"كنت يوماً فى حزن شديد، أحسب أنه أشد ما لقيت فى حياتي. ونتج هذا الحزن عن رؤية صادفة لجسامة آثامى وفظاعتها، ولما كنت آنذاك لا أفكر فى شيء إلا الجحيم والعذاب المقيم، فإنى فجأة، وأنا غارق فى التفكير، رأيت يسوع المسيح ينظر إلى من علياء السماء، قائلاً: (آمن بيسوع المسيح وسيكتب لك الخلاص).. ولكنى أجبته: إنى مخطئ كبير جداً، فأجاب (رحمتى تتسع لك)...وهنا غمرنى الفرح".. هذا جزء من كتاب رحلة حاج لـ جون بونيان.
عاش جون بنيان فى الفترة بين (28 نوفمبر 1628- 31أغسطس 1688) وهو كاتب وواعظ إنجليزى، اشتهر بتأليفه لكتاب "رحلة حاج" والذى يعد كتابًا رمزيًا دينيًا، فضلًا عن كتابته للعديد من المواعظ الدينية.
ولد بنيان فى قرية إلستو والتى تقع بالقرب من مدينة بيدفورد شرقى إنجلترا، وقد شارك فى المرحلة الأولى من الحرب الأهلية الإنجليزية، لكنه عاد إلى إلستو بعد قضاء ثلاث سنوات فى الجيش ليصبح سمكريًا، وهى الحرفة التى تعلمها عن والده.
ويعد كتابه "رحلة سائح" من أنجح الكتب الصادرة بالإنجليزية، وصدر عنه 1300 طبعة خلال عام 1938، أى بعد وفاته بـ(250) عامًا.
كتب بنيان الجزء الأول من "رحلة حاج.. من هذه الدنيا إلى العالم الثانى"، وقد نشر هذا الجزء فى 1678 وأعقبه الجزء الثانى فى 1684، (فى مقدمة شعرية مضحكة رديئة غير معقولة زعم بنيان أنه كان قد وضع هذا الكتاب ملهاة وتسلية لنفسه دون أن يفكر فى نشره) وعرض القصة، فى لطف، فى صيغة وهم أو خيال جامح.
بالطبع فى القرن العشرين تراجعت مكانة الكتاب وفى القرن العشرين فقد الكتاب شعبيته فلم يعد هناك إيمان بما جاء فى الكتب ولم يعد يقتنى، ولكنه لا زال فيضاً من اللغة الإنجليزية البسيطة العذبة الواضحة.
وبالمجمل وضع بنيان نحو ستين كتاباً، وليس ثمة ما يدعو اليوم إلى قراءتها، ودخل السجن وخرج منه وفى عام 1675 أصبح واحداً من ألمع الوعاظ فى عصره، والزعيم المعترف به لطائفة المعمدانيين فى إنجلترا.