنقرة لعلهم يجدون ملاذ أمن لهم ،وربما لن يتحمل الرئيس التركى كل هذا الكم من الإخوان فيرفض استقبالهم.
هزائم مدوية لـ"داعش"
توقف قطر عن دعم التنظيمات الإرهابية سيؤدى بطبيعة الحال إلى تراجع تأثير تنظيم داعش فى سوريا والعراق وليبيا لكون الدوحة تقف فى طليعة الممولين لعناصر التنظيم بهدف إثارة الفوضى وعدم الاستقرار بالمنطقة وهو ما أكد عليه الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال كلمته التاريخية بالقمة الإسلامية ـ الأمريكية فى الرياض، والتى قال خلالها إنه لكى يتم وبشكل نهائى على التنظيمات الإرهابية فيجب فى المقام الأول وقف دعم وتمويل هذه الكيانات التى تنتشر بشكل سرطانى بسبب دعم هذه الدول لها، مؤكدا أن الإرهابى ليس فقط من يحمل السلاح وإنما أيضا من يدربه ويموله ويوفر له الغطاء السياسى والأيدلوجى.
تطهير الدوحة من الاحتلال "الإيرانى ـ التركى"
انتهزت كلا إيران وتركيا فرصة مقاطعة الرباعى الدول لقطر لنشر قواتها العسكرية فى الدوحة بزعم حماية الأسرة الحاكمة فى قطر وعلى رأسها تميم بن حمد والشيخة موزة المسند وخليفة بن حمد وحمد بن جاسم بالإضافة إلى إقامة قاعدة عسكرية تركية بها، وفى حالة رحيل تميم أو التزامه بالمطالب العربية فأن القاعدة العسكرية سيتم إخلاءها، بالإضافة إلى طرد الجنود الأتراك وعناصر الحرس الثورى الإيرانى منها.
الجزيرة.. الرأى والرأى الآخر
وفى حال تغيير رأس السلطة داخل قصر الإمارة، ستلتزم فضائية الجزيرة القطرية بطبيعة الحال بشعارها الذى لا يمت للواقع بصلة فى الوقت الحالى، وتتخلى عن أجندتها القائمة على التحريض وإثارة الفتن داخل الدول العربية، لتتبنى نهجا أكثر مهنية وحرصا على رسالة الإعلام الحقيقية دون إثارة أو تضليل أو تشويه للحقائق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة