كما كان متوقعا بدأت الدوحة فى دفع أولى فواتير الارتماء فى أحضان إيران، خاصة فى أعقاب دعوة الدول العربية إلى مواجهة الإرهاب الممول من قطر، فقد بدأ ما كان كامنا فى داخل الأنفس يظهر إلى العلن، وشهدت العلاقات الإيرانية ـ القطرية موجة من المَنْ والأذى.
مطالبة بحفظ الجميل
فقد طالب مسئول إيرانى كبير الدوحة بحفظ الجميل وتذكر دائما أن إيران فتحت أجواءها الجوية أمام الطيران القطرى من دون مقابل مادى رغم الثروة الطائلة التى تتمتع بها الإمارة الخليجية التى تعد أضخم منتج ومصدر للغاز الطبيعى المسال فى العالم، والتى يبلغ احتياطيها النقدى بالإضافة إلى رؤوس الأموال قرب التريليون دولار.
وقال رحمت إله مه أبادى، المدير التنفيذى للمطارات والملاحة الجوية الإيرانية، إن على إيران تذكير الدوحة بضرورة حفظ الجميل لفتح أجوائها أمام قطر، بعد يوم الخامس من يونيو الماضى إذ قررت مجموعة من الدول العربية مطالبة قطر بالكف عن تمويلها الإرهاب ونشر العنف فى الإقليم.
يأتى هذا بينما أعلن رئیس منظمة الطیران المدنی الإیرانی فى وقت سابق من الشهر الحالة عن نمو عبور الطائرات القطریة من المجال الجوی الإیرانی بنسبة 17 بالمائة فى ظل أزمة قطر مع جيرانها العرب.
وتابع علی عابدزاده فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الطلابية "إيسنا" أن للطیران التجاری والمدنی فی العالم یمر عبر منظمة ایکاو التابعة للأمم المتحدة، مدعيا أن المنظمة طالبت إیران بالتعاون مع دولة قطر بعد الحظر الجوی الذی فرض علیها من جانب الدول العربیة.
إيران تفتح أجواءها مجانا
وأشار آبادى فى تصريحات صحفية نقلتها "إيسنا" إلى أن إيران أرادت من فتح أجوائها أمام الطيران القطرى التخفيف من عواقب المقاطعة التى فرضت عليها، ما يعد تحميلا للجميل والدين من طهران للدوحة التى تقف على بعد خطوات من أسوأ عاصفة سياسية فى تاريخها كله.
مه آبادى كشف عن ما تم فى اللحظات الاولى بعد القرار العربى بين المسئولين فى طهران والدوحة، موضحا أن طهران أبلغت الدوحة أنها تريد توسيع العلاقات معها، دون تحقيق أى إيرادات مالية باستخدام الأجواء الإيرانية للخطوط الجوية القطرية، بمعنى أن إيران هى التى بادرت بعرضها على أسرة آل ثانى.
ودعا المسئول الإيرانى الدوحة إلى "عدم نسيان الموقف والدعم الإيرانى.. حتى فى حال تمت تسوية الأزمة مع الدول الخليجية".
وسبق أن أعلن عابدزاده أن قطر تتلقى خدمات الملاحة الجویة فى الارتفاعات العالیة من البحرین وأنها تقع فى إقلیم معلومات الطیران البحرينى وعقب دعوة الدول العربية لقطر للكف عن تمويل الإرهاب فقدت إمکانیة وصولها إلی المناطق الجنوبیة والشرقیة والغربیة وفى ظل هذه الظروف یمکن لمطار الدوحة تسییر رحلاته الجویة فى إقلیم معلومات الطیران الإيرانى واستمرار رحلاته إلی أوروبا وعمان عبر المجال الجوى الإيرانى.
وفى صباح اليوم التالى للتحرك العربى ضد قطر بادرت إيران وأعلنت عن فتح أجوائها أمام الخطوط الجوية القطرية، وذلك بعد يوم من الحظر الجوى السعودى – الإماراتى -البحرينى على خلفية الدعوة العربية إلى مواجهة الإرهاب الممول من قطر.
السلوك الإيرانى كان متوقعا
من جانبه رأى المحلل الإيرانى والخبير فى الشؤون الإيرانية، ميثم بهروش، أن سلوك حكومة الرئيس حسن روحانى تجاه الامير تميم بن حمد كان متوقعا، مضيفا أن إيران عملت فى الأزمة على الاستفادة من قطر لتحسين صورتها المهزوزة فى العالم الإسلامى، فى إشارة إلى الرفض الشامل من جانب المجتمعات الإسلامية للنهج الإيرانى فى الإقليم.
وأشار المحلل الإيرانى الذى يعمل باحثا مشاركا فى مركز دراسات الشرق الأوسط بجامعة لوند فى السويد، والمقيم فى العاصمة السويدية ستوكهولم، فى تصريحاته لـ"اليوم السابع" إلى أنه من الواضح أن النظام الإيرانى يحاول الاستفادة من قطر اقتصاديا فضلا عن المكاسب السياسية الجيو ـ استراتيجية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة