فى مايو من عام 1933، عقد أول مؤتمر دورى لجماعة الإخوان المسلمون التي أسسها حسن البنا فى مارس 1928، وهو المؤتمر الذى يختلف على تاريخه حيث يذهب البعض إلى أنه أقيم فى 16 يونيو من عام 1933.
وبحسب كتاب "سيد قطب: في ظلال صاحب الظلال" تأليف آمال الخزامى، فبعد تأسيس الجماعة عام 1928، انتقل حسن البنا إلى القاهرة، ومعه المركز العام للجماعة عام 1932، ومنذ ذلك التاريخ بدأت ملامح جديدة تظهر على الجماعة، حيث استكملت المؤسسات، والهياكل الإدارية للجماعة، وبدأ البنا فى تنظيم المؤتمرات العامة للجماعة، وكان شكل كل مؤتمر منها لوضع الأطر التنظيمية، وقد حرص البنا على عقد أول مؤتمر فى 1933، مركزا النقاش على المشكلة الخاصة بنشاط البعثات التبشيرية المسيحية، وطرق مواجهتها، وقد أرسل المؤتمر خطابا للملك فؤاد، مفاده ضرورة إخضاع الجماعات التبشرية للرقابة الحكومية.
وهو ما يتفق مع ذكره الكاتب عبد الوهاب العقاب، فى كتابه " مشروع الإسلام السياسي في التطور التاريخي و المعاصر" حيث أكد أن المؤتمر الأول للجماعة، حدد فيه محاور مواجهة نشاط المبشرين، وأوصى المؤتمر بمطالبة الحكومة باتخاذ موقف للرقابة عليهم، وبالتالى بدا الإخوان احتكاكهم بالقوى السياسية بالقصر الملكى.
وحسبما يذكر موقع "ويكيبيديا الإخوان المسلمين" انعقد المؤتمر الأول في 22صفر1352 الموافق 1933، وانعقاد هذا المؤتمر بمدينة الإسماعيلية، حيث تركز اهتمامه على مواجهة نشاط المنصرين، واستمر من صلاة العشاء إلى صلاة الفجر وقد رفع المؤتمر رسالة إلى الملك فؤاد يطالب فيها بما يلي: أولا: فرض الرقابة الشديدة على هذه المدارس والمعاهد والدور التبشيرية ، والطلبة والطالبات فيها إذا ثبت اشتغالها بالتبشير، ثانيا: سحب الرخص من أى مستشفى أو مدرسة يثبت أنها تشتغل بالتبشير، ثالثا: إبعاد كل من يثبت أنه يعمل على إفساد العقائد ، وإخفاء البنين والبنات، رابعا: الامتناع بتاتا عن معونة هذه الجمعيات بالأرض أو المال.
الغريب إن الجماعة رغم رفضها التبرعات للجمعيات والمستشفيات التبشرية، إلا أنها قامت على أساس التبرعات أيضا، وبحسب تصريحات العديد من المنشقين عن الجماعة الإرهابية، فأن قيادات الجماعة وعلى مدار تاريخها رفضوا أن تخضع جماعتهم إلى الرقابة بحجج مختلفة منها الحفاظ على استقرار الجماعة، لكن الحقيقة أن العديد منهم يستفيد من تلك الأموال التى تأتى بالتبرعات.
الأمر الأكثر غرابة، أن الجماعة عقدت مؤتمرها الأول لتهاجم التبشرية، فى حين أن أعمال الجماعة لا تقل عن أعمال تلك الجمعيات والنوادى، حتى أن من ضمن ما اعلنه مؤسسها حسن البنا، هى أن جماعة الإخوان دعوية تبغى التمكين لدين الله، عن طريق المشاركة فى العمل العام، وتمكين أعضاءها من المراكز الحساسة فى الدولة.
وبحسب كتاب "الجهاد والقتال في السياسة الشرعية" للدكتور خير هيكل، فإن الجماعة بحلول عام 1937، قد احتاجت للمال من أجل اتساع نشاطها بعض الشىء، فتقدم عبد الحكيم عابدين باقتراح "سهم الدعوة" وقد أقرت اللجنة العامة للجماعة المحظورة هذا الاقتراح وخلاصته، أن ينزل كل منهم "أى المنتسبين للجماعة" عن خمس إيراده أو عشره، على الأقل للدعوة.
ويذكر كتاب "أمريكا وحركات الإسلام السياسى"، إن الجماعة حاربت مع الجمعيات الدينية، على الرغم من إنها اقبلت على العمل السياسى، ونادت بأن الإسلام دين ودولة، ودعت إلى تحقيق الدولة الإسلامية.
كما أن الإخوان أنفسهم لم يرفضوا الدعم ودعوا أن دعم آخر وجه للجماعة عن طريق التبرعات من خارج المنظمة أو الجماعة، سواء كانت تلك التبرعات من أفراد عاديين يعبرون بهذا الدعم دعمهم للجماعة، أو من قبل الحكومات أو مؤسساتها الرسمية، فى البلاد الإسلامية، ومن هذا القبيل، وذلك بحسب كتاب "الجهاد والقتال في السياسة الشرعية" للدكتور خير هيكل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة