شهدت هيئة الإذاعة البريطانية (بى.بى.سى) BBC اليوم الأحد، ثورة نسائية ضد الفجوة الهائلة فى الرواتب بين الرجال والنساء، حيث دعت عدد من كبار المذيعات فى إدارة الهيئة إلى العمل فورا على سد فجوة الرواتب بين العاملين من الجنسين.
ويزيد راتب مقدم البرامج الأعلى دخلا فى (بى.بى.سى) خمس مرات عما تتقاضاه زميلته الأعلى دخلا فى نفس الهيئة.
وتعد هيئة الإذاعة البريطانية، التى يشاهدها نحو 95% من البالغين فى بريطانيا، ونحو 372 مليون مشاهد فى أنحاء العالم، أحد الأصول الوطنية المهمة لكنها تخضع لرقابة مكثفة بشأن الإنفاق إذ أن تمويلها يأتى من رسوم المشاهدة التى تتلقاها.
ويتقاضى 96 من مقدمى برامج الهواء فى (بى.بى.سى) رواتب لا تقل عن 150 ألف جنيه استرلينى (195555 دولارا) سنويا، وثلثا هذا العدد من الرجال ومعظمهم يتقاضون أكثر من النساء اللائى يقمن بنفس الأعمال.
وقالت أكثر من 40 مذيعة فى رسالة إلى تونى هول مدير عام (بى.بى.سى): "قلت إنك ستسد فجوة الرواتب بحلول عام 2020 لكن (بى.بى.سى) شهدت تمييزا فى الرواتب على مدى سنوات، نطالبك جميعا بالعمل فورا على ذلك".
ولم تكن لدى (بى.بى.سى) الرغبة فى الكشف عن معلومات قالت إنها ستيسر استقطاب المحطات المنافسة للمواهب لكنها رضخت الأسبوع الماضى لطلب حكومى بنشر رواتب كبار العاملين لديها.
وقالت الهيئة، التى بدأت عملها قبل 95 عامًا، إن مقدم البرامج الإذاعية والتلفزيونية كريس إيفانز الذي قدم موسمُا واحدًا من برنامج توب غير، يتصدر القائمة براتب يصل إلى 2.25 مليون جنيه إسترلينى (3.3 مليون دولار) فى 2016/2017".
وفي المقابل، فإن المرأة الأعلى دخلاً فى "بى بى سى" هي مذيعة البرامج الترفيهية كلاوديا وينكلمان التى جنت أقل من نصف مليون جنيه إسترلينى نظير عملها في برنامج "ستريكتلى كوم دانسينج" وغيره.
وتتعرض "بى بى سى" لضغوط منذ سنوات للكشف عن أصحاب الأعلى دخلاً بين صحفييها، وكان التزامها نشر أسمائهم ضمن أحدث تسوية قانونية لها مع الحكومة وتستمر عشر سنوات.
وقال الناطق باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماى، إن ماى سعيدة بقرار "بى بى سى" نشر رواتب كبار الصحفيين العاملين لديها، مشددة على ضرورة سد الفجوة فى الأجور بين الرجال والنساء.
وأشار الناطق، إلى أن ماى ترغب فى أن تستمر «بى بى سى» في نشر المعلومات عن الأجور بعد تعرضها لضغوط للكشف عن كيفية إنفاقها رسوم المشاهدة التي تتلقاها، وقال: «نحن مسرورون للغاية، لأن بى بى سى نشرت هذه المعلومات اليوم، مضيفًا: «كما قال المدير العام تونى هول، إنه عرض معلومات مثيرة للاهتمام بما يتعلق بالفجوة فى الأجور بين الجنسين والتى يرغب فى معالجتها، كما إننا متفقون على أننا جميعاً نريد معالجتها ونعتقد أن النشر أداة مهمة للغاية لتحقيق ذلك".
وتلعب "بى بى سي" دورًا محوريًا فى الحياة العامة فى بريطانيا، إذ تعرض حفلات الزفاف الملكية والأحداث الرياضية وتنقل الأخبار المحلية والمسلسلات الشهيرة على قنواتها التلفزيونية ومحطاتها الإذاعية ومواقعها الإلكترونية.
وأشارت الهيئة، إلى أن 96 من العاملين لديها يتقاضون حاليًا رواتب تفوق 150 ألف جنيه استرلينى (195555 دولارًا) سنويًا، الأمر الذى يساعدها فى المنافسة على المواهب الصحافية الكبيرة مع منافسيها مثل قنوات "آى تى فى سكاى"، وشركات مثل "جوجل" و"آبل". وحوالى ثلثى الأعلى دخلًا فى "بى بى سى" من الرجال.
وكشفت رواتب كبار الصحفيين عن تفاوت مماثل، إذ يحصل مذيع النشرة المسائية الرئيسة على راتب أكبر من زميلته التى تقدم النشرة ذاتها بحوالى 200 ألف جنيه إسترلينى.
وقال هول: "إننا هيئة بث عالمية ونريد توظيف النجوم، نريد توظيف أفضل المذيعين والمراسلين، وإننا فى سوق وهى سوق تنافسية"، ووعد بتحقيق المساواة فى ظهور الرجال والنساء فى برامج البث المباشر وفى الرواتب بحلول عام 2020.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة