يقول الله تعالى: «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِى الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِى الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ»، الإيمان بالملائكة جزء أساسى من العقيدة الإسلامية، لا ينكر وجودهم إلا منكر لأصل من أصول الدين، يقول الله تعالى «وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلًا بَعيدًا».
وقد ظهر الملائكة بصور مختلفة داخل آيات القرآن الكريم، وتقريبا لا تخلو سورة أو جزء من الذكر لهم أو الإشارة إلى أعمالهم، حيث ذكر البعض بأسمائهم، وذكر آخرين بوصف أعمالهم:
ومن الملائكة الذين ذكروا فى القرآن الكريم:
جبريل عليه السلام.. سيدنا جبريل هو أشهر الملائكة فى الأديان، وهو الملك المكلف بالوحي، حيث يُبلغ الأنبياء والرسل بما يوحيه الله تعالى إليهم، وقد ورد ذكر سيدنا جبريل، فى أكثر من آية من القرآن وبالتحديد صراحة فى ثلاثة مواضع، سورة البقرة الآية 97 وفيها «قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ» وفى السورة نفسها فى آية رقم 98 «مَن كَانَ عَدُوًّا لِّلّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللّهَ عَدُوٌّ لِّلْكَافِرِينَ»، وفى سورة التحريم (آية رقم 4) «إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلَائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ».
ميكائيل عليه السلام.. هو المَلَك المكلف بإنزال المطر وإنبات النباتات، وهو من الملائكة المقربين الذين يُعدون من أشرف الملائكة عند الله تعالى، ومن الآيات التى ذكر فيها: «مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ» سورة البقرة: آية 98.
مالك خازن النار عليه السلام.. وهو الملك المُكلف بجهنم، وقد ذكره الله تعالى بالقرآن الكريم بقوله: «وَنَادَوْا يَا مَالِك لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبّك قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ» سورة الزخرف: آية 77.
هاروت وماروت عليهما السلام.. ورد ذكرهما فى القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ» سورة البقرة: آية 102.
ملك الموت عليه السلام.. مهمته قبض الأرواح، وذكر فى القرآن الكريم بقوله تعالى: «قُلْ يَتَوَفَّاكُم مَّلَكُ الْمَوْتِ الَّذِى وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ» سورة السجدة: آية 11.
الزبانية.. عددهم تسعة عشر ملكًا، وهم موكلون بالنار لأنهم خزنتها، وقد ذُكروا فى قوله تعالى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ» سورة التحريم: آية 6.
حملة العرش: عددهم أربعة، وفى يوم القيامة يُضاف إليهم أربعة، وذكروا فى القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ» سورة الحاقة: آية 17.
خزنة الجنة: ذُكروا فى القرآن بقوله تعالى: «وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ» سورة الزمر: آية 73.
الكرام الكاتبون: موكلون بكتابة أعمال البشر وإحصائها، الموجودين على اليمين يكتبون الحسنات، وعن الشمال يكتبون السيئات، وذكروا فى القرآن بقوله تعالى: «وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ»: «سورة الانفطار آية: 10، 11».
الملائكة الحفظة: يحفظون الإنسان، وقد ذكروا فى القرآن الكريم بقوله تعالى: «وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً» سورة الأنعام: آية 61.
وبالمجمل فإن الملائكة جزء أساسى من الثقافة الإسلامية، وتمثل أصلا من العالم الذى يعيشه الإنسان على الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة