يلتقى منتخب نيجيريا وايسلندا اليوم، الجمعة، ضمن مباريات كأس العالم 2018، المقام فى روسيا، ويسعى ورثة الكاتب الروائى النيجيرى تشينوا أتشيبى، مؤسس الرواية الإفريقية الحديثة لتحقيق النصر الأول فى المونديال.
وفى هذا السياق، نقدم لعشاق الساحرة المستديرة، وجمهور القراءة، كتاب "الهندى الأحمر الأيسلندى .. سيرة مجنون"، الصادر عن دار العربى للنشر، فى القاهره، وهو كتاب عن عمدة أيسلندا السابق جون جنار.
وفى كتاب "الهندى الأحمر الأيسلندى"، يحكى جون جنار عن حياته منذ أن كان طفلًا. المميز فى هذه السيرة الذاتية هى أنها تعطى إحساسًا بأنها رواية، راويها طفل صغير، وليس رجلًا كبيرًا، وهو سبب من ضمن أسباب شعبية الكتاب الكبيرة. المميز فيها كذلك هو أسلوب الحكى، فعند القراءة ينجح "جنار" فى جعلك تستمتع بحكايات من طفولته ويعطيك إحساسا بأن ما تقرأه لم يحدث بالفعل، ولكن المثير فى الأمر، أن كل ما يحكيه حدث حقًا وكان سببًا فى تكوينه وجعله ما هو عليه اليوم.
ولد جون جنار فى يناير عام 1967، وهو ممثل أيسلندى كوميدى، وسياسى. كان عمدة ميدنة ريكيافيك، عاصمة أيسلندا، من الخامس عشر من يونيو عام 2010، وحتى السادس عشر من يونيو عام 2014.
على عكس رئيس الوزراء الأيسلندى ورجال حزبه، هناك جون جنار، الممثل الكوميدى الذى أسس "الحزب الأفضل"، ورشح نفسه لانتخابات العمودية عام 2010، والمدهش فى الأمر هو فوزه بعمودية مدينة "ريكيافيك"، العاصمة الأيسلندية، والمدهش أكثر هو دهشته لفوزه، فقد كان الهدف وراء انضمامه للانتخابات هو السخرية من السياسيين الأيسلنديين الذين تسببوا فى حدوث الأزمة المالية فى أيسلندا، ولكن حدث ما أرعبه وأرعب النظام الأيسلندى، حيث فاز بالانتخابات ليصبح عمدة ريكيافيك، وفى ليلة فوزه قال، "لماذا أسبب المشاكل لنفسى دائمًا؟".
حزبه أو "الحزب الأفضل" بدأ كمزحة فى برنامجه التليفزيونى الساخر والذى وصفه بأنه "ليس حزبًا سياسيًا ولكنه مجموعة ديمقراطية مستقلة قائمة بذاتها، تقوم على أساس من المصداقية والأمانة والتعاطف، والتواصل المسالم مع الآخر، والمرح".
كان من المفترض أن يتحول الأمر إلى كارثة، فـ"جنار" ليست له خلفية سياسية. فعلى سبيل المثال، أثناء حملته الانتخابية قابل عمدة مدينة ريكيافيك ولم يتعرف عليها. وفى كتابه "الهندى"، كتب يقول، "اخترنا أكثر رمز قبيح ليمثل الحزب، ألوانه كريهة غير متناسقة". وعلى غير المتوقع استمرت شعبيته فى الارتفاع.
ولدهشة الجميع ولدهشته هو شخصيًا، ما إن فاز بالعمودية حتى بدأ بتنفيذ وعوده التى قطعها للناس بالفعل. من ضمن هذه الوعود، توفير الفوط المجانية فى كل حمامات السباحة العمومية، كما قام بتخفيض المصاريف المدرسية، وتحسين المستوى المعيشى للعمال، ولكن على الرغم من هذا عبَّر الكثيرون عن ضيقهم لأنهم ظنوا أنه سيجعل المدينة أكثر مرحًا.
فى المقابل لدينا، مؤسس الرواية الإفريقية الحديثة، روائى نيجيريا الأشهر تشينوا أتشيبى، (16 نوفمبر 1930 - 21 مارس 2013) وهو أول روائى بارز من القارة السوداء كتب بالإنجليزية.
ركز تشينوا أتشيبى فى كتاباته على ما تخلفه الإمبريالية البريطانية فى المجتمعات الإفريقية، وهو ما وصفه فى رواية "الأشياء تتداعى" أو "عندما ينهار كل شى" التى صدرت عام 1958، ففى هذه الرواية يرصد انهيار القبلية التقليدية فى وجه الاستعمار البريطانى فى نيجيريا.
إضافة إلى ذلك قام تشينوا أتشيبى بتحليل العلاقات الأسلوبية بين الأدبين الأفريقى والإنجليزى، الأمر الذى جعل أعماله تستحوذ على اهتمام النقاد.
ومن روايات تشينوا أتشيبى: سهم الرب 1964م، ابن الشعب 1966م، كثبان السافانا 1987م. كما أصدر أتشيبى كذلك قصصًا قصيرة وكتبًا للأطفال، كما اشتهر ناشرًا وناقدًا.