صدرت للروائى والقاص ممدوح عبد الستار رواية بعنوان (جواز سفر) من دار ديير للنشر والتوزيع بالقاهرة.
وفى رواية جواز سفر يقول ممدوح عبد الستار:
قرر الرحيل، بعدما تلقى السخرية من أبيه، أكثر من مرة، وبعدما سبّ أبيه أمه أمام أهل القرية المجاورة لمقام سيدى أحمد البدوى، وقبل أن يمضي؛ عانقه والده- العناق الأول، والأخير-، ودسّ فى جيبه قروشاً قليلة، وقبل أن يخطو الخطوة الأخيرة من عتبة قريته؛ زفّ الشيخ جمعة الأعور البشرى بزفاف أبيه على الست وداد العمشة.
سار متلعثماً بخطواته الثقيلة، والموجعة، ودخل مقام سيدى أحمد البدوي، وتمخط كل ما فى سريرته لخادم المقام، الذى دسّ فى جيبه قروشاً أكثر من قروش والده، وسافر إلى المدينة التى تحتضن الأبرياء، وحينما دخل المحطة، وبعدما سمع ( حمداً لله على السلامة )، أحسّ أنه مبتور، وسار مع أمواج الأجساد، التى تدفعه فى كل طريق، يبحث عن بوابة الخروج، وظلّ معلقاً داخل المحطة، محاولاً الخروج، ومتذكراً رحلته، ومحاولاً التعايش، فالعودة مرّة، والرحيل علقم، وهو بين الرحيل والعودة.
وهو فى هذه الحالة، لمح وداد العمشة، لكنها بشكل مختلف، وعصرى، واستمرت رحلته ليكتشف العالم، ويكتشف ذاته، فلا فرق بين القرية، والمدينة، وتذكّر أحداث قريته، وأحداث المدينة، وأحوال البلد، وأحوال العالم، وربط بينهما، فى تلك اللحظة، أدرك أنه يقاوم القهر، ويبحث عن الحرية بالتمرد، والهروب، ثم أشهر جواز سفره للرحيل الأكيد.
يذكر أن الروائى ممدوح عبد الستار صدرت له أعمال عديدة، منها رواية أوراق ميت، ومجموعة قصصية بعنوان الفتاة والفرس، ومسرحية لغة التشابه، والفتى الشجاع قصص للأطفال، وقد فاز بأكثر من جائزة عربية ومصرية، منها جائزة سعاد الصباح فى الرواية والقصة، وجائزة دبى فى القصة، وجائزة محمد تيمور فى المسرح، وجائزة جريدة أخبار الأدب وجائزة إحسان عبد القدوس، وجائزة نادى القصة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة