فى عيد ميلاد الفرنسى أوجست رينوار الـ177 صاحب اللوحة الـ5 الأغلى عالميا.. اشتراها يابانى بـ78 مليون دولار ليحرقها مع جثته.. ومزاد سرى أنقذها.. والفنان من رواد المدرسة الانطباعية.. وهواء الجزائر شفاه فى 6 أسابيع

الأحد، 25 فبراير 2018 04:30 م
فى عيد ميلاد الفرنسى أوجست رينوار الـ177 صاحب اللوحة الـ5 الأغلى عالميا.. اشتراها يابانى بـ78 مليون دولار ليحرقها مع جثته.. ومزاد سرى أنقذها.. والفنان من رواد المدرسة الانطباعية.. وهواء الجزائر شفاه فى 6 أسابيع
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

من المؤكد أن الفنان الفرنسى بيير أوجست رينوار (25 فبراير 1841-3 ديسمبر 1919)، والذى تمر اليوم ذكرى ميلاده الـ177، حينما رسم لوحة "بال أو مولا دو لاغاليت" والتى تعرف بأسماء "رقص فى مولان دو لاغاليت" أو "ملهى دو مولان دو لاغاليت" لم يخطر فى باله أن أحدًا سوف يحرص على شرائها من أجل سبب لا يخطر على بال إنسان، وهو أن يتم إحراقها مع جثته بعد موته.

وقبل التعرف على تفاصيل محاولة حرق اللوحة التى تحتل اليوم المركز الخامس فى اللوحات الأغلى على مستوى العالم، علينا أن نتعرف على أهم ملامح حياة الفنان بيير أوجست رينوار.

فى بداية حياته لم يكن يدرك أوجست رينوار أنه سوف يعد من أحد رواد المدرسة الانطباعية فى الفن، كل ما كان يهمه هو ممارسة شغفه فى تصوير الملامح البشرية ومشاهداته من الحياة العامة، وبخاصة تلك التى تعبر عن السعادة، ولهذا شرع فى تطبيق هويته على الخزف الصينى فى بادئ الأمر.

بيير أوغست رينوار
 

بين الهواية وزيارة متحف اللوفر والإطلاع على لوحات أعظم الفنانين، تولدت بداخله رغبة فى دارسة الفن، ومن هنا التقى بمجموعة من الفنانين ممن كان لهم أثر كبير عليه، مثل ألفرد سيسلى، وفريدريك بازيل، وكلود مونيه، خلال دراسته عند الفنان شارلز جلاير عام 1862.

كغيره من أعظم الفنانين فى العالم، عانى أوجست رينوار فى بداية حياته، حتى وصل به الحال إلى أنه فى أحد الأيام لم يجد معه أموالاً تمكنه من شراء أدوات للرسم، كان ذلك خلال عام 1860، وتوالت الضربات عليه، فلم ينجح معرضه الأول عام 1864، وظل على هذا الحال لفترة طويلة.

إيمان أوجست رينوار بنفسه، وبفنه، جعل عشاق الفنان يبحثون عنه بعد عشر سنوات من افتتاح أول معرض له، تحديدًا فى 1874، وهنا شعر بالتقدير لفنه بعد هذه الرحلة الطويلة من المثابرة، وتمت عرض 6 لوحات له فى المعرض الأول للمدرسة الانطباعية، وفى نفس العام وضع له لوحتان م دوراند رويل فى لندن.

ولأن روح الفنان تواقة للبحث والترحال، تعددت رحلات أوجست رينوار، حتى استقرت حيث أحب قلبه وعينه، فى الجزائر، عام 1881، ثم إلى مدريد ليتعرف على لوحات دييجو فيلاثكيت، وإلى إيطاليا لمشاهدة لوحات رفائيل فى روما.

بعد تعرضه لأزمة حادة نتيجة للإصابة بالالتهاب، استقر فى أوجست رينوار فى الجزائر؛ لهوائها الذى أحبه، وتماثل فى الشفاء بعدما مكث فيها 6 أسابيع، وخلالها التقى بالملحن ريتشارد فاجنر، فى صقلية، وقام برسمه فى 35 دقيقة فقط.

كان الرسم بالنسبة له كضرورة الهواء لجسد الإنسان، ففى شهر واحد قام برسم 15 لوحة، فكل ما كان يمر أمام عينيه تنقله ريشته، مناظر طبيعية، نقطة خبر سقطت فى كوب ماء، شواطئ، جبال، منحدرات.. إلخ.

بيير أوجاست رينوار
 

فى عام 1890 تزوج أوجست رينوار من ألين فيكتورين، وكانت تعمل موديل رسم، ومن هنا رسمها "رينوار" فى أكثر من لوحة تعبر عن حياتهما اليومية، كما ظهر أطفاله الثلاثة فى أكثر من لوحة، وكذلك ممرضته، وابن عم زوجته، وكما يقول المثل المصرى "ابن الوز عوام" فإن أبناء أوجست رينوار لم يكن أحد منهم بعيدًا عن الفن، فقد كانت لهم مواهبهم الخاصة مثل أبيهم، والتى تعلقت بالمسرح والإخراج والتمثيل.

وتتميز لوحات أوجست رينوار بقوة وروعة الألوان، فهى مشبعة بالألوان وقوية من حيث الجمع بين التضاد، وتحديدًا بين الضوء والظل، وهى السمات التى تميز المدرسة الانطباعية، ولأن طبيعة الفنان تميل إلى التغيير وتتخذه عقيدة، فإن "رينوار" الذى أنتج آلاف اللوحات وتم بيعها فى العالم، حينما وجد نفسه متأثرًا بأعمال آنغر (1884-1887) وجد بداخله اهتمامًا بتصوير المشاهد الحسية، فقام برسم لوحات تظهر فيها النساء عاريات، ومن أشهر ما رسم لوحة "فتيات أمام البيانو" عام 1892، و"غابرييل صاحبة الوردة" عام 1911، و"المستحمات" 1918.

وكما ذكرنا من قبل، كان أوجست رينوار مثالاً لمن وهب أنفاسه للرسم والفن، ففى أواخر أيام حياته بعدما عانى من التهاب المفاصل، وأصبح جليس "مقعد متحرك"، أصر على زيارة متحف اللوفر، ربما كان يعلم أن هذه ستكون النظرة الأخيرة، ففى عام 1919 رحل عن عمر يناهز الثامنة والسبعين.

بال أو مولا دو لاغاليت
 

قصة لوحة بال أو مولا دو لاجاليت للفنان أوجست بيير

فى أواخر القرن التاسع عشر، كان الباريسيون من الطبقة العاملة، يحرصون على أناقة ثيابهم خاصة فى أوقات الرقص واحتساء الشراب وتناول الجاليت فى المساء، وهو نوع من الكعكات الفرنسية التى تمتاز بكونها هشة.

وفى عام 1876 قام الفرنسى بيير أوجست رينوار برسم هذه اللوحة التى تجسد الأجواء الاحتفالية فى طاحونة مولان دو لاجاليت فى مقاطعة موماجتر شمالى باريس، وقام أوجست رينوار برسم اللوحة مرة ثانية ولكن فى حجم أصغر من الأولى، وظلت ضمن مجموعة ملكية خاصة.

وفى 17 مايو عام 1990 قامت أرملة أوجست رينوار ببيع اللوحة مقابل 78 مليون دولار أمريكى، فى مزاد سوذبيز فى نيويورك إلى ريوى سايتو، والذى كان يشغل حينذاك منصب الرئيس الفخرى لشركة دايشو لصناعة الورق فى اليابان، وكانت أغلى لوحة تم بيعها فى ذلك الوقت، إضافة إلى لوحة بورتريه "دكتور جاخت" والتى اشتراها "سايتو" فى نفس المزاد.

وفى عام 1991 أشعل ريوى سايتو موجة غضب حينما أعلن عن نيته فى حرق اللوحتين مع جثته حين وفاته، على الرغم من تعرضه لأزمة اقتصادية مع الشركاء، الأمر الذى دفع المصرفيين إلى القيام بحجز اللوحتين كضمان للقروض وترتيب مزاد سرى للوحتين عبر دار مزاد سوذبيز أيضًا، وقام بشرائهما مشترٍ لم يتم الكشف عن هويته، ويعتقد بأنه جامع لوحات من سويسرا، ويتم عرض هذه اللوحة الآن متحف أورسيه فى باريس.









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة