بعد أشهر ظل فيها اسمهما المحور الرئيسى لقضية هى الأهم لدى الرأى العام الأمريكى، يلتقى الرئيسين الأمريكى دونالد ترامب والروسى فلادمير بوتين فى اجتماع غير رسمى على هامش مشاركتهما فى قمة العشرين المرتقبة المقرر انعقادها فى مدينة هامبورج الألمانية.
وفى اجتماع هو الأول بين الزعيمين يمكن وصفه بـ"لقاء السحاب"، قالت وسائل إعلام أمريكية فى تقارير لها اليوم إن القمة الاستثنائية من الممكن أن تشكل مستقبل العديد من الملفات الإقليمية والدولية إن لم يكن جميعها بلا استثناء، موضحة أن اللقاء يحظى باهتمام وترقب كبيرين فى الأوساط الأمريكية والعالمية على حد سواء.
وفى تقرير لها اليوم، قالت شبكة "سى إن إن" الاخبارية الأمريكية إن لقاء "بوتين ـ ترامب" يمكن أن يشكل العالم من جديد، مشيرة إلى أن الزعيمان سيلتقيان هذا الأسبوع وجهاً لوجه فى واحد من أكثر الاجتماعات التى يتم انتظارها بحرص كبير بين اثنين من رؤساء الدول منذ سنوات، وسيكون اجتماعا غنيا بالحكايات السياسية والجيواستراتيجية والشخصية.
ففى قمة العشرين المقررة فى ألمانيا، سيلتقى ترامب بالرجل الذى تعتقد وكالات الاستخبارات الأمريكية أنه نفذ مؤامرة استخباراتية كبرى للتأثير على انتخابات الرئاسة العام الماضى ومساعدته على الوصول إلى السلطة.
وعلى مدار السنوات الأربع الماضية، أشاد ترامب ببوتين الذى يراه الأغلبية فى واشنطن كعدو لأمريكا، ووصف ترامب الرئيس الروسى بأنه لطيف للغاية معه، ونفى مزاعمه السابقة بأنهما التقيا من قبل. بينما وصف بوتين نظيره الأمريكى بـ"اللامع والموهوب"، إلا أنه حذر من أن أمريكا فى قبضة شيزوفرينيا سياسية حول ما قيل عن مشاركة ترامب معلومات سرية للغاية مع مسئولين روس كانوا فى زيارة البيت الأبيض.
وأوضحت "سى إن إن" أن الظروف غير العادية والتداعيات السياسية للمحادثات المرتقبة فى هامبروج ستضمن أن هذا اللقاء، وأى مواجهة أمام الكاميرات فى اللحظات الأقل رسمية خلال قمة العشرين، ستكون محل تدقيق شديد.
وقالت الشبكة فى تقريرها : "على ترامب أن يتجنب أى تفاعل مرتجل مع بوتين يمكن أن يصب فى مصلحة مزاعم معارضيه بأنه خاضع إلى حد ما لتأثير الرئيس الروسى فى الوقت الذى يخصص فيه مستشار خاص فيما إذا كان هناك تواطؤ بين حملة ترامب والمسئولين الروس قبل الانتخابات".
ويرى المراقبون الأمريكيون أن السؤال المهم هو أن ترامب سيستغل الاجتماع للشكوى بشأن التدخل فى الانتخابات، فعدم فعله هذا سيمثل خسارة سياسية له فى الداخل حيث سيتهمه معارضوه بالتخلى عن مسئوليته للحفاظ على تكامل الديمقراطية الأمريكية.
من جانبها، قالت صحيفة واشنطن بوست فى افتتاحيتها، الأحد، إن لقاء ترامب وبوتين يستدعى إعداد جيدا وحديثا مباشرا. وكان مستشار الأمن القومى للرئيس ترامب إتش إيه ماكميستر قد قال إنه لا يوجد أجندة محددة للقاء، وأن الرئيس سيتحدث فيما سيرغب فيه، وهو ما رأت الصحيفة أنه ينطوى على مخاطر شديدة.
وذهبت الصحيفة إلى القول بأنه بينما هناك اعتراض غالبا على ما يقوم به بوتين فى الداخل والخارج، فإن المواجهة الشخصية معه يمكن أن تساعد فى تجنب انعدام الثقة والتصورات الخاطئة.. وشددت الصحيفة على ضرورة أن ينحى ترامب إعجابه باتجاهات بوتين جانبا، وأن يواجه الرئيس الروسى بدلا من ذلك بأسئلة صعبة فهذا الاجتماع لا يتعلق بأصدقاء ولكن بأعمال ملحة.
ودعت الصحيفة الرئيس الأمريكى إلى ضرورة أن يوضح أن الولايات المتحدة لن تتسامح إزاء التدخل الروسى فى الانتخابات الرئاسية العام الماضى.
وأوضحت أنه برغم أن هذه القضية صعبة لترامب الذى جنى ثمار التدخل الروسى ويواجها الآن تحقيقا فى هذا الشأن، إلا أنه فى أول جلسة له مع ترامب لا يجب أن يتردد ترامب فى أن يكون حادا. ولا يجب أن يكون متحمسا للغاية فى إعادة مجمعين روسيين استخدم فى التجسس استردتهما الولايات المتحدة فى ديسمبر الماضى عقب العقوبات التى فرضها الريس السابق باراك أوباما ردا على التدخل الروسى فى الانتخابات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة