رحلة الرواية الفلسطينية داخل جائزة البوكر فى اليوم الوطنى للثقافة.. 11 كاتبا و14 رواية.. إبراهيم نصر الله الأكثر تدوينا.. وربعى المدهون يظفر بالمركز الأول.. و110 آلاف دولار حصيلة 6 دورات

الثلاثاء، 13 مارس 2018 05:47 م
رحلة الرواية الفلسطينية داخل جائزة البوكر فى اليوم الوطنى للثقافة.. 11 كاتبا و14 رواية.. إبراهيم نصر الله الأكثر تدوينا.. وربعى المدهون يظفر بالمركز الأول.. و110 آلاف دولار حصيلة 6 دورات ربعى المدهون أول كاتب فلسطينى يفوز بجائزة البوكر للرواية العربية
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

فى الثالث عشر من مارس من كل عام، تحتفل دولة فلسطين الشقيقة، باليوم الوطنى للثقافة الفلسطينية، تزامناً مع الاحتفال بذكرى ميلاد الشاعر الفلسطينى محمود درويش (13 مارس 1941 - 9 أغسطس 2008)، والذى يعد أحد أهم أصوات الحركة الشعرية الفلسطينية، وفى العالم العربى.

 

الشعر ليس وحده من يجسد ويعبر عن روح الثقافة الفلسطينية فى هذا اليوم الوطنى، بل هناك العديد من الفنون التى تكمل هذه الصورة، وتجدد من روحها دوما دون أى توقف من أبناء فلسطين، ومن بين هذه الفنون، الرواية، وإذا ما ذكرت الرواية، حلقت فوق الأذهان سحب الجائزة العالمية للرواية العربية البوكر.

 

رواية ماء السماء لـ يحيى يخلف
 

رواية ماء السماء لـ يحيى يخلف

فى الدورة الأولى لجائزة الرواية البوكر عام 2008، لم تصل الرواية الفلسطينية، لكنها وصلت فى الدورة الثانية، عام 2009، من خلال رواية "ماء السماء" للكاتب يحيى يخلف، التى وصلت للقائمة الطويلة فقط، وفى روايته كان يروى حكاية الفلسطينيين زمن الخروج الكبير، مسجلا عذاباتهم، وبؤسهم وسعيهم لاستعادة كرامة العيش والوقوف مجدداً بعد الهزيمة التى قوضت عالمهم، حيث تأمل تلك السنوات التى امتدت بين نكبة 48 وهزيمة 67 وشهدت بزوغ الثورة الفلسطينية فى ستينات القرن الماضى من أعماق المخيم.

 

رواية زمن الخيول البيضاء لـ إبراهيم نصر الله
 

رواية زمن الخيول البيضاء لـ إبراهيم نصر الله

وفى نفس الدورة، 2009، وصلت رواية "زمن الخيول البيضاء" للكاتب إبراهيم نصر الله، إلى القائمة القصيرة، وهى رواية أجيال ملحمية الأبعاد، ويتتبع فيها الكاتب تاريخ قرية فلسطينية واحدة وتركيزه على ثلاثة أجيال من أسرة فى عينها فى تلك القرية، مجسدا مأساة شعب كامل عبر عصور الحكم العثمانى والانتداب البريطانى وصولاً إلى اكتمال النكبة وما بعد النكبة.

 

رواية أصل وفصل لـ سحر خليفة
 

رواية أصل وفصل لـ سحر خليفة

أما عن الدورة الثالثة 2010، فقد وصلت إلى القائمة الطويلة رواية "أصل وفصل" للكاتبة الفلسطينية سحر خليفة، وفيها حاولت الغوص فى أعماق المجتمع الفلسطينى لفهم الخطابات المتداخلة التى شكلت هويته، فقدمت تفاصيل حياة الأفراد لتكشف الطبقات المعرفية التى شكلت نسيج المجتمع الفلسطينى، معتمدة على على التفاعل بين الذات العربية والآخر، سواء أكان الآخر هو "اليهودى" (الإسرائيلى فيما بعد) أم البريطانى أم حتى المختلف فى المرجعية الثقافية، مشيرة فى الوقت نفسه إلى وضع النساء ووقوعهن بين مطرقة التقاليد وسندان التحديث فى سياق الاحتلال.

 

رواية من يؤنس السيدة العجوز لـ محمود الرماوى
 

رواية من يؤنس السيدة لـ محمود الرماوى

كما وصل فى هذه الدورة الكاتب الفلسطينى محمود الرماوى، إلى القائمة الطويلة، عن رواية "من يؤنس السيدة؟"، وفيها يروى لنا حكاية الأرملة الفلسطينية أم يوسف، التى لا تجد من يؤنس وحدتها إلا جارتها أم عونى، صديقة العمر الحميمة، وتلك السلحفاة الغريبة التى عثرت عليها فى الشارع وكادت تدوسها.

 

تصبح السلحفاة الشغل الشاغل للسيدة العجوز وهوسها الأوحد: هل يقول الناس إنها جنت؟ هل تربيتها حلال؟ هل يقبل أولادها هذا الحيوان الصغير حين يزورونها؟، ويراوح الكاتب بين صوت الراوى العليم بوساوس العجوز، وصوت جارتها الشاهدة على ضعفها وفقدانها لعقلها، وصوت السلحفاة الرزينة.

 

رواية عندما تشيخ الذئاب لـ جمال ناجى
 

رواية عندما تشيخ الذئاب لـ جمال ناجى

وفى نفس هذه الدورة، 2010 وصل إلى القائمة القصيرة روايتين، الأولى بعنوان "عندما تشيخ الذئاب" للكاتب الفلسطينى جمال ناجى، وفى هذه الرواية اعتمد الكاتب على تعدد الوجوه والأصوات، التى تروى أحداثا ومشاهد تتكرر وتختلف وتتنامى من شخصية إلى أخرى، مصورًا هشاشة البشرية والتعالق المعقد بين الجنس والدين والسياسة، ليقدم لوحة حية عن عوالم الوعاظ والجمعيات الخيرية والساسة، وأسرار الارتقاء الاجتماعى من الحارات الفقيرة إلى مراكز السلطة والثراء فى عمان.

 

رواية السيدة من تل أبيب لـ ربعى المدهون
 

رواية السيدة من تل أبيب لـ ربعى المدهون

كما وصلت رواية "السيدة من تل أبيب" للكاتب الفلسطينى ربعى المدهون، وفيها يتناول الكاتب قضية الصراع الفلسطينى / العربى / الإسرائيلى ويختار لحظة مشحونة بالهواجس والتوتّر والريبة حدّ الانفجار.

 

وفى هذه الرواية قدم لنا الكاتب البطلان: وليد دهمان العائد من مغتربه الأوروبى بعد سنين طويلة لزيارة أهله فى غزة عبر مطار بن غوريون فى تل أبيب، والإسرائيلية دانا أهوفا التى تشاء المصادفات أن تجلس فى المقعد المجاور لمقعده. هكذا يبدأ التماس بينهما، وما يشبه الحوار المتقطّع الذى يأخذ القارئ إلى أصقاع نائية فى الذاكرة والتاريخ والذات البشرية. رواية تحاول مقارنة الحقيقة فى تعقدها ولبسها وغموضها، ولا تركن إلى أحكام أيديولوجية جاهزة.

 

رحلة خير الدين بن زرد العجيبة لـ إبراهيم زعرور
 

رحلة خير الدين بن زرد العجيبة لـ إبراهيم زعرور

وبعد هذه الدورة، غاب صوت الرواية الفلسطينية تماما عن الدورة الرابعة 2011، ولم يظهر مجددًا إلا فى الدورة التى تليها، حيث ظهر الكاتب إبراهيم زعرور، فى الدورة الخامسة 2012، بعدما وصلت روايته "رحلة خير الدين بن زرد العجيبة"، إلى القائمة الطويلة، وفيها نتابع سائق شاحنة خضر مأجور يرث خمسة وعشرين مليون دولار ولا يصدق أنه سيصبح ثرياً لكنه يكتسب حسا بالأهمية والأنا. يعترف به الأقرباء الأثرياء فى العائلة بعد تجاهل طويل٬ لكن مفاجأة تنتظره حين يقصد الدائرة الرسمية ليحصل على الإرث.

 

رواية يافا تعد قهوة الصباح لـ أنور حامد
 

رواية يافا تعد قهوة الصباح لـ أنور حامد

وفى الدورة السادسة 2013، وصل الكاتب أنور حامد، إلى القائمة الطويلة عن رواية "يافا تعد قهوة الصباح"، والتى تدور أحداثها فى مدينة يافا الفلسطينية وقرية بيت دجن القريبة منها فى أربعينيات القرن الماضى.

 

وفى هذه الرواية لا يأخذنا الكاتب إلى للحديث عن الرحيل والمهجرين ومخيمات لجوء بل عن الأسواق والحمامات التركية والرحلات العائلية إلى شاطئ طبريا وسهرات فى ملاه ليلية. لا تغزو أجواءها استعدادات الحرب وأصوات الرصاص بل سهرات رمضانية وزيارات أعياد الميلاد٬ تقاليد الأعراس وطقوس حياة المدن والقرى٬ بتفاصيلها اليومية الصغيرة٬ بتقاليدها وروتينها٬ بأعيادها ومواسمها.

 

يتقاسم الحضور عبر مشاهد هذه الرواية إقطاعيون وفلاحون٬ أميون وخريجو جامعات راقية٬ مسلمون ومسيحيون ويهود٬ مثقفون وبلطجيون٬ نساء يلتزمن المطبخ وفتيات يطمحن إلى التحليق. هى حياة تحررت من الذاكرة٬ ومشاوير عادت للأرصفة وحكايات انبعثت فى المقاهى. يافا نفضت عن شاطئها الليل كى تعد قهوة الصباح.

 

رواية قناديل ملك الجليل لـ إبراهيم نصر الله
 

رواية قناديل ملك الجليل لـ إبراهيم نصر الله

وفى نفس الدورة السادسة، وصل الكاتب إبراهيم نصر الله عن روايته "قناديل ملك الجليل" إلى القائمة الطويلة، وفيها يأخذنا إلى القرن الثامن عشر٬ وعلى ضفاف بحيرة طبرية وفى جبال الجليل والناصرة وعكا٬ حيث بدأ رجل من عامة الناس رحلته٬ نحو أكبر هدف يمكن أن يحلم به رجل فى تلك الأيام: تحرير الأرض وانتزاع الاستقلال وإقامة الدولة العربية فى فلسطين٬ متحديا بذلك حكم أكبر دولة فى العالم آنذاك الدولة العثمانية وسطوتها المنبسطة على ثلاث قارات: أوروبا وآسيا وأفريقيا. كان اسمه: ظاهر العمر الزيدانى وقد امتدت حدود دولته من فلسطين إلى كثير من المناطق خارجها.

 

وفى هذه الرواية يغطى إبراهيم نصر الله 86 عاما (1689-1775) عابرة التاريخ ومضيئة له بشخصيات حقيقية وأخرى متخيلة٬ متنقلة بين فلسطين وسورية والأردن ومصر ولبنان وإسطنبول٬ ومتأملة التاريخ الروحى لمنطقة فلسطين٬ ومعيدة فى آن الاعتبار لقائد تاريخى فريد٬ فى فهمه لقيم الكرامة والعدالة والتحرر والحق فى الحياة٬ والتسامح الديني٬ الذى يصل إلى درجة من الاتساع والنبالة حدا غير مألوف.

 

رواية شرفة الهاوية لـ إبراهيم نصر الله
 

رواية شرفة الهاوية لـ إبراهيم نصر الله

وفى الدورة السابعة، 2014، وصلت رواية "شرفة الهاوية" للكاتب الفلسطينى إبراهيم نصر الله، إلى القائمة الطويلة، مقدما فيها وضعاً عربياً تمتزج فيه الطموحات المشروعة بغير المشروعة والمعاناة الفردية بالجماعية من خلال ثلاث شخصيات ترتبط بعلاقات فيما بينها، هى الوزير السابق ذو الممارسات الفاسدة وزوجته المحامية التى تقيدها صلتها بالوزير والأستاذ الجامعى الذى تأسره مصلحته لخدمة الوزير أيضاً ويسعى فى الوقت نفسه لتحقيق أحلامه بالحب من خلال مغامرات تشبكه بزوجة الوزير. ويتقاطع هذا كله مع المتغيرات العربية بعد الربيع العربى الذى يزحف بالجميع إلى شرفة الهاوية.

 

رواية حياة معلقة لـ عاطف أبو سيف
 

رواية حياة معلقة لـ عاطف أبو سيف

وفى الدورة الثامنة، 2015، وصلت رواية الكاتب الفلسطينى عاطف أبو سيف "حياة معلقة" إلى القائمة القصيرة، والتى يكشف فيها الكثير من تفاصيل الحياة فى غزة، كما يتم استدعاء يافا موطن اللاجئين عبر استرجاعات زمنية ومفارقات سردية وحكايات متداخلة ترسم بصورة مفصلة عالما مدهشا تتفاعل شخوصه وتتجادل وتصارع لإعادة تركيب لمفهوم الهوية والبطولة والحياة.

 

رواية مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة لـ ربعى المدهون
 

رواية مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة لـ ربعى المدهون

وعلى الرغم من أن الكاتب إبراهيم نصر الله، كان من بين أكثر كتاب الرواية الفلسطينية ظهورًا فى تاريخ الجائزة، إلا أنه فى الدورة التاسعة، فاز الكاتب ربعى المدهون بجائزة البوكر فى 2016، عن "روايته مصائر: كونشرتو الهولوكوست والنكبة"، وقالت عنها لجنة تحكيم الجائزة: هذه الرواية تضيف إلى السرد الفلسطينى أفقا غير معهود سابقا ويمكن وصفها بالرواية الفلسطينية الشاملة تتناول فى آن مأساة فلسطين من جوانبها كافة.

 

تقع الرواية فى أربعة أقسام، يمثل كل منها إحدى حركات الكونشرتو وحين يصل النص إلى الحركة الرابعة والأخيرة، تبدأ الحكايات الأربع فى التوالف والتكامل حول أسئلة النكبة، والهولوكوست، وحق العودة.

 

إنها رواية الفلسطينيين المقيمين فى الداخل الذين يعانون مشكلة الوجود المنفصم وقد وجدوا أنفسهم يحملون جنسية إسرائيلية فُرضت عليهم قسرا.

 

وهى رواية الفلسطينيين الذين هاجروا من أرضهم إلى المنفى الكبير ثم راحوا يحاولون العودة بطرق فردية إلى بلادهم المحتلة. إنها رواية فلسطين الداخل والخارج.

 

رواية ترانيم الغواية لـ ليلى الأطرش
 

رواية ترانيم الغواية لـ ليلى الأطرش

كما وصلت فى نفس هذه الدورة الكاتبة ليلى الأطرش، إلى القائمة الطويلة عن رواية "ترانيم الغواية" وتدور حول راوية أبو نجمة مخرجة الأفلام الوثائقية تعود بتصريح زيارة خاص إلى القدس التى عرفتها قبل هزيمة 1967 لتدبير أمور عمتها العجوز الوحيدة، وهدفها الخفى تصوير فيلم عن حياة الناس.

 

ومن خلال ذاكرة العمة، وصديقتها زوجة سادن الحرم، والصور والوثائق يتكشف ما خفى فى قصة العشق المحرّم التى عاشتها العجوز يوما مع الخورى مترى الحداد. تكشف أوراق الخورى أيضا عن مشاركته فى النزاع مع البطريركية الأرثودكسية اليونانية من أجل تعريب الكنيسة، وهبة المسلمين فى القدس بزعامة مفتى الديار لمناصرة العرب النصارى فى هذا الصراع. وترصد تطور القدس الاجتماعى وصراع الأقوام عليها. نتعرف على القدس فى زمن العثمانيين والانتداب على مدى ما يزيد على مائة سنة منذ أواخر القرن التاسع عشر حتى ما بعد الاحتلال الإسرائيلى. إنها رواية البشر فى أزمنة التحولات الكبرى، الأخلاقية والسياسية والاجتماعية.

 

رواية مديح لنساء العائلة لـ محمود شقير
 

رواية مديح لنساء العائلة لـ محمود شقير

كما وصل إلى القائمة القصيرة فى نفس الدورة 2016، الكاتب الفلسطينى محمود شقير، عن رواية "مديح لنساء العائلة"، وفيها يقدم لنا نساء عشيرة "العبد اللات" على سلوك رسمية التى ارتدت السروال الداخلى القصير ورافقت زوجها إلى سهرة، مثلما لم يسكتن عن نجمة التى خلعت الثوب الطويل وارتدت الفستان بعد مغادرتها رأس النبع وإقامتها فى المدينة.

 

سناء أيضا، الموظفة فى بنك، لقيت نصيبها من مر الكلام بعد أن نزلت مياه البحر ولوحت الشمس بياض ساقيها. كل ذلك ووضحا، سادس زوجات منان، كبير العشيرة، لا تزال تتوجس من الغسالة والتلفزيون المسكونين بالعفاريت. هؤلاء هن نساء العبد اللات. من خلالهن، وتكريما لهن، يكتب محمد بن منان تاريخ العشيرة التى هاجرت قبلا من باديتها وتستعد اليوم لهجر بداوتها. إنه عصر التحولات السياسية والاجتماعية بعد النكبة، وطفرة الحداثة، وبذور الصراع التى بدأت تنمو فى فلسطين الخمسينيات.

 

ربعى المدهون الفائز بجائزة البوكر للرواية 2016
 

نصيب الرواية الفلسطينية فى القائمة القصيرة لجائزة البوكر (110 آلاف دولار أمريكى)

دورة 2009 رواية زمن الخيول البيضاء للكاتب إبراهيم نصر الله

دورة 2010 رواية عندما تشيخ الذئاب للكاتب جمال ناجى

دورة 2010 رواية السيدة من تل أبيب للكاتب ربعى المدهون

دورة 2015 رواية حياة معلقة للكاتب عاطف أبو سيف

دورة 2016 رواية مصائر كونشرتو الهولوكوست والنكبة لـ ربعى المدهون، وفازت بالجائزة

دورة 2016 رواية مديح لنساء العائلة للكاتب محمود شقيرة









الموضوعات المتعلقة


مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة