"أغلب المسلمين ليسوا أصوليين، وأغلب الأصوليين ليسوا إرهابيين، لكن أغلب إرهابيى اليوم مسلمون" هذه هى الجملة الأخطر فى كتاب "أزمة الإسلام.. الحرب الأقدس والإرهاب المدنس" للكاتب الشهير برنارد لويس، والكتاب يحمل عنوانا فرعيا دالا هو "رؤية المحافظين الجدد واليمين الأمريكى للإسلام المعاصر.
صدرت ترجمة الكتاب التى قام بها حازم مالك محسن عن مؤسسة صفحات للنشر والتوزيع وفيه يرى "برنارد لويس" أن العالم الإسلامى منكفئ على صراع داخلى بصدد الكيفية الفضلى لمعالجة الأوبئة المنتشرة فى العديد من المجتمعات الإسلامية، وحلها حلا نهائيا: أوبئة من قبيل الفقر المنتشر انتشارا مريعا، والتفاوت الاقتصادى الشاسع، وهيمنة حكام مستبدين على السلطة، والعجز عن مجارات الاقتصاديات النامية ومواكبتها.
وبرصده لهذه الأزمات يرى "لويس" أنها تضع العالم الإسلامى بين حلين متناقضين، لا ثالث لهما، معارضة يقوم بها من هم فى دائرة الإسلام، لكنهم ينادون بالنشر السلمى الدائم للحريات الاقتصادية والسياسية، بصفتهما وسيلتا حل هذه المشكلات.
وأما الحل الثانى فهو الذى تتبناه شتى التيارات الأصولية، التى تعزو كل هذه الأمراض والعلل إلى التأثير الحداثى الغربى على العالم الإسلامى، وتعمل على ألا تألوا جهدا فى رد كل ما هو غربى، ويشمل هذا الرد استخدام العنف ضد بلدان الغرب، ومصالحها. كما ترى ممارسة العنف، خصوصا ضد الحكام المسلمين "غير الأتقياء" الذين اعتمدوا طريق الغرب.
ويرى الكتاب أن الأصوليين ينطلقون من فكرة " أن أمريكا تمثل اليوم حضارة دار الحرب، وتجسد قيادتها وقد باتت، مثلها مثل روما وبيزنطة، منحلة ومتفسخة أخلاقيا، وآيلة للسقوط، لكنها على الرغم ن ضعفها "خطيرة".
ويرى "لويس" أن الأصولويين يسعون إلى تأسيس الشريعة الإسلامية والأخلاقيات التقليدية، ويحذر من أن تقرير نتيجة هذا الصراع بين الموالين للغرب والمناهضين لتأثيراته فى العالم الإسلامى ستقرر ما إذا سيختل العالم الإسلامى مكانته بجانب دول العالم ومجتمعاته، أم ستراجع إلى الخلف ويصدم، حتما بالأمم غير المسلمة.
ويجب الإشارة إلى أن نواة هذا الكتاب كانت عبارة عن مقال نُشر فى النيويوركر فى شهر أكتوبر2001 وتم تحديثه وتطويره من مقال مطول إلى كتاب صغير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة