تحظى الألعاب الرياضية بمختلف تصنيفاتها باهتمام كبير من الشعوب فكل شخص له رياضته المفضلة وفريقه الخاص الذى يشجعه فى الألعاب الجماعية أو لاعبه المميز الذى يتابعه ويدعمه فى الألعاب الفردية، والرياضة قد لا يكون لها حدود أحيانًا، لكن هذا الأمر لا ينطبق على المنتخبات الوطنية فى الألعاب الجماعية، فالدعم الحقيقى والانتماء للمنتخب واللعب بروح عالية يكون من أبناء الوطن ذاتهم حيث لا مجال لوجود أجانب فى صفوف منتخب دولة ما لتحقيق البطولات.
هذا هو الوضع الطبيعى فى جميع المنتخبات فى لعبة جماعية مثل لعبة كرة القدم التى لا تسمح قوانين الاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا"، بوجود أجانب فى صفوف منتخب ما دون أن يحملوا جنسية هذا البلد، إلا فى حالة منتخب قطر الذى يشتهر فى الوسط الرياضى بأنه منتخب مجنسين لما يضمه من عدد كبير من اللاعبين المجنسين وكأن قطر ليس بها مواطنين يصلحون لتأهيلهم ليصبحوا لاعبين أكفاء يستطيعون تحمل مسئولية تحقيق البطولات لوطنهم وإدخال الفرحة لقلوب القطريين.
مباراة قطر والامارات
فى بطولة كأس الخليج العربى "خليجى 24" المقامة حاليًا فى قطر خلال الفترة من 26 من شهر نوفمبر الماضى وتستمر حتى يوم 8 ديسمبر الجارى، ينافس منتخب قطر بلاعبين مجنسين بينهم 5 سودانيين واثنان من تنزانيا ومثلهم من البرتغال وآخرون من جنسيات أخرى، ليجد الشعب القطرى منتخبهم خليط من جنسيات مختلفة.
ورغم هذا تداول بعض القطريين والمنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية صورة للشيخ حمد بن خليفة آل ثانى أمير قطر السابق من المدرجات وهو يرفع علامة "رابعة" احتفالًا بفوز منتخب المجنسين على منتخب الإمارات ليصعد "العنابى" إلى الدور قبل النهائى فى النسخة الرابعة والعشرين من بطولة كأس الخليج العربى لكرة القدم (خليجى 24)، حيث استغل الأمير القطرى فوز منتخب قطر على نظيره الإماراتى بأربعة أهداف مقابل هدفين، ليرفع إشارة "رابعة" التى هى رمز لجماعة الإخوان الإرهابية.
الامير القطرى حمد
بعض القطريين والمنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية استغلوا صورة أمير قطر السابق الذى يحتفل بفوز منتخب يمثل بلاده فى البطولات الكروية رغم أنه لا يضم عدد كبير من اللاعبين قطريين الأصل، للتهيل بعلامة "رابعة" التى لوح بها وهى رمز لإرهاب الجماعة وأعوانها وداعميها، فيما يحظى الأمير القطرى وأعوانه بفرحة مستوردة من الخارج وليست نابعة من مجهود أبناء الوطن أنفسهم، حيث أنها فرحة وفوز اشتراها أمراء البلاد بتجنيس لاعبين أجانب فى مخالفات جسيمة تسببت فى فضيحة كبيرة لقطر.
فضيحة التجنيس للاعبى منتخب قطر
وفيما يتعلق بفضيحة التجنيس، يشار إلى أن قناة مباشر قطر، المعنية بفضح جرائم تنظيم الحمدين، سلطت فى يناير الماضى، الضوء على ملف المجنسين فى منتخب قطر، وقالت القناة – آنذاك - إن تجنيس لاعبى قطر قد يتوقف فى عرقلة منتخب العنابى فى كأس آسيا – الذى أقيم فى الفترة من 5 يناير وحتى 1 فبراير 2019 - حيث كشفت مباراة المنتخب مع العراق – فى البطولة سالفة الذكر - ظهور اللاعب بسام الراوى، من مواليد النجف فى العراق، لكنه يقيم فى قطر هو وأهله.
منتخب المجنسين
وقالت القناة، إنه وفقاً للمادة السابعة من قانون الفيفا المرتبطة بعملية التجنيس، والذى يفرض مرور 5 سنوات على مشاركة اللاعب المجنس بجنسية الدولة الجديدة بعد سن الـ18، وهو ما يعنى مشاركة اللاعب بعد السن 23 عاماً، وهو ما لم ينطبق على بسام الراوى، الذى لم يتخط هذه السن.
وبحسب قانون الفيفا، فإنه يمكن للاعب المجنس المشاركة مع منتخب بلاده، إذا كان أحد أبويه يحمل جنسية البلد الجديدة، وقد تلاعب النظام القطرى بهذا النص، حيث قدم الاتحاد القطرى لكرة القدم شهادة ميلاد والدة اللاعب بسام الراوى، على أنها مواطنة قطرية، على الرغم من أن والدة اللاعب هى آمال عدنان، وكانت تعمل مدرسة فى العراق، وجداه من أبويه وأمه من العراق.
وكشفت مصادر بالاتحاد الأسيوى، وفق ما نشرته قناة مباشر قطر، أن الاتحاد القطرى قدم أوراق مشاركة اللاعبين المجنسين، ومن بين هذه الأوراق، أوراق اللاعب بسام الراوى، وكذلك أوراق اللاعب المعز على، على أنهما من مواليد قطر، حتى يتم تجنيسهما من أكثر من 6 سنوات مضت، وهو ما دعا الاتحاد العراقى لكرة القدم، للمطالبة بالتحقيق فى هذه الفضيحة.
وفى بطولة كأس الخليج "خليجى 24"، ضمت قائمة "العنابى"، بحسب الموقع الرسمى للاتحاد القطرى لكرة القدم، 23 لاعبًا هم: سعد الشيب، وبيدرو ميجيل، وبوعلام خوخى، وطارق سلمان، وعبد الكريم حسن، وسالم الهاجرى، وحسن الهيدوس، وأكرم عفيف، وبسام الراوى، والمعز على، وكريم بوضيف، وإسماعيل محمد، ومحمد مونتارى، وأحمد فتحى، ومحمد صلاح النيل، وفهد شنين، ومصعب خضر، ويوسف عبد الرزاق، وعبد العزيز حاتم، وفهد يونس، والمهدى على، وعبد الله عبد السلام الأحرق، ومحمد البكرى.