فى تحد جديد للقرارات الأمريكية، ومحاولة لإطلاق النداء الأخير لأوروبا، قالت إيران إنها ستتخذ إجراءات جديدة بعد انتهاء مهلة الـ 60 يوما، وأضاف روحانى أنه مستعد للعدول عن تقليص الالتزامات، فى حال نفذت أوروبا تعهداتها فى الاتفاق النووى، المتمثلة فى مساعدة طهران على الالتفاف على العقوبات الإمريكية ومواصلة الشركات الأوروبية العمل فى أسواق طهران.
وستنتهى مهلة الـ 60 يوما -التى حددها روحانى فى الثامن من مايو الماضى ردا على انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق العام الماضى- فى الـ 27 من يونيو الجارى، ومن بين الإجراءات التى ستتخذها طهران رفع مخزونها من اليورانيوم المخصب لأعلى من 300 كجم، كما هو منصوص عليه فى الإتفاق النووى بنسبة تخصيب لا تتخطى الـ 3.67%.
وقبل 8 أيام من انتهاء المهلة، قال الرئيس الإيراني، إن تقليص بعض الالتزامات بموجب الاتفاق النووى ولا ينتهك القانون الدولى، ويأتى ضمن المادتين 26 و 36 فى الاتفاق النووى ويمثل "الحد الأدنى" من الإجراءات التى يمكن أن تتخذها طهران بعد عام من انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق وإعادة فرضها عقوبات على بلاده، وأضاف أن إيران لن تتفاوض مع الولايات المتحدة تحت الضغط.
الخيار الثانى أمام إيران هو التفاوض مع كلا من روسيا والصين لإيجاد خيارات بديلة حال فشل الأوروبيين، على نحو ما قال أمين مجلس الأمن الأعلى الإيرانى، على شمخانى، بأن بلاده تتفاوض مع كل من روسيا والصين بشأن الخيارات المحتملة حال فشل نظام "INSTEX" الأوروبى للمعاملات المالية.
وقال شمخاني، في حديث لوكالة "تاس" الروسية، ردا على سؤال حول ما إذا كانت إيران تنوى زيادة حجم العمليات المالية مع روسيا والصين فى حال فشل نظام "INSTEX": "نعم، بالطبع، وهذا طريق طبيعى".
وأضاف شمخانى: "نجرى الآن مفاوضات مع هذين الطرفين، وهناك أفكار كثيرة جدا لكن ليس من الممكن التحدث عن كل شيء؛ إلا أن هذه الأفكار قابلة للتطبيق"، مشددا على أن تفعيل آليات "INSTEX" يجرى بشكل بطيء للغاية، قائلا: "هذا بالحقيقة كذلك، ليست هناك إرادة كافية لتطبيق هذا النظام".
وفى الوقت نفسه استبعد المسئول الإيرانى الحرب واعتبر شمخاني، أنه لا توجد أسباب لاندلاع حرب فى منطقة الخليج على الرغم من التصعيد الخطير للتوتر بين إيران والولايات المتحدة، وقال ردا على سؤال حول إمكانية نشوب حرب فى المنطقة: "لا يوجد هناك مثل هذا الاحتمال، لأنه لا أسباب لاندلاع الحرب".
خيارات أمريكية
وفى مقابل خيارات طهران، تمتلك واشنطن أيضا خيارات من نوع آخر، وفى هذا الإطار، قال الخبير سايمون هندرسون وهو زميل في معهد واشنطن ومدير برنامج برنستاين لشؤون الخليج وسياسة الطاقة فى معهد واشنطن: "تتمثل النية التكتيكية فى مفاجأة الحرس الثورى الإيرانى بما لا يتوقعه فعلى الصعيد الاستراتيجى، يجب أن تصيغ الولايات المتحدة الإجماع الدولى"، ورأى الخبير الأمريكى فى مقاله بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى تحت عنوان" إيران تفوز، لكن أمام الولايات المتحدة خيارات، في أزمة الخليج" أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استعادة السيطرة على الأحداث من خلال الإفصاح عن المزيد من المعلومات الاستخباراتية التى تسببت فى التوتر الأخير فى المقام الأول، فلابد من تفصيل التقارير الغامضة حول الصواريخ الموضوعة على متن السفن المدنية الإيرانية فى مايو".
وفى النهاية قال هندرسون إنه ليس هناك بُعد نووى حتى الآن لهذه الأزمة؛ ويبدو أن تصريحات طهران الأخيرة حول برنامجها تشكّل استراتيجيّةً منفصلةً، رغم أنها قد تكون موازية، وعلى الصعيد النووي يتركز القلق على عدة أشهر قادمة - على الرغم من إعلان إيران في 17 من يونيو أنها قد تتجاوز الحدود المتفق عليها لمخزوناتها من اليورانيوم منخفض التخصيب فى عضون 10 أيام. وفى المقابل، يدور التوتر فى الخليج حول ما يحصل اليوم - والأسبوع المقبل أو نحو ذلك".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة