أكرم القصاص

«خميرة» نجاح تنظيم «الكان» والانتقال من الاستثناء إلى القاعدة

الثلاثاء، 25 يونيو 2019 07:00 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
نجاح تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية بهذا الشكل المبهر، وفى زمن قياسى، شهادة لكل الأطراف التى ساهمت فى تنظيم البطولة القارية. التجهيزات التى تمت فى عدة أشهر، ملاعب واستادات بشكل حضارى، وهو إنجاز وحده، وتحديث كامل للشوارع والخدمات المرافقة، أيضا تنظيم النقل والتذاكر والتعامل مع الجمهور، والتأمين لكل الفعاليات التى تتم داخل وخارج القاهرة.
 
نحن أمام منظومة تتعامل مع عشرات التفاصيل، فى عمل جماعى، وهذا النجاح يوفر الكثير من الجهد والوقت لاكتشاف وتأكيد أن الفشل والجمود ليسا قدرًا وأن الجهد والإرادة والعمل قادرة على صياغة المستقبل.
 
مثل هذه التجارب العملية تعيد ترتيب الثقة وتقدم بيانا على الإمكانات والتحرك، والنتيجة نجاح واضح بشهادة الداخل والخارج، قد يرد البعض بأننا لا نحتاج شهادت من أحد، لكن هذا النجاح له انعكاسات متعددة، فهو كاشف عن استقرار يتيح العمل بشكل مؤسسى وأيضا رسائل إلى السياح وإلى المؤسسات المختلفة فيما يتعلق بالاستثمارات والعمل داخل مصر، هناك العديد من الشركات الكبرى عادت لتفتح نشاطها بمصر بعد أن توقفت قبل سنوات. التجربة وحدها تفرز الكفاءات وتبين صحة الطرق وتمنح الفرص للتعديل والتصحيح. 
 
مثل هذه المناسبات والأحداث التى تتضمن مئات التفاصيل الظاهرة والصغيرة المخفية، وقد سبق وشهدنا نجاح تنظيم منتدى شباب العالم بجهود شابة نجحت فى تحقيق تنظيم حدث يحضره آلاف، وفى بطولة كأس الأمم نحن أمام عمل جماعى متناغم ينتج هذا المشهد الذى قد لا يستغرق دقائق لكن وراءه جهد مئات.
 
هذه التجارب الناجحة التى تمت بأفكار وأيد مصرية شابة يفترض أن تكون دروسا يتعلم منها القائمون على المحليات والوزارات المختلفة، وأن ينعكس هذا النجاح على أداء المؤسسات المختلفة، ونظن أن هذه الرسائل هى الأهم، حيث ينتقل الحماس إلى المحافظين والقيادات المحلية، وأن يعملوا بنفس المستوى ليصبح النجاح عموميا وليس استثنائيا، وأن تنتقل عدوى المشروعات الناجحة والتنظيم المبهر لتصبح أسلوب عمل يفيد فى إنهاء المشكلات التى تبدو قدرية، بينما تجاربنا الناجحة تثبت أنها قابلة للحل بشكل نهائى.
 
نجاح تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية بهذا الشكل يشير إلى أهمية عمل الفريق، والتناغم بيم الأطراف المختلفة، وأعداد من المتطوعين الشباب ممن تم تدريبهم فى برامج تدريبية مختلفة، ونجحوا فى أكثر من تجربة، وبالتالى فإن نقل هذه الروح إلى المزيد من الشباب، بتوسيع برامج التدريب، لتصل هذه الدروس إلى المؤسسات والمحليات فى مصر، وهو  أمر يمكنه أن يسهم فى تطوير الإدارة فى مصر بشكل ينهى أكبر أزمة تواجه جهود التحديث الحالية، حيث يسير العمل فى المشروعات الكبرى وتنظيم الفعاليات بسرعة وكفاءة، بينما يظل الركود قائما فى مناطق مختلفة من ماكينة الحكومة والمحليات.
 
وهنا نعود لنرى أن نجاح تجربة تنظيم كأس الأمم الأفريقية، بجانب المشروعات الناجحة فى أكثر من جانب، يمكن أن تكون «خميرة» يتم نقلها وتعميمها ضمن عمليات التحديث من حيث السرعة والكفاءة، لتواجه تراكمات عشرات السنين من الجمود والركود، وحتى تصبح القاعدة هى العمل الجاد الجماعى ويصبح الباقى استثناء.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة