بمناسبة مرور مائة عام على ميلاد الأب متى المسكين، أقيم ضمن نشاط مئويات الإعلام بمعرض القاهرة الدولى للكتاب فى يوبيله الذهبي، احتفاءً خاصًا له، وذلك من خلال مناقشة كتاب "الأب متى المسكين المطارد"، للكاتب روبير الفارس، بحضور القس محسن منير، والصحفية أسنات إبراهيم، وأدارت الندوة رانيا سعد.
وأكد القس محسن منير، أن الكتاب يقدم شخص متى المسكين كمنوذج للفكر المستنير الباعث للإصلاح، معددًا مآثره فى مجالات عديدة، ويوضح أن رحلة هذا العطاء المتميز لم تكن سهلة، بل كانت مليئة بالمواجهات والحروب، مشيرًا إلى أنه بالرغم من ذلك تعامل معها متى بروح المسيح الغافرة.
وأشار القس، إلى أن الكتاب أشمل من مجرد تقديم فكر شخصية كهنوتية، بل دعوة لمناقشة قضايا مجتمعية مهمة، ويعرض لأهمية العودة للجذور بمعطيات الحاضر والمستقبل، وأكد أن المؤلف يدخل بقدميه حقل ألغام قابلة للانفجار، وهو الأمر الذى يعبر عن إصرار الموضوعية التى تحلى بها وقد تصدم الشعبوية، وأوضح أن الكتاب قدم سبعة فصول، ومدخلاً عن الآباء المؤسسين للرهبنة فى مصر، كخلفية عامة، وسياق للانطلاق عن الحديث عن متى المسكين.
وقدم القس منير عرضًا موجزًا لفصول الكتاب، منتقدًا افتقاره إلى الرابط بين الفصول الذى قد يُشعر القارئ بالانسجام قائلا: "الفصل يمثل بداية منطقية للكتاب ويستعرض رحلة حياة الأب متى المسكين منذ ولادته، بينما جاء الفصل الثانى بعنوان ثراء المسكين ويحوى تكرار لما جاء فى الفصل الأول من معلومات، ولكنه مع ذلك فهو فصل مكثف يمكن أن يُمثل مرجعية عامة للباحثين فى حياة الأب متى المسكين".
واعتبر "منير" أن الفصل الثالث لم يكن متسقًا مع مضمونه، على عكس الفصل الرابع الذى تحلى بتدفق العرض، بينما يضم الفصل الخامس مجموعة من الأقوال المؤثرة فى شخص متى المسكين.
وجاء السادس تنويعة مختارة بعناية للشهادات والاقتباسات المختلفة، من كُتاب وصحفيين، مسلمين ومسيحيين، مشيرًا إلى أن كل هذا يصب فى قناة واحدة تقول إن هذا الرجل مستحق لهذا الاحتفال، بينما طرح الفصل السابع قضايا مهمة فى تاريخ الكنيسة المسيحية".
وطرح القس محسن منير، بعض الملاحظات حول الكتاب، من ضمنها اختلافه مع رأى المؤلف روبير الفارس حول مأخذه على تحويل دير أبو مقار إلى مؤسسة ضخمة، قائلاً: "كنت أظنه يحسبه له ولصالحه، لا أن يأخذه عليه"، وفى نهاية حديثه التمس "الأمير"، من كل صاحب قرار فى الكنيسة أن يدعو إلى التفاف كل المؤهلين القادرين على دراسة فكر الأب متى المسكين التنويري، معتبرًا أن فكر متى المسكين يقدم رؤى وحلولاً لمشاكل وقضايا مجتمعية مثارة.
فى البداية أشارت الصحفية رانيا سعد، إلى أن الكتاب يقدم قراءة بانورامية لسيرة الأب متى المسكين، ويطرح أفكاره، حول الانفتاح على الكنائس، والرهبة بشكل عام، وفى مصر بشكل خاص، ويتناول الخلاف الذى وقع بينه وبين البابا شنودة.
من جانبها تناولت الصحفية أسنات إبراهيم، رئيسة، الخلاف الذى وقع بين البابا شنودة، والأب متى المسكين، مشيرة إلى أنهما كانا على المستوى الإنسانى متصالحين، إنما الظروف السياسية أثرت على علاقتهما، لافتة إلى أن الكنيسة ترى أن ما كتبه الأب متى المسكين لا يتماشى مع الكنيسة الأرثوذكسية، متسائلة: "إذا كانت الكنيسة تعترض على كتاباته وتراها مخالفة للعقيدة، فلماذا لم تقدمه للمحاكمة؟ وانتقدت الاتهامات التى وجهت له من دون سند.
وطالبت أسنات إبراهيم، الكنيسة بحل الانقسام الواقع بين تيار الأب متى المسكين، وتيار البابا شنودة، من خلال عقد موائد حوارية، لحل هذا الخلاف، مؤكدة أن هذا الخلاف اللاهوتى يضيع فيه أشخاص بسطاء.
بينما علق روبير الفارس، على الانتقادات التى وجهها القس محس منير فى ما يتعلق بالتكرار فى المعلومات عن الأب متى المسكين فى كتابه، مؤكدًا أنه كان تكرارًا مقصودًا، واتفق مع ما طالبت به أسنات إبراهيم، حول عقد حوار بين تيارات الكنيسة لخل الخلاف الذى وقع بين الأب متى المسكين، والبابا شنودة، حول ما إذا كانت تعاليم "المسكين" صحيحة أم لا؟
وقال الفارس إن الأنبا بيشوى سكرتير المجمع المقدس الراحل أحرق كتب متى المسكين فى إحدى الكنائس وتم منع كتاباته نهائيًا من مكتبات الكنائس
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة